مسيرة صامتة دعماً لنساء فلسطين

شاركت ناشطات تونسيات من مختلف الأطياف في مسيرة صامتة، ونزلن إلى شوارع العاصمة تونس، وهن مرتديات الأسود والأبيض، تعبيراً عن تضامنهن مع الفلسطينيات في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

زهور المشرقي    

تونس ـ نظمت تونسيات من مختلف الفئات والتوجهات، أمس السبت 25 تشرين الثاني/نوفمبر، في العاصمة تونس، مسيرة تضامنية صامتة، تخللتها فقط تسجيلات صوتية لأطفال ونساء ورجال يرددون شعارات من قبيل" الأولاد ماتوا دون أن يأكلوا"، "حطي قلبك على قلبي يما"، وغيرها من الصرخات التي وثقت مآسي الفلسطينيات اللواتي كن الأكثر تضرراً من هذه الحرب والإبادة.   

لازمت المحتجات الصمت، كتعبير لرفض استمرار الصمت العربي والغربي تجاه الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية، كما رفعت المحتجات شعارات داعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بتواطؤ المجتمع الدولي إزاء ما يرتكب في غزة، وتنديداً بسياسات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل على حذف الحسابات الفيسبوكية الداعمة للقضية الفلسطينية.

كما حملت النساء أحذية أطفال؛ كدلالة وتنديداً بمقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين.

وقالت الناشطة في المجتمع المدني وأحد منظمات المسيرة، فاتن عبد الكافي، في حديث مع وكالتنا إن الصمت هو رسالة للعالم احتجاجاً على سياسة الصمت المقصودة، والتي أدت إلى هذه الجرائم غير الإنسانية، لافتةً إلى أن ماتعيشه الفلسطينيات من مآسي، يشكل خرقاً واضحاً للاتفاقيات الدولية والمواثيق التي تضمن الحق في الحياة.

وأفادت بأن المسيرة ضمت كل النساء التونسيات دون إقصاء أي منهن "اخترنا أن تكون المسيرة صامتة لأن الكلام ضاع وسط هذا الهول من المآسي والإجرام وتنديداً بسياسة الغرب الذي يعمل على إجبارنا على عدم إيصال صوت الشعب الفلسطيني، ولكن نحن حتى بصمتنا نعبر عن مساندتنا وتضامننا مع رفيقاتنا هناك في غزة".

وأكدت أن هدف المسيرة هو التنديد بالمجازر في غزة، معبرةً عن استغرابها من عدم وجود التفاف حول أوجاع الفلسطينيات اللواتي يقاسين الجوع والحرب والعطش والقصف العشوائي أمام مرأى العالم ومسمعه "أكثر من ستة آلاف طفل وآلاف النساء قتلن بسبب القصف، إنها حرب إبادة الأرحام".

 

 

من جانبها تحدثت الناشطة ريم سالمي، عن المآسي الإنسانية والنسوية للفلسطينيات وهي التي عاينتها في أول قافلة وصلت غزة عام 2011، مؤكدةً أن الوضع هناك فوق الوصف، مشيرةً إلى أن "انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين تجاوز كل المراتب من قتل عشوائي وتنكيل وانتهاك للحرمة الجسدية ودمار وقمع"

وأكدت أن أبسط مقومات الحياة الكريمة تحرم منها النساء في غزة، فضلا عن تهجيرهن قسراً، وقصف منازلهن وقتل أطفالهن أمامهن "لا ينسى العالم ما توثقه الفيديوهات، أساسيات الحياة مفقودة ووسائل العلاج منعدمة، ما يحدث في فلسطين سيظل عار يلاحقنا، أن تلد النساء على حافة الطرقات، لا يوجد صورة مؤلمة أكثر من هذه".

 

 

واعتبرت المخرجة المسرحية ليلى طوبال، مشاركتها في المسيرة من أبسط الأشياء التي وجب القيام بها لدعم نساء غزة المحاصرات دون طعام، وتكابدن تحت القصف والنار، في مشاهد دراماتيكية يعجز اللسان عن التعبير عنها.

وقالت إن "مسيرتنا موجهة لنساء فلسطين الصامدات رغم الإبادة، والقضية لم تبدأ يوم 7 أكتوبر، بل هي قضية تاريخ وأجيال ومقاومة ووطن وخبز ودواء ومفتاح وعودة".

وعبرت عن غضبها من حظر الأصوات الداعمة لفلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي "تم لجم أصواتنا وإغلاق صفحاتنا ومعاقبتنا ضمن السياسة الإقصائية للفايسبوك، غاضبات لأن جل خطاب الإعلام العالمي موجه إلى الدفاع عن السردية الإسرائيلية".

 

 

وبدورها قالت الناشطة النسوية عايدة بن شعبان إن المسيرة التي حملت شعار "حطي قلبك على قلبي يما" أبسط مايمكن أن تقدمه التونسيات لرفيقاتهن في غزة وفلسطين " نحيي نضال الفلسطينيات/ن المستمر من أجل استرجاع أرضهم المسلوبة"، مشيرةً إلى أن الصمت أحياناً أبلغ من الكلام لإيصال الرسالة المرجوة، معتبرةً أن استحضار أسماء شهداء فلسطين أثناء المسيرة هو تذكير أنهم في قلوب التونسيين ولم ولن يكونوا أرقاما، "هذه مساعدة نساء تونس لنساء فلسطين".

وكذلك نددت بلجم أصوات كل من يناهض سياسة القتل والإبادة وانتقدت صمت المجتمع النسوي العالمي الذي من المفترض أن يدعم قضايا النساء دون تمييز وإقصاء وبعيداً عن الايديولوجيات والتسييس.

وعن تزامن المسيرة مع اليوم الأول من الأيام الدولية لمناهضة العنف ضد النساء أكدت أن العنف الذي يمارس على الفلسطينيات لم يشهد له التاريخ مثيلاً، والفلسطينيات، ه‍ن أكثر النساء في العالم يمارس ضدهن العنف والتنكيل

 

 

وعن استهداف الصحافيات/ن، قالت الصحفية يسرى شيخاوي، إنه طريقة لقتل الحقيقة ومنع وصولها إلى العالم، واصفةً الحرب بـ "نازية"، لأنه تم استخدام فيها الأسلحة المحرمة دولياً.

وأكدت أن استهداف الصحافيات/ن، هو جزء من الحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين "يتم استهداف العاملين بالمجال الإعلامي الذين ينقلون الحقيقة من أجل فرض تعتيم إعلامي، ما يتيح لإسرائيل التلاعب بالحقائق، لكن سلاح الكلمة الحرة سيستمر إلى حين عودة الأرض لأصحابها".