"مسرح الظل" لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة في فلسطين

مبادرة "مسرح الظل" أداة نوعية وبسيطة تسعى لتعزيز المشاركة السياسية للنساء، وتوضيح التحديات والعراقيل التي تقف عالقة أمامهن من منظور اجتماعي حتى يصل للجمهور بصورة أسرع.

نغم كراجة

غزة ـ نظم طاقم شؤون المرأة ـ غزة، عرض مسرحي بعنوان "المشاركة السياسية للمرأة"، ضمن مشروع تعزيز القيادة السياسية للمرأة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كأداة نوعية لتفعيل دور النساء في المشاركة السياسية والوصول إلى مراكز صنع القرار.

أطلق طاقم شؤون المرأة مبادرة "مسرح ظل"، بعرض مسرحي تتمحور فكرته حول سيطرة العادات والتقاليد والضغوط المجتمعية على النساء ومنعهن من الترشح والانتخاب نتيجة النظرة الرجعية التي تفرض قيودها قسراً عليهن، واستخدام الألفاظ المهينة والساخرة التي تقلل من شأنها ودورها.

وتهدف فكرة المسرح إلى توضيح الثقافة الأبوية والعشائرية الرافضة لمشاركة المرأة وممارسة دورها الحقيقي في المجتمع، حيث جسدت "ربيعة" شخصية المرأة التي تسعى للترشح للانتخابات بينما زوجها يمانع ذلك بسخرية واستهزاء بحجة البيئة التي يقطن بها، والعادات التي تربى عليها.

ولفتت أحداث مسرح الظل الضوء على التشريعات والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي جاءت لتنصف النساء، وتعزز المساواة بين الجنسين، وبينت أهمية تطبيق اتفاقية سيداو، واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء نظراً للضرورة الملحة لتفعيل دورهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويعتبر مسرح الظل فكرة جديدة ونوعية على الساحة الفلسطينية من إنتاج الفتيات المبدعات، بهدف إيصال قضية المرأة بطريقة أسرع ومباشرة إلى الجمهور، وهي مستوحاة من منظور اجتماعي.

وبدورها قالت منسقة طاقم شؤون المرأة هدى عبد العزيز لوكالتنا أن "هذه المبادرة هي إحدى أربع مبادرات التي أطلقناها ضمن مشروع تعزيز المشاركة السياسية للنساء، قررنا أن تكون الفعاليات في كافة أرجاء قطاع غزة؛ للضرورة الملحة لتفعيل الدور السياسي للمرأة خاصة في الانتخابات"، مشيرةً إلى أنه تم إنشاء هوية إلكترونية تهتم بقضايا المرأة على الصعيد السياسي والاجتماعي، كذلك تنفيذ عدة لقاءات جماهيرية من الشمال للجنوب تستهدف جميع النساء في المجتمع.

وأشارت إلى جهود الطاقم في التوسع حول المشاركة السياسية للنساء من خلال إقامة مخيمات تثقيفية وتوعوية تتحدث عن التحديات التي تواجه المرأة، والمعرفة بالكوتا النسائية، لافتةً إلى أن الهدف الأساسي من المشروع والمبادرات التي تندرج تحته؛ تعزيز المشاركة السياسية للنساء في فلسطين، وزيادة تواجدهن في مواقع صنع القرار.

وعبرت عن أسفها الشديد من استمرار الازدواجية لدور النساء داخل الأحزاب الفلسطينية، خاصة أن الإحصائيات الأخيرة أثبتت تواجدها كصوت انتخابي فقط دون تقلدها أي مناصب عليا وقيادية، وهذا يعتبر تهميش وتطميس لما بذلته المرأة من تضحيات نضالية في المعترك السياسي.

 

 

من جانبها قالت الناشطة المجتمعية ناريمان أبو دير وهي إحدى مرشحات قوائم العودة في المجلس التشريعي سابقاً "مبادرة مسرح ظل تحاكي واقع المرأة السياسي بمفهوم بسيط؛ للوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف دون استخدام المصطلحات المعقدة"، مؤكدةً أن برنامج تعزيز المشاركة السياسية للنساء مهم للغاية خاصة في المجتمع الفلسطيني المغلق الذي يحارب وجود المرأة في المناصب العامة".

وأوضحت أن المرأة تحتاج إلى التمكين الاقتصادي؛ لتستطيع المشاركة في الانتخابات وتتمكن من تمويل حملاتها الانتخابية، كما أن هنالك قوانين فلسطينية لا تدعم مشاركة المرأة إلا بنسبة محددة 25%، هذا لا يعتبر إنصاف؛ لأن المرأة تمثل نصف المجتمع.

وشددت على ضرورة إشراك النساء في المعترك السياسي حتى تدافع عن حقوقها وتنصر قضاياها في شتى الميادين، وتحقيق مفهومي الديمقراطية والعدالة "كما شاركت المرأة الفلسطينية في العملية السياسية والنضالية، أيضاً من العدل أن تشارك في صنع القرار الفلسطيني".

 

 

من جهتها قالت أميرة حمدان "نسعى إلى تنفيذ أنشطة وفعاليات إبداعية غير تقليدية بحيث يتمكن الجمهور من فهم الرسالة المراد إيصالها بشكل أسرع، ونحن نكثف جهودنا في سبيل نصرة قضايا المرأة في فلسطين من خلال الدعم والتوعية وتنفيذ حملات الضغط والمناصرة من أجل تعزيز دورها في جميع القطاعات".

 

 

ونوهت إلى أن تنفيذ مسرح الظل هو أكثر الأدوات استجابة ومعالجة لبعض القضايا "تلك الفكرة تستهدف كافة الطبقات المجتمعية، والفئات في المناطق المهمشة والتي تحكمها التقاليد العشائرية على وجه الخصوص نظراً لأن الفكرة بسيطة تتحدث بلهجتهم وتفكيرهم"، مشددةً على ضرورة مطالبة النساء بحقوقهن وعدم التنازل عنها، والتواجد على الساحة السياسية من خلال زيادة تمثيلها في المجلس التشريعي الفلسطيني وتقلدها مواقع صنع قرار قيادية وعليا".