مشروع بيئي يلقي الضوء على المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي

من خلال الوسائل البصرية والسمعية المتعددة ولا سيما السينما سلط مشروع "التنوع البيولوجي والسينما" في بيروت الوضوء على المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي محلياً وعالمياً.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ ألقى مشروع "التنوع البيولوجي والسينما" ومبادرة ريف من خلال إقامة مجموعة من الفعاليات والنشاطات على مدى سبعة أيام متتالية في العاصمة اللبنانية بيروت، الضوء على الضرورة الملحة لفهم النظم البيئية المتنوعة في العالم والحفاظ عليها من الزوال.

خلال أيامه السبع استطاع مشروع "التنوع البيولوجي والسينما" الذي أقيم في بلدة حمانا، بيت الفنان اللبناني في محافظة جبل لبنان قضاء بعبدا، جمع خبراء/ات ومخرجين/ات تشاركوا مع المقيمين/ات والمهتمين/ات، تسليط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي والحلول المتوفرة لمواجهة التحديات البيئية.

حيث تضمن برنامج المشروع عرض أفلام لمخرجين/ات لبنانيين وعالميين ركزت على الممارسات والتهديدات والمخاطر العالمية والإقليمية التي تهدد التنوع البيولوجي.

ومن ضمن هذه الأفلام "اليد الخضراء" وهو فيلم وثائقي تدور أحداثه حول الأمن الغذائي والمخاطر التي تلف عملية "التسليق" والتي تعني جمع الأعشاب البرية في الأرياف الفلسطينية وما يتعرض له العاملون في هذا المجال من اعتداءات من قبل إسرائيل واعتقالات ومصادرة ما جمعوه من نباتات الزعتر البري والعكوب، وكذلك محاكمتهم وتغريمهم، كل ذلك بهدف إجبار السكان على شراء هذه النباتات من النظم الزراعية التابعة له وتحقيق الربح التجاري واحتكارها، بينما تعطى لسكان المستوطنات مجاناً، الفيلم من إخراج المخرجة الفلسطينية جمانة مناع التي لم تتمكن من حضور الفعالية وقدمته بالنيابة عنها مديرة مهرجان ريف المخرجة إليان الراهب.

وعن المشروع قالت مديرة المهرجان الذي أقيم على عدة دورات في السنوات السابقة في القبيات والهرمل وآخرها في بيت الفنان اللبناني في حمانا، المخرجة إليان الراهب "استمر هذا النشاط على مدى أسبوع تقريباً وعلى مرحلتين، جمع بين المخرجين وأشخاص يعملون في مجال البيئة، إنها فرصة ليتعرفوا على بعضهم البعض ويتشاركوا الأفكار خلال حضور الأفلام السينمائية المختلفة، كما ألقيت عليهم محاضرات لأخصائيين يمكنهم الاستفادة منها، هذا في المرحلة الأولى أما الثانية فكانت فرصة لجمع الأفكار وإنتاج أفلام قصيرة، ومن المفترض أن تكون خمسة أفلام ستعرض خلال فصل الربيع تهدف بالمقام الأول لنشر التوعية حول التنوع البيولوجي في لبنان".

ولفتت إلى أن المشاركين في هذا المشروع مزيج من المخرجين/ات وخبراء/ات في مجال البيئة والتنوع البيولوجي في لبنان، وقد بلغ عددهم 24 شخصاً شكلت النساء نسبة 60% منهم.

وعن فيلم اليد الخضراء قالت "تم عرض هذا الفيلم للمخرجة الفلسطينية جمانة مناع في 12 كانون الأول من هذا الشهر، وللأسف لم تتمكن من المشاركة معنا، وهو فيلم سبق وأن عرضناه في مهرجان ريف في القبيات، ويتناول موضوع التسليق في فلسطين وما يعانيه الأهالي، حيث أظهر الفيلم أنه على الرغم من أن عملية التسيلق عملية تمارس بشكل طبيعي وسهلة في أي مكان إلا أنها ممنوعة في فلسطين ويتم فرض عقوبات على القائمين عليها قد تصل للسجن أحياناً، على الرغم من أن الفيلم يأخذ القضية من ناحية مأساوية إلا أنه عرض بطريقة فكاهية".

وتابعت "تم عرض فيلم معركة الأرز لمخرجين فرنسيين وهي تجربة الناشط البيئي يوسف طوق في التشجير بمنطقة بشرية، وستتحدث عنه إحدى المشاركات أو الناشطات البيئيات في هذا المجال، ومن المرجح إعداد فيلم حول التنوع البيولوجي في المنطقة".

 

 

 

من جانبها قالت الفنانة ريما قديسي "أعمل في مجال الحركة والفنون البصرية، ومشاركتي في هذا المشروع تجربة رائعة فهو يمنحني الكثير من الأفكار التي يمكن أن أوظفها في البحث الذي أعمل عليه منذ ثلاث سنوات ويدور موضوعه حول الغابات في لبنان وكيفية إدخال الحركة فيها، فتواجدنا في الغابات قادر على منحنا العديد من الفوائد لأجسادنا وعقولنا ونفسياتنا، وكيفية إدخال الحركة مع الغابات في نشاطات معينة ومتنوعة".

وتابعت "خلال هذا الأسبوع تمكنا من التعرف على البيئيين الذين يملكون سنوات من الخبرة في التنوع البيولوجي في لبنان خصوصاً، وهذا ما زاد من رصيدي بالمعلومات في هذا المجال خاصة أني لا أملك قاعدة بيئية كافية على الرغم من اهتمامي بهذا المجال، ولكن من المهم العمل مع هؤلاء الخبراء، فهناك أمور عديدة نعتقد أن ممارساتها هو أمر صحيح ولكن بيئياً هو خاطئ ومضر، سنتعاون مع هؤلاء الخبراء المشاركين لإنتاج أفلام تسلط الضوء أكثر على التنوع البيولوجي في لبنان خاصة في مجال السينما، وهو مشروع جديد للغاية بالنسبة لبلادنا".