مشاركة في المؤتمر النسوي تدعو إلى التشبيك بين الحركات النسائية للوصول إلى عالم خال من العنف
أكدت الدكتورة كريمة الحفناوي على استمرار النضال من أجل حرية النساء والمساواة خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المرأة الأفريقية، داعية إلى التشبيك بين الحركات النسائية في البلدان المختلفة حول العالم للوصول إلى عالم خال من العنف.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ في إطار مشاركتها في مؤتمر "تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات" أوضحت الدكتورة كريمة الحفناوي واقع النساء الأفريقيات وأوضاعهن والتحديات التي تواجههن ودورهن في بناء المجتمع الريفي والزراعي.
قالت عضو الحزب الاشتراكي المصري والجبهة النسائية المصرية الدكتورة كريمة الحفناوي لوكالتنا "تناول المؤتمر العديد من المواضيع عن النساء في إيران وأفغانستان ونضال النساء الكرديات وباقي البلدان حيث تمحورت مداخلتي حول النساء الأفريقيات، اللواتي تعانين مثل كل النساء في العالم وفي منطقتنا من الثقافة المجتمعية، التي تقلل من دور النساء، فهي ثقافة لا تقلل من دورهن فحسب، ولكن تنظر لهن نظرة دونية، وعلى الرغم من قيامهن بدور أساسي في تأسيس الأسرة والزراعة والصيد والرعي وغيرها من المجالات، إلا أن حقوقهن لا تعادل عطاءاتهن، لذا نجد ظواهر عديدة في هذه الدول ومنها الزواج المبكر والاتجار بالنساء وتشويه الجسد من خلال ختان النساء وهو منتشر في مصر والسودان وعدد من الدول، وهناك ظواهر الاضطهاد والعنف بأنواعه الجسدي والنفسي وفي أماكن العمل تمارس النساء عملاً مماثلاً لعمل الرجال، لكن نجد أن الأجور متباينة وأجور النساء أقل من أجور الرجال، وينطبق هذا الأمر بالنسبة للترقية وتعيينهن في المناصب المختلفة".
وحول المؤتمر أشارت إلى أن "المؤتمر انقسم لعدة جلسات، وشاركت في المحور الرابع من الجلسة الأولى تحت عنوان "أوضاع النساء الأفريقيات في قارة تعد الضحية الكبرى لمجموع أزمات المنطقة"، وكان هناك إجماع للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان، وفك العزلة عنه، فضلاً عن توصيات أجمعت عليها المشاركات بضرورة وجود جبهة نسائية عربية وإقليمية ودولية من أجل حقوق النساء واستمرار النضال من أجل حرية النساء والمساواة والمواطنة ومن أجل دولة القانون وعالم خال من العنف".
وفي مداخلتها عرضت الدكتورة كريمة الحفناوي أوضاع النساء في أفريقيا والتحديات التي تواجهها النساء، وعرفت التمييز بأنواعه وخصوصاً الذي يطال النساء، وقالت "يزداد العنف والتمييز ضد المرأة في كل الدول بدءاً من تعرضها للعنف الأسري والمجتمعي، والعنف الناتج عن الهجرة غير الشرعية، ونتيجة للصراعات والنزاعات والحروب التي تؤدي إلى النزوح واللجوء والإقامة في مخيمات تفتقر لأبسط مظاهر الحياة من توافر مياه نظيفة وأدوية وغذاء، يعيشون تحت حرارة الصيف وشدة برودة الشتاء وأمطاره، وانتهاءً بمواجهة الأوبئة والمجاعات، كل هذا إلى جانب ما تتعرض له الأسيرات في سجون الاحتلال من عنف وقهر وتعذيب ومنع الزيارات والأدوية، وتعرض النساء والأطفال والمسنين الفلسطينيين لجرائم الاعتقال والطرد من منازلهم وتدميرها، عدا عن تزايد العنف في المنطقة العربية ضد المرأة نتيجة لاستمرار ثقافة مجتمعية ظلامية رجعية لا ترى في المرأة غير الجسد مما يعرض النساء والفتيات للتحرش بكافة أشكاله سواء في الأسرة أو الشارع أو المدارس والجامعات أو أماكن العمل".
وحول وضع النساء في غرب أفريقيا كمالي ومنطقة الساحل الأفريقي (سيراليون وساحل العاج وغينيا وليبيريا) فللمرأة دور مؤثر اقتصادياً واجتماعياً، أما في النيجر ونيجيريا تتحكم الجماعات الإسلامية المتشددة في وضع النساء، وفي موريتانيا تتحكم الشريعة الإسلامية بشكل كبير في مسار حياة المرأة، ويكون ذلك على حساب تعليم الفتيات مع حصر دورهن في تعليم شؤون المنزل ورعاية الأطفال، وفي بنين نجد أن العادات والتقاليد تحط من قدر المرأة وتضعها في مكان غير متكافئ مع الرجل، ومن هذه العادات تعدد الزوجات والزواج القسري والعنف المنزلي، وفي السنغال المرأة مسؤولة عن كافة الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والعمل الزراعي بل وإدارة موارد القرية من الغابات والمطاحن، أي أن المرأة لها دور تنموي كبير، لذا أصبح للمرأة تأثير كبير في تغيير الثقافة المجتمعية تجاه المرأة ونالت مكانة اجتماعية وثقافية وسياسية كبيرة.