مشاركات في المنتدى الدولي تشددن على ضرورة توحيد الخطاب السياسي

تستمر أعمال المنتدى الدولي الذي عقد تزامناً مع حلول الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، بالتأكيد على ضرورة مواجهة الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة.

دلال رمضان

الحسكة ـ أكدت المشاركات في المنتدى الدولي الذي نظم من قبل مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، على ضرورة تجاوز معاهدة لوزان، وأن الحل الأمثل للقضية الكردية هي العمل بمشروع الأمة الديمقراطية وتوحيد الخطاب السياسي.

يواصل مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية (NRLS) اليوم الجمعة 7 تموز/يوليو، أعمال اليوم الثاني والأخير من المنتدى الدولي حول معاهدة لوزان التي أبرمت عام 1923، المنعقد في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، تحت عنوان "لوزان: تصحيح المسارات وقضايا الاستقرار والأمن الإقليمي".

وناقش المشاركون/ات اللذين بلغ عددهم حوالي 150 شخصية، سبل مواجهة الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الكردي والوضع الحالي للكرد والتحديات والصعوبات التي يواجهونها وكيفية تجاوز معاهدة لوزان ومنع تكرارها وإيجاد حلول مناسبة للقضية الكردية.

وعلى هامش المنتدى قالت الإدارية في مركز الدبلوماسية المجتمعية في شمال وشرق سوريا نورشان حسين "يصادف الرابع والعشرين من الشهر الجاري الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان المعروفة باتفاقية الأزمات في الشرق الأوسط التي أعدت على يد القوى المهيمنة والرأسمالية العالمية، والتي كانت بمثابة القضاء ليس فقط على حقوق الشعب الكردي وطموحاته وإمحاء هويته من الوجود في بلاده، بل على جميع شعوب الشرق الأوسط".

وأوضحت أنهم ناقشوا خلال المنتدى أبعاد هذه المعاهدة وتأثيرها على المنطقة بعد مرور مئة عام على إبرامها "جاء هذا المنتدى لتصحيح مسار لوزان وأبعادها السياسية والاجتماعية على المنطقة، وإحلال السلام والاعتراف بحقوق الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط بأجمعها، بالإضافة إلى كيفية حفاظ الشعب الكردي على مكتسباته والتخلص من معاهدة لوزان ورفض كافة الاتفاقيات التي تنتهك حقوقهم".

وأكدت نورشان حسين على أنه سيتم التخلص من معاهدة لوزان فقط بوحدة الصف الكردي وتضامنه "الخطوات الأساسية لمنع تكرار لوزان تكون بوحدة الشعب الكردي وتضامنه مع بعضه البعض ولعب النساء دورهن الأساسي، فهن مفتاح السلام، وحل أزمات الشرق الأوسط سيكون من خلال مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية".

وترى أن أهمية عقد هذا المنتدى الذي دام ليومين يكمن في مشاركة الشخصيات البارزة المهمة من السياسيين/ات والحقوقيين/ات والقانونيين/ات بالإضافة إلى وفود أجنبية، والمدافعين عن الشعب الكردي المدركين لخطورة هذه المعاهدة على العالم أجمع.

وفي ختام حديثها قالت "بوحدتنا ومقاومتنا نستطيع افشال مخطط لوزان وغيرها من المعاهدات المنتهكة للحقوق".

ومن جانبها قالت المحامية آينور زورباش "معاهدة لوزان قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء وفرقت بين مكوناتها وطمست الهوية والوجود الكردي وغيرت من ديمغرافية المنطقة، هذا المنتدى فرصة للنقاش حول تداعيات معاهدة لوزان ووضع الشعب الكردي في الوقت الراهن في ظل ما تتعرض له المنطقة"، مؤكدةً على ضرورة إيجاد حلول مناسبة للوقوف في وجه التحديات التي تواجههم اليوم.

وعن دور النساء المشاركات في المنتدى تقول "هناك مشاركة كبيرة من التنظيمات النسائية بين حقوقيات وسياسيات من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا والدول الأوروبية، وهذا دلي على أنهن أكثر من تتأثرن بالاتفاقيات التي تفرض على المنطقة، وأولى ضحايا الأنظمة السلطوية والمهيمنة"، مشيرةً إلى أن معاهدة لوزان أثرت بشكل سلبي على المرأة من خلال طمس الهوية والثقافة لأنهن من تحافظن على لغتهن وتاريخهن وتتناقلنها من جيل لآخر.

وأكدت في ختام حديثها على ضرورة انتهاء العمل بمعاهدة لوزان، وتعزيز سبل ردع كافة المخططات التي تستهدف الشعب الكردي والاعتراف بحقوقه في أجزاء كردستان الأربعة وحق تقرير مصيره دون تدخل أي اجندة.

وكان قد تضمن اليوم الأول من المنتدى الدولي 3 جلسات تناول فيها المشاركون 9 محاور رئيسة حول "الوضع السياسي في المنطقة قبل معاهدة لوزان، قراءة تاريخية للاتفاقيات التي عقدت بحق الكرد في القرن العشرين، معاهدة لوزان وتداعياتها".