مرشحات تصفن تجربة الانتخابات في المقاطعات المحررة بالمبشرة

اعتبرت المترشحات بأن الانتخابات زادت من مسؤوليتهن اتجاه مجتمعهن وعاهدن بأن تقدمن الأفضل لخدمته.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ أكدت النساء المرشحات للانتخابات البلدية في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، بأن الانتخابات ساهمت في إيصالها لمرحلة بإمكانها تمثيل إرادة النساء وشعبها وذلك بفضل النضال الدؤوب الذي خاضته المرأة خلال سنوات الثورة.

أهم ما ورد في العقد الاجتماعي الذي تم التصديق عليه هو الانتخابات البلدية، حيث أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن فتح باب الترشيح منذ 12 أيار/مايو حتى 18 منه، للأحزاب السياسية والتحالفات والشخصيات المستقلة لرفع أسماء مشرحيهم، وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 30 أيار، لكن أجلت المفوضية العليا للانتخابات إجرائها لـ 11 حزيران/يونيو المقبل، لوضع جدول زمني يتناسب مع أهمية هذه الانتخابات.

وكالتنا أجرت العديد من اللقاءات مع مرشحات للانتخابات النهائية، اللواتي أكدن أهمية تجربة الانتخابات وكذلك تجربتهن فيها، كونها المرة الأولى التي تشهدها المقاطعات المحررة في إقليم شمال وشرق سوريا.

فريدة محمد، مواليد 1971 من مقاطعة عفرين، المرشحة لبلدية الطبقة من قبل تجمع نساء زنوبيا للانتخابات البلدية لعام 2024، خلال فترة سيطرة مرتزقة داعش على المقاطعة توجهت إلى مدينة عفرين، وتعرفت على مشروع الإدارة الذاتية وفكر القائد أوجلان، وعملت في القطاع الصحي، ومع الهجوم الذي شنه الاحتلال التركي ومرتزقته في عام 2018 على مدينة عفرين توجهت مع عائلتها إلى مدينة الشهباء، وهناك تولت العديد من المهام منها الرئاسة المشتركة لمشفى تم بنائه في المدينة، ومثلت مكتب الصحة في مؤتمر ستار، والناطقة باسم الجنولوجيا، وبعد عقد أول كونفرانس للصحة تم تعيينها رئيسة مشتركة للمعهد الصحي، وبعد عام من عملها كرئيسة مشتركة للمعهد الصحي في الشهباء توجهت لمسقط رأسها مقاطعة الطبقة.

وعن تجربة الانتخابات الأولى التي تجري في مقاطعة الطبقة أوضحت "تعتبر الانتخابات من أهم البنود التي وردت في العقد الاجتماعي لبناء مجتمع ديمقراطي، وهي أول لبنى لبناء نظام ديمقراطي متكامل، وترسيخ مبادئ الإدارة الذاتية عبر إشراك المرأة بنسبة 50 بالمئة في العملية الانتخابية، فالمرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ومن حقها تحمل مسؤولية إدارة هذا المجتمع"، مؤكدة أن "العملية الانتخابية هي خطوة أولى من نوعها في المنطقة وإشراك المرأة بقوة عبر تنظيم ذاتها يعزز من مفهوم العدل والمساواة بين الجنسين، وكذلك يمنح كل شخص المكان الذي يناسبه وفق الإمكانيات والقدرات التي يتمتع بها وثقة الشعب بذلك".

وبينت هدفها من خوض هذه التجربة "دائماً ما يكون العبء الأكبر من الخدمات على عاتق البلديات وتكون الخدمات محور مشاكل الأهالي، فتحسن العمل في البلديات ينعكس على الخدمات المقدمة للأهالي ومن هذا المنطلق قررت الخوض في هذه التجربة عبر ترشيحي من قبل تجمع نساء زنوبيا، فهذه الخطوة تمنح المرأة الثقة بنفسها عبر مساندة قريناتها".

وقالت "نظام الرئاسة المشتركة ليس بشيء جديد في إقليم شمال وشرق سوريا ولكن الملفت بأن المجتمع هو من ينتخب النساء، وهذا يجذر مفهوم المساواة والديمقراطية بين كلا الجنسين"، مؤكدة أن "من يفوز بهذه الانتخابات سيقدم الأفضل للشعب لأن هذه الخطوة كانت بداعي الحب والعمل والتقدم، والشعب الذي أنهتكه الحرب على مدى سنوات من حقه توفير الخدمات له".

وتطرقت إلى التحالف بين تجمع نساء زنوبيا وحزب سوريا المستقبل "دائماً ما يكون في الاتحاد قوى، وهذه التحالفات أو الاتحادات ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية بشكل أكبر"، مشيرة إلى أن "الدور الأكبر سيقع على عاتق الإعلام في نقل هذه الصورة للعالم أجمع".

 

 

بريفان درويش المرشحة لانتخابات البلدية في مقاطعة منبج من قبل تجمع نساء زنوبيا تنحدر من مدينة درباسية، من مواليد 1990 دمشق عاشت وترعرعت فيها ودرست قسم الرياضيات في كلية العلوم، ومع بداية الأزمة السورية توجهت مع عائلتها لمدينة ديرك، وبعد أن تحررت مقاطعة منبج في عام 2016 تزوجت واستقرت في المقاطعة، كانت تعمل في الجمارك، وبعدها عينت نائبة في لجنة المالية وبعد عمل دؤوب أصبحت رئيسة مشتركة للجنة البلديات في المقاطعة، ومع بدء العملية الانتخابية في إقليم شمال وشرق سوريا ومقاطعتها رشحت بريفان درويش كرئيسة مشتركة لبلدية الشعب وقد حازت على أكثر الأصوات في الانتخابات الداخلية التي أجراها تجمع نساء زنوبيا لاختيار مرشحتهم في الانتخابات النهائية.

وأشارت إلى تجربتها "سابقاً شاركت في التصويت والإدلاء بصوتي في الانتخابات ولكن ترشيحي كرئيسة مشتركة لبلدية الشعب في منبج هي تجربة أولى على صعيد مسيرتي في ميدان العمل"، لافتة إلى تجربتها السابقة في توليها مهام الرئاسة المشتركة في لجنة البلدية "اسمها بلدية شعب لذلك يجب أن تدار من قبل الشعب ليختار ممثله الكفؤ في هذه البلدية، فسابقاً كان يتم تعيين الرئاسات من قبل المجلس التنفيذي في المقاطعة ولكن الآن الشعب هو من يعين، وهذا ما يجعل المرشح أمام مسؤولية أكبر ويمارس عمله بشكل أفضل ليكون عند ثقة الشعب ويقدم أفضل خدمة له وفق الإمكانيات المتوفرة، ويحق للشعب كل عامين عبر العملية الانتخابية تغيير الرئاسة المشتركة إذ لم يكن كفؤاً".

 

 

هبة الزارع من مقاطعة دير الزور 1989، حائزة على إجازة في الآدب قسم اللغة العربية، عملت كناشطة مدنية في مجال المرأة منذ عام 2014، وعضو مؤسس في الجمعية الوطنية لأبناء دير الزور، مسؤولة عن مبادرة شباب الفرات، وعضو منتدى السلام للمرأة السورية، ومنسقة مجلس المرأة في دمشق، كما عملت في المكتب القانوني لمجلس دير الزور وأيضاً تولت رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في دير الزور وترشحت مؤخراً لبلدية بلدة الحصان التابعة لمقاطعة دير الزور.

وقالت "استطاعت المرأة أن تتواجد في كافة الميادين خلال مسيرتها في ثورة المرأة، وفي مقاطعة دير الزور خاصة كنا قلقين بشأن خوض هذه العملية كونه مجتمع محكوم بالعادات والتقاليد، ولكن مع بدء الانتخابات كانت النتيجة العكس فالانتخابات كانت حاضنة لإرادة الشعب، وجميع شرائح المجتمع بمختلف الفئات شاركوا في الإدلاء بأصواتهم".

وتطرقت إلى تجربتها في هذه الانتخابات "إنه نجاح على الصعيد الشخصي وكذلك على صعيد العام فهذه أول تجربة أخوضها في مجال الانتخابات وتلقيت دعماً كبيراً من النساء وحصلت على عدد كبير من الأصوات". مؤكدة أن "إنصاف المرأة في العملية الانتخابية يساهم في أن تثبت دورها وتبرز مكانتها الفعالة في المجتمع".

كافية الكردي مواليد 1987 من مقاطعة الرقة، انخرطت كقريناتها من النساء في مؤسسات الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وترشحت مؤخراً لرئاسة بلدية بلدة كديران في مقاطعة الرقة، قالت "على مدار سنوات الثورة التي قادتها المرأة استطاعت أن توصل صوتها للعالم، وهذا نتاج نضال دؤوب خاضته المرأة في جميع ميادين الحياة".

وعن التحالف بين الأحزاب قالت "التحالف الذي جمع بين تجمع نساء زنوبيا وحزب سوريا المستقبل هو إثبات حقيقي لثقة الشعب بالمرأة ولثقة المؤسسات بالمرأة، وهذه الثقة جاءت بعد كفاح خاضته المرأة، فحصول المرأة على حق الترشح والانتخاب هي خطوة عظيمة نحو تغيير الذهنية الذكورية السلطوية".

واعتبرت ميثاق العقد الاجتماعي ولادة جديدة للمرأة لتنخرط بكافة المجالات ضمن المجتمع، كما أنه أنصف بين المرأة والرجل وساهم في ضمان الحفاظ على مكتسبات ثورة المرأة بعد نضال دؤوب لتغيير ذهنية المجتمع "المرأة صاحبة إصرار وإرادة قوية فرغم العادات والتقاليد والذهنية العشائرية والحكم الرأسمالي استطاعت أن تصل إلى أماكن صنع القرار".