معرض "طريق" في دمشق منصة فنية جديدة لصوت الفنانات
احتضنت دمشق معرض فني بهدف تسليط الضوء على تجارب الفنانات في التعبير الفني وسط واقع اجتماعي متغير.

راما خلف
دمشق ـ شهدت العاصمة السورية دمشق مؤخراً افتتاح معرض "طريق" في مركز وردة مسار، بمشاركة عدد من الفنانات الشابات، خريجات كليات الفنون والاختصاصات الإبداعية، ويُعد هذا المعرض الأول من نوعه بعد سنوات الحرب مخصصاً لفئة الشباب وبشكل رئيسي للنساء، بهدف تسليط الضوء على تجاربهن في التعبير الفني وسط واقع اجتماعي متغير.
المعرض الذي ضمّ أعمالاً فنية متنوعة بين الرسم والتصميم والتركيب البصري، تناول موضوعات مثل التسامح، الغفران، والصراعات الداخلية، وكل عمل من الأعمال يروي قصة عاشها الفنان المشارك خاصة في مرحلة ما بعد الحرب.
وواجه المعرض عدة تحديات، كان أبرزها ما يتعلق بالتحضيرات، وتوفير الدعم اللوجستي، وتأمين المساحات اللازمة للعرض، ورغم ذلك، استطاعت المشاركات تقديم أعمال عكست رؤيتهن الشخصية لتجاربهن مع الواقع.
وقالت رانا طربيشي خريجة كلية الفنون الجميلة "كنا قلقين من تقبّل الناس للفن بعد فترة طويلة من الغياب، لكن ردة الفعل إيجابية، عملي بعنوان (أغرس)، وهو دعوة للتسامح، حيث أستبدل حمل السيف بزراعته في الأرض، في إشارة إلى رفض العنف".
وترى أن الفن سيبقى مستمراً، حتى في الفترات الصعبة، لأنه يمثل جوهر الحضارات، ويعكس الذاكرة الثقافية للمجتمع.
من جهتها، أشارت مريم الفوال، خريجة قسم الغرافيك ديزاين، إلى أن أبرز التحديات تمثلت في "الخوف من المجهول" و"الوضع العام"، مؤكدةً أن عملها الفني يهدف إلى إيصال رسالة حول أهمية الشمول وتقبل الآخر، قائلةً "نحن بحاجة إلى مشاركة وتنوع، لا إلى إقصاء، فالفن الآن يمتلك فرصة أكبر للبقاء".
أما جودي شخشيرو، خريجة كلية الفنون الجميلة، فاعتبرت أن تأمين المكان كان التحدي الأبرز، موضحةً أن مشروعها يتناول فكرة صعوبة الغفران بعد الموت، حيث استخدمت في عملها شهادة قبر كعنصر رمزي، كإشارة إلى الذكريات التي لا نستطيع تصفيتها بعد فقدان أشخاص مقربين "هذا العمل دعوة للتفكير بما يمكن تغييره الآن، بينما ما زلنا على قيد الحياة".
وبين رسائل التسامح، وقصص الحياة اليومية، وأسئلة الفن والواقع، يبدو أن معرض "طريق" لم يقدّم فقط أعمالاً فنية، بل أتاح أيضاً فرصة لنقاش أوسع حول مستقبل الفن ودوره في بناء الفضاء العام من جديد.