معرض "هستم"... طالبة إيرانية تعرض التحولات المجتمعية
أكدت فائزة حمامي أنها تسعى لإظهار معاناة المجتمع وخاصة المرأة في إيران من خلال لوحاتها، متمنية أن تتمكن من العثور على الشعور بالانتماء ولا تود أن يكون ما تقوله معتمداً على المكان.
شبنم توكلي
طهران ـ يقام المعرض الفردي للفنانة فائزة حمامي تحت عنوان "هستيم" في صالة دوست بالعاصمة الإيرانية طهران، اعتباراً من 3 كانون الأول/ديسمبر ويستمر حتى 21 من الشهر الجاري.
فائزة حمامي، ولدت عام 2002، وهي طالبة في جامعة الفنون بطهران، لقد كانت ترسم بشكل احترافي لمدة ست سنوات، وقالت إنها بدأت برسم الطيور "هناك طيور ملونة في مدينتي، أفكر أحياناً في أي من حركاتهم تكون طوعية وأيها ليست كذلك، فقد تم تدجين هذه الطيور من قبل البشر في السنوات البعيدة الماضية، لكن الآن يبدو الأمر كما لو أن الطيور لم يعودوا قادرين على العيش وفقاً لتقاليدهم الطبيعية، ولم يتصالحوا مع نظام الحياة الجديد، فهم لا ينتمون إلى أي من هذه الشروط، فإن تشابه حياة هؤلاء الطيور مع وضع حياة البشر في مجتمعنا هو السبب في اختيار هذا الموضوع، ومع تقدمي، رأيت المزيد من القواسم المشتركة وأصبحت أكثر إصراراً على اختيار الموضوع، وفي الفترة الفاصلة بين إنشاء مجموعتي السابقة والحديثة، شهدت العديد من التغييرات في محيطي والتي شقت طريقها إلى أعمالي".
وأضافت "أظهرت الطيور أنفسها في تصاميمي وكان لها حضور أكثر تنوعاً في مجموعتي الأولى التي عملت عليها بجدية، ففي البداية، أردت أن تكون الطيور رمزاً للزوال وساعدتني التطورات التي مررت بها خلال سنوات مراهقتي، فضلاً عن الظروف الاجتماعية المختلفة التي مررنا بها، على النظر إليها بطريقة أكثر نضجاً فهي لا تنتمي إلى أي مكان إذ لديها القدرة على العثور على عش أو تصنعه بنفسها دون أن تقبل بالشيء الذي فرضه عليها الإنسان لذلك لا تعتاد عليه، فهذا السلوك من الطيور يذكرني بسلوكي وسلوك الشباب الآخرين في إيران، كما أننا لا نشعر بأي ارتباط بالمكان الذي هو وطننا لأسباب غير مباشرة".
ولفتت فائزة حمامي إلى أنه "مع بداية الانتفاضة الشعبية الأخيرة، نظرت إلى عنصر الجمجمة في أعمالي وهذه الطيور بطريقة مختلفة. رأيت أن سلوكهم، وكل ارتباكهم في الظلام، يشبه السلوك الذي نظهره لأنفسنا عندما تتغير ظروف المجتمع، رأيت نفسي وجميع أفراد المجتمع في دور الطيور ولهذا سميت هذه المجموعة "هستم" لربط وجودي في تلك الفترة".
وفي ختام حديثها قالت فائزة حمامي "كامرأة تعيش في إيران، وبغض النظر عن جميع القضايا التي تواجهها كل امرأة في هذا الوضع، فهذا شيء أفكر فيه كثيراً وأريد التطرق إليه في المجموعة القادمة هو أنه عندما يهتم الناس بشيء ما ويحبونه بشدة، فإن السلوك الذي يظهرونه لأنفسهم يعبر عن هدف معاكس. خطتي هي عدم الانحراف عن هذا الموضوع وإظهار كل مشاكلي كامرأة، وأتمنى أن أتمكن من العثور على هذا الشعور بالانتماء، ولا أريد أن يكون ما أقوله معتمداً على المكان".