معرض فني يُجسّد ملامح الثقافة الكردية في جوانرو
شهدت مدينة جوانرو تنظيم معرض فني بمشاركة واسعة من الأطفال والفئات الشابة، ركز المشاركون خلالها على تجسيد صورة المرأة الكردية والتعبير عن الهوية الثقافية الكردية.

سوما كرامي
جوانرو ـ عبّر المشاركون في معرض الفني الكردي بمدينة جوانرو عن انتمائهم الثقافي وتراثهم الغني من خلال أعمال فنية تنوعت في أساليبها وتقنياتها، جسدوا العادات والتقاليد المحلية وصورة وثقافة المرأة الكردية في لوحات حملت طابعاً عكس ارتباطهم العميق بجذورهم الثقافية.
أُقيم اليوم الثالث من معرض الفنون والرسم والرسوم المتحركة الكردي في مدينة جوانرو، بإشراف الفنانة دلنيا غديري، الذي حقق حضوراً جماهيرياً واسعاً حيث شكّل منصة مفتوحة لعرض أعمال الفنانين الكرد من مختلف الفئات، كما ساهم في تسليط الضوء على ثقافة وفنون منطقة هورامان وشهد المعرض مشاركة لافتة من الأطفال والشباب الذين عرضو لوحاتهم الفنية وتمكن بعضهم من بيع أعمالهم للمرة الأولى، مما أتاح لهم فرصة تحقيق دخل مادي.
وعُرضت حوالي 30 لوحة يومياً، تعكس كل منها سرداً ووجهة نظر مختلفة عن حياة المرأة الكردية وثقافتها، لم تكن هذه اللوحات مجرد صور بل روت كل منها قصة عن الحضور والجمال والمقاومة والهوية والثقافة الكردية.
وضمّ المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تُصوّر النساء الكرديات، ومن أبرزها الزي الكردي الذي يرمز الهوية النسائية الكردية، ولوحات لنساء مُسنّات تحملن وشم "الدق" التقليدي، الذي يُعتبر رمزاً للجمال في الثقافة الكردية، كما تم عرض أعمال فنية لموسيقيات وراكبات خيول، تعكس دور المرأة الكردية في الساحة الفنية والاجتماعية.
وعلى هامش المعرض قالت المشاركة آيسو مريدي "أتعلم تقنيات الرسم بالقلم الرصاص الملون تحت إشراف الأستاذة دلنيا غديري منذ أكثر من عام، واليوم هي تجربتي الأولى في حضور معرض فني، وهو معرض مفتوح منذ ثلاثة أيام"، مشيرةً إلى أنها قضت قرابة شهر في إنجاز لوحتها، التي استخدمت فيها الأقلام الملونة لتجسيد موضوع يتمحور حول الثقافة الكردية "كان من المهم بالنسبة لي أن أبدع عملاً مختلفاً ومفصلاً، وآمل أن أقدم أعمالاً أفضل في المستقبل".
وعن عملها أوضحت الرسامة هيا محمد زاده إنها أمضت نحو شهر في رسم لوحتها التي تجسد امرأة مسنّة تحمل وشماً تقليدياً، في محاولة لتوثيق ملامح من التراث الكردي البصري "هدفنا من إقامة هذا المعرض هو إبراز الثقافة الكردية وتعريف جيل اليوم بها"، مؤكدة على أهمية مثل هذه الفعاليات في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التواصل بين الأجيال.
وبدورها عبرت سروه أحمدي إحدى زوار المعرض "عن سعادتها البالغة بإقامة هذا الحدث الثقافي، مؤكدة فخرها بالفتيات المشاركات اللواتي تمكنّ رغم صغر سنهن من تقديم أعمال فنية تعبر بصدق عن الهوية والثقافة الكردية.
وأضافت أنهن تجسدن جذورهن في لوحاتهن بشغف واهتمام كبير، وهو أمر يبعث على الأمل، لافتةً إلى أن مثل هذه الاعمال الفنية تتجاوز كونها مجرد لوحات، بل تمثل رسالة حيّة من الجيل الجديد، تعكس حرصه على الحفاظ على الهوية الكردية ونقلها إلى الأجيال القادمة "يجب علينا تحفيز المشاركين الذين عرضوا لوحاتهم من خلال شرائها فهي غير مكلفة، لذلك يجب دعمهم حتى تتمكن مثل هذه المعارض من الاستمرار في المستقبل".
في الساعات الأخيرة من المعرض، خلق الحضور الكبير للزوار أجواءً حماسية، وكان استقبالهم للأعمال الفنية مُبهراً، وأشار الزوار مراراً إلى أن قيمة هذه اللوحات فاقت السعر المُعلن، وأن إبداعها تطلّب جهداً كبيراً، واختتم اليوم الثالث من المعرض بمهرجان قصير من الفرح، رافقه حلقات دبك ورقصٌ شعبي.