معرض بوكان للكتاب... من خلق الفرص إلى معاناة الرقابة

يُقام معرض بوكان للكتاب في الفترة من 5 إلى 20 أيار/مايو الجاري في قاعة سيمرغ ببوكان بشرق كردستان، وهو مُخصص لعرض أعمال الكاتبات والمترجمات باللغتين الكردية والفارسية.

شبنم رحيم زاده

بوكان ـ في خضم أزمة نقص الكُتّاب والقراء، وانتشار الرقابة، وارتفاع أسعار الكتب، لا تزال معارض الكتب المحلية تحافظ على مكانتها بين هواة القراءة، ومن بين هذه المعارض معرض بوكان للكتاب الذي يُقدم مجموعة متنوعة من الأعمال باللغتين الفارسية والكردية للجمهور.

تتوفر في معرض بوكان للكتاب كتب في التاريخ والروايات والاقتصاد واللغة والأطفال وقضايا المرأة للزائرين، على الرغم من ارتفاع أسعارها، ولكن بخصومات نسبية، وغالبية جمهوره من النساء، يُقام في الفترة من 5 إلى 20 أيار/مايو الجاري في قاعة سيمرغ في بوكان.

 

النساء يكتبن ويترجمن ويغيرن

من بين الكتب المعروضة، تُعدّ الأعمال المتعلقة بالمرأة أو التي كتبتها النساء نصيباً كبيراً، إلا أن معظم هذه الأعمال إما مترجمة أو كتابات فقدن بعضاً من طابعها الأصلي تحت ضغط الرقابة للبقاء في هذا المجال.

وحول وضع كتب المرأة والفضاء الأدبي في إيران ومجلة "روجهلات"، قالت الكاتبة المحلية إيفين. أ "في الوقت الحالي، لا نعاني من أزمة قارئ فحسب، بل أزمة كاتب أيضاً، العديد من الأعمال، خاصة في مجال قضايا المرأة، ممنوعة من النشر"، مضيفةً "من أهم أنشطتنا ترجمة الأعمال العالمية التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المجتمع والمرأة؛ ويمكن الاطلاع على أمثلة على هذه الترجمات في هذا المعرض"، لافتةً إلى أن "المرأة تكسر في مجتمعنا المحرمات المتجذرة في التاريخ من خلال الكتابة وقراءة الكتب، أي نشاط في هذا المجال هو نضال جدير بالاهتمام".

 

من فالاتشي إلى فروغ؛ نساء ما زلن يقرأن

في أجنحة المعرض المختلفة، يُمكن مشاهدة أعمال كاتبات عالميات بارزات مثل أوريانا فالاتشي وحنا أرنت، بالإضافة إلى سير ذاتية لنساء ناجحات، ووفقاً للعارضين، فإن الجمهور الرئيسي لهذه الأعمال هو أيضاً من النساء، وتشهد مبيعاتها ارتفاعاً نسبياً، ومن بين الكاتبات الإيرانيات، تتصدر أعمال بونه مقيمي وفروغ فرخزاد في مجالي الشعر والرواية قائمة أكثر الكتب مبيعاً في المعرض.

 

الأدب الكردي؛ صوت حيّ ولكنه مهجور

من بين الكتب المكتوبة باللغة الكردية، تحظى أعمال كاتبات من شرق كردستان، مثل ليلى بهرام بيكي، وهتاو خورشيدي، ومهبرة لاهيجاني، وليلى نوراني، وغيرهن، بمكانة خاصة، وعلى الرغم من أن نسبة الترجمات إلى اللغة الكردية لا تزال أقل بكثير من الإنتاجات الأدبية، إلا أن هذا العدد المحدود استطاع جذب جمهور وفيّ ومستمر.

كما استطاعت العديد من النساء التعبير عن قضاياهن ببلاغة في مجال أدب الأطفال، الذي يُعدّ أساساً لبناء مستقبل المجتمع، وبذلك كنّ أيضاً حاميات للغة الأم، كما ساهمن في تدوين جزء من ثقافة وتاريخ منطقتي "شرق كردستان" و"موكريان".

 

مساحة الكتب الفارغة التي ابتلعتها الرقابة

على الرغم من تنوع المعرض نسبياً، إلا أن مساحة العديد من الأعمال، خاصة أعمال الكتّاب والكاتبات المستقلات، تبدو فارغة بشكل واضح، أعمالٌ تُركت في طوابير طويلة من الرقابة ولم تحصل على إذن بالنشر، يعكس هذا الفراغ، وفقاً لإيفين. أ، الوضع الحرج الذي تعيشه صناعة النشر في إيران "ينتمي الكثيرون إلى هذا المكان، لكنهم ليسوا كذلك، بقيت أقلامهم في الأدراج؛ وأعمالهم تتعفن تحت وطأة الرقابة".

يصل وضع الرقابة أحياناً إلى حد أن بعض الأعمال التي عُرضت في هذه المعارض العام الماضي لم تُدرج في رخصة الطباعة الثانية هذا العام، مما يترك مساحاتها فارغة.