معرض الكتاب الدولي يفتح المجال أمام القراء والرواد لتبادل النقاشات والأفكار

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 اقبالاً كبيراً منذ انطلاقه في 24 كانون الثاني/يناير الماضي والذي سيختم فعالياته اليوم بمشاركة العديد من الدول من مختلف الجنسيات.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أكدت المشاركات في معرض الكتاب الدولي، أن المعرض فتح المجال أمام جميع الفئات للمشاركة فيه من خلال فعاليات متنوعة كتوفير كتب للأطفال وتخصيص أماكن للعائلات، وتوفير مواصلات من جميع الميادين لتسهيل حركتهم.

افتتحت الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في 24 من كانون الثاني/يناير الماضي، ويختتم اليوم الثلاثاء السادس من شباط/ فبراير، تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، وشارك في المعرض عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، وضم خمس صالات للعرض بمشاركة 1200 دار نشر، من 70 دولة مختلفة.

وتضمن المعرض مجموعة من الفاعليات المخصصة للأطفال وتم إنشاء مكان مخصص لهم، ضم عدد من الورش المتنوعة بين الرسم والكتابة والكروشيه ومسرح العرائس وغيرها العديد من الأنشطة، كما شهد المعرض إقبالاً كبيراً للعديد من الجنسيات ومشاركة واسعة من السودانيين والأفارقة.

وعلى هامش المعرض قالت مديرة الدار المصرية السودانية الإماراتية للنشر والتوزيع مها المقداد، أن حضور عدد كبير من السودانيين إلى المعرض زاد من حجم الإقبال على الكتب التي تتناول الشأن السوداني وخلق حالة مختلفة من الإقبال.

وأوضحت أن المعرض هذا العام كان منظم بشكل أفضل من السنوات الأربع الماضية، كما أن بعد المسافة الذي كان له تأثير سلبي على الحضور تم معالجته بتوفير مواصلات من جميع الميادين لتسهيل حركة الزوار، مشيرة إلى أن التنسيق للمعرض يحتاج لوقت أطول حتى يتم تفادي أي عقبات تواجه الزوار وكذلك دور النشر، فضلاً عن ضرورة القيام بفاعليات ثقافية لجذب الجمهور، داعية إلى ضرورة وجود دعم لدور النشر بشكل أكبر ليتمكنوا من الاستمرار والعمل وتقديم أفضل ما لديهم.

 

الإقبال الأسري سيد المشهد في معرض الكتاب

وفتح المعرض المجال للأطفال للمشاركة من خلال تخصيص بعض الأنشطة والقصص والكتيبات القريبة منهم، كما استمتعوا بالأنشطة التي خصصت لهم وشاركوا فيها كتحريك العرائس على المسرح والغناء مع الفرق المشاركة والاستمتاع إلى ورش "الحكي" التي تم تنظيمها من المجلات المشاركة بالمعرض ومنها "ركن علاء الدين".

كما خصص مكان للمشغولات اليدوية والسجاد والملابس للعائلات وغيرها من الصناعات "الهاند ميد" التي زاد معدل الإقبال عليها، وبعضها جاء كتراث للمدن التي أتت منها "كركن حلايب وشلاتين".

وكان هناك مشاركة فعالة من وزارة التضامن الاجتماعي في المعرض من خلال ثلاثة أجنحة، الأول منها حمل عنوان "الوعي الاجتماعي" المتعلق بالبرامج والأنشطة التوعوية والثاني "ديارنا" والذي ضم معروضات الأسر المنتجة وأغلبها حمل الطابع التراثي، والثالث حمل عنوان "هنوصلك" للكشف المبكر عن الإعاقة واستخراج بطاقات الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة.

 

 

تعلم اللغة وتطويرها

وضم المعرض الكثير من الكتب التعليمية والتي تهدف لتنمية المهارات بشكل عام سواءً في الأعمال اليدوية أو الأفكار ومنها اللغة التي شهدت إقبال على شراء الكتب المتعلقة بتطويرها.

وبدورها أكدت الكاتبة إيمان رفعت التي شاركت في معرض الكتاب بإصدارين مع دار "حابي" للنشر والتوزيع موجهين لتعليم اللغة اليابانية بواسطة اللغة العربية "أن أكبر العقبات التي تحول دون تعلم اللغة هي أن أغلب الإصدارات المتعلقة تستخدم باللغة الانجليزية لتفسير محتواها والكثير لا يتقنها وبالتالي أصبح اكتساب اللغة اليابانية يحتاج تعلم متقن للغة الإنجليزية".

وأوضحت أن أهم خطوة في دراسة اللغة تتمثل في فهم طريقة تفكير من يتحدثون بها، لافتةً إلى أن الحالة الاقتصادية كان لها دور في ترتيب أولويات القراء ولكن هناك من يدركون أهمية القراءة في مجالات مختلفة وما يضيفه ذلك من تطوير عليهم وهو الأمر الذي ظهر جلياً في حجم المقبلين على معرض الكتاب هذا العام.

 

 

لا غنى عن قراءة الكتب مهما كثرت البدائل

المشهد في معرض الكتاب أكد استمرار تعلق الزوار بالكتب والاقبال على اقتنائها، فهناك مئات الآلاف يذهبون إليه ويتكبدون عناء الطريق للتأكيد على ذلك.

تقول الكاتبة أمل عبد العزيز الشرنوبي، التي تعمل لصالح دور "لوتس" للنشر إن لها عدة كتب منها "آراء فتاة مصرية" والتي انتهت منه العام الماضي، و"الأبطال" الذي يحتوي على عدد من الشخصيات التاريخية وشارك بها عدد من الكتاب في مصر والوطن العربي، و "مراسيل الهوا" وهو كتاب مجمع أيضاً وبه مشاركات وإسهامات متنوعة.

ولفتت إلى أن هناك اهتمام كبير بالكتب والقراءة وعلى الشباب أن يعطوا لأنفسهم فرصة للتعامل مع الكتب كونها تختلف كلياً عن القراءة من الموبايل أو أي وسيلة إلكترونية أخرى.

ويذكر أن المعرض أقبل عليه حتى أمس الأثنين 5شباط/فبراير، نحو 4 مليون زائر، بواقع نحو 700 آلف شخص من الأجانب والمصريين في اليوم الواحد ويحتوي على نحو 1200 دار نشر، ووفقاً للبيانات الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب فإن حجم المبيعات في أجنحة وزارة الثقافة خلال يومين فقط وصلت لنحو 68 ألف نسخة، وبلغت مبيعات مبادرة "الفن والثقافة للجميع" التي تطلقها وزارة الثقافة نحو 50 ألف نسخة تم طرحها بأسعار، كما بلغت مبيعات المركز القومي للترجمة 5000 نسخة وصندوق التنمية الثقافية 2000 نسخة ودار الكتب والوثائق القومية 1177 نسخة.