"مرآة بدون ألوان"… كاتبة وناشطة توثق مسار النضال النسائي في المغرب

تقدم ليلى إميلي شهادة حية، في كتابها "مرآة بدون ألوان"، وثيقة نسوية جريئة، تتجاوز السرد الذاتي لتلامس القضايا البنيوية التي تكبل النساء، وتفتح أبواباً للنقاش حول العدالة الجندرية من زوايا متعددة.

حنان حارت

المغرب ـ وقعت الناشطة الحقوقية ليلى إيميلي، أمس الأربعاء 23 نيسان/أبريل، إصدارها الأول تحت عنوان "مرآة بدون ألوان"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المقام بمدينة الرباط، والذي يستمر إلى غاية 27 من الشهر ذاته، ويجسد هذا الكتاب خلاصة مسار طويل من النضال والاشتباك اليومي مع قضايا النساء في المغرب، كما يعكس تجربة شخصية ومهنية ممتدة بين الطفولة والمراهقة، وصولاً إلى العمل الجمعوي والحقوقي.

أكدت الكاتبة والناشطة ليلى إيميلي لوكالتنا، أن هذا العمل ليس مجرد كتاب، بل هو تجربة حياتية موثقة، تنطلق من معايشتها الشخصية منذ الطفولة والمراهقة إلى تجربتها في العمل الجمعوي والسياسي والحقوقي "هذا الإصدار هو نتاج سنوات من العمل الميداني والتفكير، حاولت من خلاله الإمساك بخيوط قضايا تؤرقني كحقوقية وامرأة مغربية"، مبينةً أن "الكتاب محاولة لتقديم تشخيص عميق، لأن الحديث عن معاناة النساء لا يكتمل دون أفق للتغيير".

ويتوزع الكتاب إلى ستة محاور رئيسية أسمتها الكاتبة بـ "المدارات" وهي تشكل البنية الهيكلية لفصوله، المدار الاجتماعي ويتناول مواضيع حساسة مثل الزواج المبكر، الحضانة، والتحديات التي واجهتها النساء والفتيات خلال فترة الحجر الصحي، والتي كشفت هشاشة السياسات الاجتماعية تجاه النساء.

أما المدار السياسي فتساءلت فيه الكاتبة عن واقع التمثيلية النسائية، وتبرز كيف يمكن تطويرها كي تعكس واقع النساء وهمومهن، بدل أن تبقى شكلية أو مرتبطة بالكوتا فقط.

وبالنسبة للمدار الاقتصادي سلطت فيه الضوء على قضايا التمكين الاقتصادي للنساء، والعراقيل البنيوية التي تقف أمام استقلاليتهن المالية.

أما المدار البيئي فربطت فيه العدالة البيئية بالعدالة الاجتماعية، معتبرة أن النساء في المناطق القروية والجبلية هن أول من يتأثرن بتغير المناخ وندرة الموارد.

في حين المدار الثقافي، فهو يلامس حضور النساء في الحقل الثقافي، منتقدة تغييب أسماء نسائية بارزة من الرمزية الثقافية للبلد، بما في ذلك أسماء الشوارع والمعالم.

وأكدت ليلى إيميلي أن كل محور من هذه المحاور لا يكتفي بوصف الواقع، بل يطرح أسئلة عميقة ويقترح حلولاً عملية "لا يمكن أن نتحدث عن مرآة النساء دون أن نطرح الحلول، فالكتاب دعوة للتفاؤل، رغم العنف والتعثر".

كما شددت على أن اختيارها للكتابة كشكل من أشكال النضال لم يأت صدفة بل عن وعي "النضال اليوم لا يقتصر على الساحات والمسيرات، قررت أن أواصل النضال من داخل الكتابة، لأنها وسيلة فعالة لإيصال صوت النساء، وخاصة المهمشات منهن في الجبال والعالم القروي، لا نريد فقط قوانين، بل نريد أن تنعم النساء بحقوقهن كاملة، دون مزايدات أو شروط".

هذا وشهد حفل التوقيع تفاعلاً لافتاً من الزوار، حيث شكل مناسبة للنقاش المفتوح حول قضايا النساء وواقعهن في المغرب، في ظل تحديات متعددة واقتصادية واجتماعية وثقافية.