مرافعات القائد أوجلان... قفزة نوعية في واقع المرأة العربية

نقلة نوعية وقفزة تاريخية حققتها المرأة العربية في المناطق المحررة، من خلال تعرفها على أطروحات ومرافعات القائد عبد الله أوجلان، لتجد في أفكاره رسائل تنور طريق حريتها واسترداد حقوقها.

يسرى الأحمد

الرقة ـ عانت المرأة العربية لعقود من التهميش والقمع والإقصاء لدورها من قبل الذهنية الذكورية والنظام الأبوي الحاكم فمعاناتها ليست وليدة اليوم، فقد سلبت حقوقها وحريتها، ومورس عليها العديد من أشكال الظلم والعبودية والعنف باسم العادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية الخاطئة.

بعد اندلاع ثورة روج آفا التي سميت باسم ثورة المرأة، لعبت النساء دور ريادي ضمنها، وعملن على تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان، بتطبيق نظام الرئاسة المشتركة محققة العديد من الإنجازات في صفوفها، وكان انتهاج فكر وفلسفة القائد أوجلان لنساء المنطقة وخاصة للمرأة العربية والتي تعتبر معاناتها مضاعفة عن غيرها، رؤى وسبيل الوصول إلى حريتها، وخاصة بعد تعمقها وتأثرها بأطروحاته التي من خلالها تعرفت على حقيقية تاريخها ووجودها والحقائق المُغيبة عنها.

وعن أبرز مرافعات القائد عبد الله أوجلان، ذكرت الإدارية في مجلس المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا كنانة عبدو أن هناك العديد من المرافعات لكن أهمها هي سيسيولوجيا الحرية، نضالات المرأة الكردستانية عبر مر العصور، الأمة الديمقراطية، والجنولوجيا.

وأكدت أن تواجد المرأة اليوم في جميع المجالات كله بفضل القائد عبد الله أوجلان واعتناق فكره وإيماناً منه أن فكره هو السبيل الوحيد لحريتها وخلاصها من ظلام العبودية والاستبداد الذي عاشته لسنوات، كما أن في إحدى مرافعاته أكد أنه من الضروري أن تكون المرأة أينما كانت حرة وألا تأسرها قيود وأحكام.

بات فكر وأطروحات القائد عبد الله أوجلان منارة ومنبر من العلم والمعرفة، كما بينت أنه "ساهم قراءة المرأة لكتب القائد أوجلان والتعرف على فكره وفلسفته، بالقضاء على الأفكار السلبية والمتطرفة التي فرضها داعش على المنطقة، والتي حاولت طمس حقيقة وهوية المرأة".

وعن الجنولوجيا التي طرحها القائد عبد الله أوجلان ضمن مرافعاته، أوضحت أنه "عُرفت الجنولوجيا بمفهوم علم المرأة وتتناول معرفة تاريخ المرأة على مر العصور منذ العصر الجاهلي حتى العصور الوسطى والانكسارات التي مرت بها، وأكد القائد أوجلان من خلال مرافعاته أنه لابد من أن تمر المرأة بجميع تلك الانكسارات للوصول إلى حريتها ولتقود زمام الأمور".

وأضافت أن الجنولوجيا دفعت المرأة لمواجهة كافة التحديات "جاءت الجنولوجيا لطرح جميع قضايا المرأة الاجتماعية التي تعاني منها أبرزها التعصب الجنسوي والتمييز والعادات والتقاليد والذهنية الذكورية التي تسعى لحصر دورها في إطار المنزل وإنجاب الأطفال، وتعمل على أسس العودة إلى تاريخ المرأة والبحث عن سبب ظهور المعضلة وتحليلها وطرح وإيجاد الحلول الجذرية لها".

وعن كتاب سيسيولوجيا الحرية، أكدت أن "أبرز ما تعاني منه المرأة هو التعصب الجنسوي الذي حاربها منذ عقود من قبل الأنظمة الاستبدادية والأسرة الحاكمة والمجتمع، وله عدة أشكال وهي التعصب تجاه المرأة، لذا كان من الضروري أن تتحرر من كافة القيود، وفق تطبيق مبادئ وأسس سيسيولوجيا الحرية".

وأشارت كنانة عبدو إلى أن المرأة عرفت منذ المجتمع الطبيعي بقوتها الفطرية والريادية في كافة مجالات الحياة، وأثبتت إرادتها القوية عبر خوضها لكافة المعارك والحروب التي واجهتها إلى يومنا الحالي، لكن لا تزال هناك بعض النساء تخشين الانخراط والمشاركة، لذلك يجب أن تتعرفن إلى حقيقتهن وتكتبن تاريخهن وواقعهن.

وأكدت أن المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان كان هدفها عدم نشر فكره "إن ما ضنته الدول المعادية لتحرر المرأة والشعوب قد خاب، فأفكار القائد أوجلان لا تزال تنبع من خلف القضبان، وإيماناً منا بنضال المرأة الكردستانية، والمشروع الأممي ونموذجه المثالية في الشرق الأوسط والعالم والمستند على أخوة الشعوب، اعتنقا فكر القائد أوجلان".

وعن تأثير فكر المرأة العربية بأطروحات القائد عبد الله أوجلان، بينت أنه "تمكنت المرأة خاصة العربية والتي تعتبر معانتها مضاعفة، من خلال التعرف على فكر وفلسفة القائد أوجلان، من التعرف على حقيقة تاريخها وأهمية دورها واسترداد حقوقها المسلوبة ونيل حريتها، فباتت ريادية وتلعب دور هام في جميع الساحات على غرار الأنظمة التي لم تتح لها هذه الفرصة قط فباتت شعلة ومنارة لجميع نساء العالم".

 

 

وحول ثورة المرأة التي انطلقت بفكر القائد أوجلان، قالت عضو لجنة التدريب في مجلس تجمع نساء زنوبيا آلاء الصالح "من خلال أطروحات القائد أوجلان تمكنت المرأة من صنع ثورة عالمية خاصة بها، فقد تمكنت من لعب دور ريادي في الجانب السياسي والعسكري والاجتماعي".

وعن واقع المرأة قبل وبعد تعرفها على فكر وأطروحات القائد أوجلان، أوضحت أن "المرأة عانت لسنوات من التهميش والقمع من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة الاستبدادية، وخاضعة للعادات والتقاليد التي تمنعها من لعب دورها، إلى حين تأسيس الإدارة الذاتية وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، وبتعرفها على أفكار القائد أوجلان تمكنت من التعرف على حقيقة وجودها وتاريخها وكيف كانت مكانتها الريادية والعظيمة في الماضي وكيف سطرت التاريخ بعظمة وجودها، وأخذت مكانة مرموقة ودور هام في المجتمع".

وعن التغييرات التي أحدثته أطروحات وأفكار القائد عبد الله أوجلان على واقع المرأة، لفتت إلى أن "تعمق المرأة بأفكار وأطروحات القائد أوجلان كانت بمثابة نقلة تاريخية وقفزة جذرية في واقعها، باتت لديها تحرر فكري مطلق".