مقتل عشرات الفلسطينيين وسط تحذيرات من تردي الأوضاع الإنسانية

أدى التصعيد الخطير للأوضاع في قطاع غزة إلى مقتل العشرات في الساعات الأخيرة، كما أجبرت الأمهات على قضاء يومين دون طعام من أجل توفير وجبة واحدة لأطفالهن، وسط تحذيرات من تفشي سوء التغذية الحاد بين الأطفال.

مركز الأخبار ـ يشهد قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد 15 حزيران/يونيو، تصعيداً خطيراً للأوضاع حيث قتل 41 شخصاً في غارات إسرائيلية وسط نقص حاد في الإمدادات الإنسانية، وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءاً، حيث تواجه الأسر خطر الانهيار بسبب الحصار المستمر.

قالت سلطات الصحة في غزة، إن النيران والغارات الجوية الإسرائيلية قتلت عشرات الفلسطينيين اليوم الأحد، في أنحاء القطاع، خمسة منهم على الأقل بالقرب من موقعين لتوزيع المساعدات تديرهما مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.

وأفاد مسعفون في مستشفى "العودة" وسط القطاع بأن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية أثناء محاولتهم الاقتراب من موقع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية بالقرب من محور نتساريم، كما قتل شخصان آخران أثناء توجههما إلى موقع آخر للمساعدات في رفح، جنوب القطاع.

فيما أكد المسعفون أن غارة جوية قتلت 7 آخرين في بيت لاهيا شمال غزة، ولم يصدر أي تعليق بعد من القوات الإسرائيلية.

وكانت مؤسسة غزة الإنسانية قد بدأت بتوزيع المساعدات الغذائية في غزة في نهاية أيار/مايو الماضي، بعد أن رفعت القوات الإسرائيلية جزئياً حصاراً كاملاً استمر قرابة ثلاثة أشهر. وقتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار شبه يومية خلال محاولاتهم للوصول إلى الطعام.

وتعارض الأمم المتحدة نظام التوزيع الجديد الذي تدعمه إسرائيل، معتبرةً أنه غير كافٍ ويشكل خطراً، بالإضافة إلى كونه انتهاكاً لمبادئ حياد المنظمات الإنسانية.

 

900 ألف فلسطيني مهدد بالعطش بسبب نفاد الوقود

من جهتها أعلنت بلدية خان يونس، الواقعة جنوب قطاع غزة، عن توقف قسري لكافة خدماتها بسبب نفاد الوقود واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، محذرة من عواقب صحية وبيئية خطيرة نتيجة تعطل مرافق المياه والصرف الصحي.

وأوضحت أن الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها إمدادات المياه وتشغيل محطات الصرف الصحي، توقفت بالكامل، مما ينذر بتدفق مياه الصرف إلى الشوارع وانتشار الأوبئة والأمراض، لافتةً إلى أنه تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية يهدد بحرمان نحو 900 ألف مواطن من الوصول إلى مياه صالحة للشرب والاستخدام.

كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً يومياً، مشيرةً إلى أن العائلات تكافح لتأمين وجبة واحدة لأطفالها، بينما تتفوق كميات القنابل والصواريخ التي تدخل القطاع على كميات الغذاء.

ولفتت إلى أن الأمهات اضطررن لقضاء يومين دون طعام من أجل توفير وجبة واحدة لأطفالهن، محذرةً من تفشي سوء التغذية الحاد بين الأطفال، الذي يزيد احتمال وفاتهم بعشر مرات عند الإصابة بأمراض كان يمكن علاجها بسهولة.