مقتل كاتبة فلسطينية في قصف على مخيم النصيرات
قتلت الكاتبة والفنانة التشكيلية ولاء الإفرنجي في غارة إسرائيلية استهدفت منزلها بمخيم النصيرات، تاركةً وراءها إرثاً من الإبداع وذكريات لا تُنسى.
غزة ـ أسفرت الغارات الجوية للقوات الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام، بمقتل آلاف المدنيين وإصابة أكثر من مئة الف شخصاً معظمهم نساء وأطفال.
قتلت الكاتبة والفنانة التشكيلية ولاء جمعة الإفرنجي، البالغة من العمر 35 عاماً، برفقة زوجها فجر أمس الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر، في قصف عنيف استهدف منزلهما في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وجاءت الغارة ضمن سلسلة هجمات متصاعدة، ممزقةً أحلام عائلة وأطفأت شمعة كانت تشع بالأمل والإبداع في أرجاء القطاع المحاصر.
ومن أبرز كتابات ولاء الإفرنج كتاب "مزاج مرسل" الذي ألفته بمشاركة صديقتها ندى أبو مدين، والذي لاقى انتشاراً واسعاً في قطاع غزة.
وكانت ولاء الإفرنجي تمثل رمزاً للفرح ووجهاً مألوفاً في المناسبات السعيدة التي اعتادت أن تصبغها بألوان الإبداع والفن، واشتهرت بإطلاق أفكار مبتكرة وترجمة الأماني إلى واقع ملموس عبر تصاميمها ورسوماتها الفريدة، كما أنها أسمها بات مرادفاً للابتسامة التي دخلت كل بيت في غزة، لتحفر ذكرى جميلة وسط أحلك الظروف.
وعملت بجهدٍ دؤوب على تأسيس قاعدة راسخة في مجال الفنون التشكيلية والإبداعية، فأصبحت شركتها الفنية علامة بارزة، تقف وراء العديد من المبادرات التي أضافت رونقاً خاصاً للحياة في غزة. لكن صاروخاً واحداً من آلة الحرب الإسرائيلية كان كافياً ليمحو هذا الحضور المشرق، ويترك فراغاً عميقاً لا يمكن تعويضه.
لم تكن ولاء الإفرنجي مجرد فنانة أو كاتبة، بل كانت أيقونة للتفاني والمثابرة في مواجهة التحديات، بموهبتها الاستثنائية وحسها المرهف، واستطاعت أن ترسم البسمة على وجوه الأجيال، مانحةً الجميع لحظات من السعادة التي يصعب نسيانها، ومع رحيلها المفجع، ينطفئ ضوء السعادة في غزة.
مشهد الدمار الذي خلّفته الغارة يحكي فصولاً مؤلمة من معاناة سكان القطاع الذين يعيشون تحت وطأة عدوان لا يفرّق بين مدني ومقاوم، بين مبدع ومقاتل، ركام المنزل المهدم يخفي بين أطلاله حكاياتٍ عن أحلام قُطِعت وأصوات خافتة لن تُسمع بعد اليوم.
وبقت ذكراها محفورة في القلوب، شاهدةً على ظلم القوات الإسرائيلية، ودليلاً على أن غزة، رغم جراحها، كانت ولا تزال تنبض بالإبداع والإصرار.