منظمة حقوقية: الغارات الجوية على اليمن تخلف 138قتيلاً وعشرات المصابين
وثقت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" سقوط عشرات الضحايا ما بين قتيل ومصاب بينهم أطفال ونساء جراء الغارات الجوية الأمريكية على مناطق متفرقة من اليمن.

اليمن ـ تستهدف الغارات الجوية الأمريكية التي تتعرض لها اليمن مواقع مدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، كالمنازل والأسواق والمرافق الصحية والبنى التحتية الحيوية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
قالت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" أمس الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، إنها رصدت وتحققت من سقوط عشرات الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الأمريكية على مناطق يمنية متعددة، وأكدت أن عدد القتلى المدنيين بلغ ما لا يقل عن 138 شخصاً بينهم 19 طفلاً و5 نساء، فيما وصل عدد المصابين إلى 292 آخرين بينهم 10 أطفال و8 نساء على الأقل.
وأشارت المنظمة إلى أن عمليات التوثيق الميداني كشفت عن استهداف المقاتلات الأمريكية لعشرات المواقع المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، مبينة أن هذه المواقع شملت منازل للسكان المدنيين وأسواقاً تجارية ومرافق صحية ومكاتب حكومية خدمية ومنشآت صناعية وبنى تحتية حيوية في محافظات (صنعاء وأمانة العاصمة، الحديدة، صعدة، إب، حجة، الجوف، وذمار)، مضيفةً أن هذه الهجمات جاءت ضمن الحملة العسكرية الأمريكية الجديدة التي انطلقت في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي.
وقالت رضية المتوكل رئيسة المنظمة بأن المدنيين في اليمن يعيشون فصولاً متتالية من المعاناة، مشددةً على أنهم ظلوا لعقد من الزمن عرضة للهجمات العشوائية وغير المتناسبة من مختلف الأطراف المتحاربة.
وأكدت أن الهجمات الأمريكية الأخيرة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الأمريكية التي تشمل ضحايا الطائرات المسيرة والعمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي، محذرةً من أن استمرار هذه الانتهاكات تعكس سياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها القوات الأمريكية.
وأشارت إلى التاريخ الحافل للولايات المتحدة في ارتكاب جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في اليمن والدول الأخرى حول العالم، مؤكدةً على ضرورة إنهاء هذه السياسة عبر آليات التحقيق والمساءلة الدولية.
وكشفت المنظمة عن تفاصيل الهجمات المدمرة، وقالت إنه في واقعة مروعة وقعت في السابع عشر من نيسان/أبريل الجاري، شنت المقاتلات الأمريكية سلسلة غارات جوية على منصة الوقود بميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة.
وأوضحت أن الهجمات أدت إلى سقوط 80 قتيلاً مدنياً بينهم طفلان و171 جريحاً من بينهم عمال الميناء وسائقو شاحنات وفرق إسعاف هرعت لإنقاذ الضحايا، لافتةً إلى أن الهجمات دمرت البنية التحتية للميناء بالكامل وألحقت أضراراً بيئية جسيمة نتيجة تسرب الوقود إلى البحر.
وفي حادثة أخرى، قالت المنظمة إن ثلاث غارات أمريكية متتالية استهدفت مصنع "السواري" للربلات في منطقة متنه بمديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، مؤكدةً أن إحدى الغارات أصابت سيارة إسعاف وصلت لإنقاذ المصابين، مما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 27 آخرين بينهم امرأة ومسعفون، وكان الضحايا من عمال المصنع والسكان المجاورين وعمال مطعم قريب.
وأشارت المنظمة إلى أن غارة أمريكية وقعت في الثالث عشر من آذار/مارس الماضي، دمرت مستودعاً لتخزين الحديد والخشب في منطقة عصر بمديرية معين في العاصمة صنعاء، مضيفةً أن الهجوم أدى إلى مقتل مدنيين أحدهما طفل وإصابة 12 آخرين بينهم طفلة، مع تأكيدها على تضرر عدد من المنازل والمتاجر المجاورة.
وفي هجوم آخر وقع في السابع عشر من آذار/مارس الماضي، قالت المنظمة إن المقاتلات الأمريكية استهدفت المجمع الحكومي في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، موضحة أن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الحراسة وإصابة عشرة آخرين، مشيرةً إلى تدمير أجزاء كبيرة من مبان حكومية تشمل المحكمة الابتدائية ومكتب الخدمة المدنية ومقر الأحوال المدنية.
وحذرت المنظمة من أن الهجمات الأمريكية تشكل انتهاكات جسيمة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، مشددةً على أنها تنتهك مبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية ومبدأ التناسب في استخدام القوة.
وأكدت أن هذه الهجمات تنتهك المواد 48 و50 و51 و52 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، مبينة أنها تحظر الهجمات العشوائية وتوجب اتخاذ جميع الاحتياطات لتفادي الإصابات المدنية "أن هذه الأفعال قد تشكل جرائم حرب بموجب المادة الثامنة من نظام روما الأساسي".
ووجهت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة حثت فيها على المطالبة بفتح تحقيقات مستقلة وشاملة في الهجمات الأمريكية على المدنيين في اليمن، مؤكدةً على ضرورة إنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تكرس انتهاكات حقوق الإنسان.
وبينت المنظمة أن الأرقام المعلنة تمثل فقط الجزء الموثق من الخسائر، مشيرةً إلى أن فرقها تواصل عملها في ظل ظروف بالغة الصعوبة لتوثيق كافة الانتهاكات والضربات الجوية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن.