منظمة ديان تدعو لمشاركة النساء في المجال السياسي

نظمت "منظمة ديان" طاولة مستديرة تحت عنوان "النساء رائدات التغيير... تضامن في زمن الأزمات"

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ نظمت "منظمة ديان" طاولة مستديرة تحت عنوان "النساء رائدات التغيير... تضامن في زمن الأزمات"، والتي ضمت ست نساء رائدات، وذلك في احتفال واكبه إطلاق هاشتاغ #النساء_أكثرية #Women_are_Majority، و#الأكثرية_قوة #Majority_Is_Power، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

بداية الاحتفال تحدثت المديرة العامة لمنظمة ديان كارين لطيف، عن تأسيس المنظمة في العام 2012، قائلةً "تهدف منظمة ديان إلى حث المجتمع اللبناني عموماً والنساء خصوصاً للتحرك على الصعيدين المدني والسياسي لإيصال أكبر عدد من النساء لمناصب ريادية، بالإضافة إلى تطلعات المنظمة التي تتمحور حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة من جهة والتوعية المدنية من جهة ثانية".

وشددت كارين لطيف على "أهمية تعزيز دور المواطن رجلاً وامرأة في مجال صنع القرار والتغيير المجتمعي"، مشيرةً إلى أن "هذا اللقاء يتمحور حول تنفيذ أحد أهداف التنمية المستدامة، وهو الهدف رقم 5 المتعلق بالعدالة الجندرية بين النساء والرجال"، لافتة إلى أنه "لتحقيق هذه الأهداف فلدى مؤسسة ديان، ومنذ تأسيسها، وحدات تقارب هذه الأهداف وبطرق مختلفة، وتنفذ مشاريع تتعلق بالتنمية المستدامة، وتدعم المؤسسات الناشئة الخضراء، أما مركز التعليم حول المواطنة البيئية والتنمية المستدامة فهو يعتمد وسائل تربوية لتحقيق الأهداف نفسها".

وبدورها قالت مؤسسة المنظمة ورئيستها الحالية ديان فاضل "في أيام الحرب غاب الرجال، فأجبرت النساء على تولي المسؤوليات، الآن الدولة غائبة ويقول جبران خليل جبران (لا تقوم الأمم ولا تبنى الحضارات، إلا على أكتاف المرأة)"، مشددة على ضرورة اتحاد النساء "نعرف أن كل امرأة في لبنان هي جبل، لكن يمكن غزوه، أما إذا اتحدت النساء تصبح سلسلة جبال، وحصناً لا يُخترق، فنحن بحاجة لتغيرات اجتماعية جذرية، والتغيرات الاجتماعية العظيمة لا يمكن حصولها دون ثورة نسائية، لأن تقدم أي مجتمع يقاس من خلال دور المرأة فيه، ووضع المرأة في لبنان تعيس وحقوقها الشخصية منتهكة، يكفي أن ننظر إلى حقوق المرأة الاجتماعية، وكم امرأة توجد في مجلس النواب".

وأشارت ديان فاضل إلى أن "دعوتنا اليوم هي لتجميع قدرات المواطنات وبمشاركة رجال يستطيعون المساهمة بدعم النساء، من أجل تحقيق أهدافنا خطوة خطوة"، واعدة بأن "هذا اللقاء لن يكون الأخير، فهي معركة بدأناها وسنكملها".

وأضافت "هذا الأمر يبدأ بوصول المرأة إلى المجلس النيابي، فوجودها ضروري، ولا يمكن لأحد أن يفهم ألم المرأة مثل المرأة، ولا ألم اللبنانيين ويجرب حل مشاكلهم مثلها".

ودعت إلى "إقرار الكوتا النسائية"، متسائلة "هل ستظل المرأة تنتظر الإذن طوال حياتها للوصول إلى المجلس النيابي؟"، مضيفة أن "النساء يمثلن 52 بالمئة من أصوات الناخبين، وهن قادرات بأصواتهن إيصال 50 بالمئة من النساء إلى المجلس النيابي؟".

وقالت ديان فاضل "لنصنع التاريخ يداً بيد، ونصل نحن النساء إلى المواقع التي يجب أن نكون فيها، فواجبي أن أعبر عن إرادتي بصوتي، لنصل إلى مجلس نيابي نصفه من النساء، وثانياً نكون في مواقع القرار، ونصحح قوانين الأحوال الشخصية المجحفة بحق النساء".

 

 

دعم النساء

وأوضحت ديان فاضل كيف أسست منظمة ديان، لافتة إلى أن "المنظمة تعمل على أمور ثلاثة، وهي التربية على المواطنة البيئية والإنماء المستدام، تمويل وإدارة 12 مؤسسة ناشئة للشباب في مجال الأفكار الخضراء والمشاركة في حملات نظافة للشواطئ والغابات والمعارض والأسواق الخضراء وغيرها".

وعن احتفالية يوم المرأة العالمي، قالت ديان فاضل "هذه الطاولة المستديرة بمناسبة يوم المرأة العالمي، تأتي كحملة لتوعية المرأة على حقوقها وواجباتها، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النيابية والتي سوف تجري بعد نحو شهرين"، وشددت على أن "تتوحد النساء في إيصال أكبر عدد منهن إلى مواقع صنع القرار".

 

تحدي الإعاقة

ومن جانبها قالت رئيسة ومؤسسة ماراثون بيروت الذي انطلق في العام 2003 مي الخليل، الذي تمكن في العام الماضي من جذب ما يزيد عن 460 ألف مشارك ومشاركة من مختلف دول العالم، وتحدثت عن تجربتها في هذا المجال، متوقفة بدايةً عند تعرضها لحادث خطير أقعدها لفترة طويلة واضطرها لإجراء 36 عملية جراحية، وحولت الإعاقة لطاقة، مقتبسة قولاً لنيلسون مانديلا بأن "للرياضة قدرة على تغيير العالم".

وقالت "استطعنا من خلال هذا الماراثون جمع 18 طائفة"، داعية إلى "ضرورة خوض النساء غمار العمل السياسي".

 

"زيادة فرص النساء في الاستثمار"

تحدثت رئيسة جمعية النساء القياديات مديحة رسلان، وهي مؤسسة مشروع Jazzmin للبيع بالتجزئة والذي يعرض منتجات فنية للنساء في متاجر متعددة عبر الإنترنت.

وأشارت بداية إلى أن "نسبة النساء اللاتي يملكن مؤسسات خاصة لا تتجاوز 5 بالمئة في لبنان"، ومن ثم عرضت مسيرتها ومؤتمر نظمته الجمعية في Expo Dubai، تحت عنوان "أنا لبنانية عربية"، فضلاً عن توقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد غرف التجارة العربية ومقرها بيروت، تزامناً مع الإعلان عن منظمة شبكة النساء العربيات الرياديات التي سيتم إطلاقها في حزيران/يونيو 2022، مشددة على "ضرورة أن تؤمن المرأة بنفسها وقدراتها وأن تصل إلى مراكز قيادية في مجال الاستثمار والسياسة".

 

"تأثير الفتاة"

وتحدثت الناشطة سارة اليافي عن "المفاهيم الخاطئة المتعلقة بمطالبة المرأة بحقوقها"، لافتة إلى أن نضال النساء ليس موجهاً ضد الرجال"، وقالت "لفترة تتجاوز 22 قرناً، تم إقصاء المرأة من السلطة ومراكز صنع القرار والحقوق وكتابة التاريخ إلا في حالات نادرة"، وأكدت أن "المجتمعات الناجحة هي التي لا تتبع الهرمية وإنما الحياة الدائرية، وهذا ما يعرف بدورة الحياة".

وعرضت سارة اليافي دراسة خلصت فيها إلى أن "المجتمع الأبوي الذي يقصي المرأة يؤدي لمجتمع عنفي فقير وأقل ثباتاً بالمجمل"، ورأت أن "المجتمعات التي تحترم المرأة وتعطيها المجال للعب دورها على أكمل وجه تصبح مجتمعات متطورة أكثر، وهو ما يطلق عليه تأثير الفتاة".

 

الكوتا النسائية

وانتقدت الناشطة في مجال السلام ترايسي شمعون في مداخلتها "كيفية اتفاق جميع الفرقاء في المجلس النيابي على الرغم من خلافاتهم على توحيد التصويت ضد اقتراح الكوتا النسائية"، عارضة لِـ "وضع المرأة في الأردن وكيف تطور المجتمع هناك مع تفعيل مشاركة المرأة في الحياة السياسية"، متوقفة عند "تجربة إيرلندا بعد حرب طائفية، وكيف ساهمت النساء بكتابة دستور جديد يعطي المرأة حقوقها وفي التحول الديمقراطي الذي أدى إلى إحلال السلام".

 

جمعية خمسين خمسين

قالت الناشطة جويل أبو فرحات، وهي مؤسسة جمعية خمسين خمسين 50/50 والداعية لإشراك المرأة في السياسة والمساواة الجندرية في المراكز القيادية السياسية ومواقع القرار، عارضة لوضع المرأة السياسي في لبنان "في الانتخابات النيابية الأخيرة لم تنجح سوى ست نساء من أصل 128 بالوصول إلى المجلس النيابي، وهي نسبة 4.96 بالمئة، أي أن لبنان في المرتبة 183 من أصل 187 بلداً في مجال حقوق المرأة السياسية، ويحتل المرتبة 15 من 17 بلداً عربياً في هذا المجال، وأن نسبة ترشح المرأة للانتخابات، ارتفعت منذ الانتخابات النيابية في 2009 من 12 امرأة إلى 113 في الانتخابات النيابية 2018، وأن العدد وصل حتى الأسبوع الماضي إلى 12 امرأة بين 117 مرشحاً، وهي نسبة مقاربة للنسبة في العام 2018".

ودعت جويل أبو فرحات إلى ضرورة أن "تتمثل المرأة في المجلس النيابي بما لا يقل عن الثلث، لتتمكن من تغيير القوانين المجحفة بحقها"، مؤكدة على "دور المرأة بدعم المرأة سواء عبر المنظمات المختلفة، أو بوضع النساء على اللوائح الانتخابية وبالتصويت لهن ومنحهن الصوت التفضيلي وضرورة تشجيع النساء على الترشح".