منظمة العفو الدولية تدين تدمير قبور ضحايا الإعدامات في إيران
رداً على تدمير قبور الأشخاص الذين أعدموا في الستينيات وتحويلها إلى موقف للسيارات، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً أكدت فيه أن السلطات الإيرانية تعتزم من خلال هذا الإجراء، إخفاء جرائمها وإعاقة الحق في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويض.

مركز الأخبار ـ تتعمد السلطات الإيرانية تدمير القبور وتحويلها إلى مواقف للسيارات بهدف طمس آثار الإعدامات الجماعية التي نفذتها في الثمانيات والجرائم التي ارتكبتها، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مدى استعداد المجتمع الدولي لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات المستمرة.
في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً شديد اللهجة كشفت فيه عن قيام بلدية طهران بتحويل قبور السجناء السياسيين الذين أُعدموا في ثمانينيات القرن الماضي، والواقعة في القطعة 41 من مقبرة بهشت زهراء إلى موقف للسيارات، مؤكدةً أن هذا الأجراء الذي تم بموافقة السلطات الإيرانية يعد محاولة ممنهجة لطمس الأدلة على الجرائم التي ارتكبت خلال تلك الحقبة، ويُعيق جهود تحقيق العدالة وكشف الحقيقة.
ووصفت المنظمة هذا الإجراء بأنه تذكير جديد بالإفلات المنهجي لمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية خلال تلك الفترة، مؤكدةً أن المقابر الفردية والجماعية لضحايا إعدامات الثمانينيات تُعدّ مسارح جريمة وتتطلب خبراء الطب الشرعي لاستخراج الأدلة وحفظها "بتدميرها تُخفي سلطات الجمهورية الإسلامية أدلة جرائمها وتُعيق الحق في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويض.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن نائب رئيس بلدية طهران اعترف بشكل صادم بأن القبور في القطعة 41 من المقبرة والتي تُعد من أشهر مواقع دفن المعارضين السياسيين، وتُعرف باسم "مؤامرة الإعدام" يتم تدميرها بإذن رسمي من السلطات وأكد أن هذا الإجراء يأتي بعد عقود من القيود القمعية ضد العائلات، بما في ذلك القيود مثل منعهم من وضع الزهور أو إصلاح شواهد القبور التالفة.
وقال النائب "بقي القسم 41 من المقبرة على حاله وكنا بحاجة إلى موقف سيارات للقسم 42، فحصلنا على تصريح من الجهات المختصة وحولنها إلى موقف سيارات، حصلنا على التصريح اللازم لتجهيز هذه المساحة، ويجري العمل حالياً بطريقة "سليمة وذكية"، مشيراً إلى أن قطعة الأرض رقم 41 في مقبرة بهشت زهراء تعتبر واحدة من أشهر مواقع دفن المعارضين والمنتقدين للجمهورية الإسلامية، والمعروفة باسم "مؤامرة الإعدام".
في جزء آخر من بيانها، أكدت منظمة العفو الدولية أنها وثقت سابقاً قيام السلطات الإيرانية بتدمير قبور ضحايا مجازر الستينيات بالتجريف، وتشييد المباني والطرق، وتكديس القمامة، أو إنشاء قبور جديدة فوقها "قامت سلطات الجمهورية الإسلامية أيضاً بتدمير أو تدنيس شواهد قبور ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة، بمن فيهم أفراد الجماعة البهائية المضطهدة وأولئك الذين فقدوا أرواحهم خلال الانتفاضة الشعبية في إيران".
وفي ختام بيانها دعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى وضع حد لتدمير وتدنيس قبور الشهداء والمقابر الجماعية لضحايا إعدامات الستينيات "يجب على السلطات الكف عن تعميق آلام العائلات واحترام حقهم في دفن أحبائهم بكرامة".