منظمات حقوقية: ارتفاع عدد قتلى الانتفاضة واعتقالات ممنهجة ضد الصحفيات

بالرغم من تزايد قمع السلطات الإيرانية، وتوقيف الصحفيات بشكل منهجي، وقتل وإصابة واعتقال العديد من المتظاهرين، إلا أن الاحتجاجات الشعبية والإضرابات لا تزال مستمرة في مختلف مدن شرق كردستان وإيران.

‏مركز الأخبار ـ حذرت منظمة العفو الدولية من زيادة عدد القتلى بمن فيهم الأطفال، فيما أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" سعي النظام الإيراني لإسكات النساء بشكل منهجي من خلال توقيف عدد غير مسبوق من الصحفيات في حملتها ضد الاحتجاجات على مقتل جينا أميني.

دعت منظمة العفو الدولية، قبل يوم من احتجاجات اليوم الجمعة 11 تشرين الثاني/نوفمبر في محافظة سيستان ـ بلوشستان، إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لمنع المزيد من عمليات قتل المتظاهرين بمن فيهم الأطفال في هذه المحافظة.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 18 متظاهراً وماراً ومصلياً، بينهم طفلان، وأصابت عشرات الأشخاص في قمع مميت لمظاهرات سلمية يوم الجمعة في مدينة خاش في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وبالتزامن مع اليوم الأربعين لضحايا يوم الجمعة الدامية في زاهدان، والتي قتل خلالها نحو 100 شخص على أيدي القوات الإيرانية، نزل الأهالي من مدن مختلفة إلى الشوارع، ورددوا هتافات مؤيدة لمتظاهري سيستان ـ بلوشستان.

وعلى الرغم من الأجواء الأمنية المشددة في مختلف مدن شرق كردستان وإيران، فإن الانتفاضة لا تزال مستمرة في مدن كرمانشاه، إيلام ، دزفول، رشت، مريوان، كامياران، مهاباد، طهران، بندر عباس، خمينيشهر، بيرجند، كرج، فولادشهر، قم، بوكان، مشهد، قهدريجان، شيراز، سقز، بهبهان، وقام المتظاهرون بإشعال النار مرددين شعار "الموت للديكتاتور".

بالإضافة إلى الاحتجاجات، دخل إضراب عمال النفط والغاز يومه الرابع، حيث أضرب موظفو النفط الرسميون في 37 منصة غاز في حقل "جنوب فارس" احتجاجاً على عدم تنفيذ المادة 10 ولتحسين ظروفهم المعيشية.

وطالب أصحاب المتاجر والأسواق والبازارات القيام بإضرابات على مستوى البلاد يومي السبت والأربعاء، ودعوا أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية ومذبحة نوفمبر 2019 إلى تجمعات عالمية تضامناً مع الانتفاضة الإيرانية.

وقاطع العديد من الطلاب فصول الجامعات المختلفة واستمر انتشار أساليب العصيان المدني المختلفة في جميع أنحاء البلاد، وخرجت مساء الأربعاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر، مسيرات احتجاجية في طهران، وأصفهان، وقهدریجان، وسقز، ومهاباد، وبوکان، وشیراز، ورشت، وشهرکرد، واراک، وکرمانشاه، وکرج ومدن أخرى، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام الإيراني.

وقد دخل الطفل "هاستي حسين بناهي" البالغ من العمر 16 عاماً في غيبوبة لتعرضه للضرب بالهراوات على الرأس من قبل قوى الأمن الإيرانية، بسبب تمزيق صورة روح الله الخميني من كتاب مدرسي.

وتعرض والد الطفل للتهديد بعدم الكشف عن سبب دخول ابنه الغيبوبة، لكن والدته أعلنت أنه تعرض للضرب في المدرسة وكان تأثير الهراوة على رأسه واضحاً للعيان.

وأدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" سعي النظام الإيراني لإسكات وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية خارج إيران، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وقالت "لا يمكن لمراسلي وسائل الإعلام هذه السفر بشكل قانوني إلى إيران الآن"، لافتة إلى أن "الهجوم الهادف" ضد الصحفيين سيؤثر على عائلاتهم في إيران وسيكونون الآن في خطر أكبر.

ووصفت المنظمة عقوبات النظام الإيراني الأخيرة ضد وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية بأنها مؤشر على اشتداد القمع ضد الصحفيين الذين يغطون ضد النظام الإيراني، وفي إشارة إلى مرور أكثر من شهر على الانتفاضة الإيرانية، أوضح أنه بالنظر إلى اعتقال 43 صحفياً في إيران، فإن هذا البلد هو ثالث أكبر سجن للصحفيين في العالم بعد الصين وميانمار.

وأكدت المنظمة على أن إيران تحاول إسكات النساء بشكل منهجي من خلال توقيف عدد غير مسبوق من الصحفيات في حملتها ضد الاحتجاجات على مقتل جينا أميني، مشيرةً إلى أن نحو نصف الصحفيين الذين قبض عليهم مؤخراً هم من النساء، اثنتان منهن تواجهان عقوبة الإعدام "تزايد عمليات توقيف الصحفيات يكشف نية النظام الإيراني في إسكات أصوات النساء بشكل منهجي".

وأشارت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها، إلى أنه منذ اندلاع الاحتجاجات، أوقفت إيران 42 صحفياً على الأقل في كل أنحاء البلاد، موضحةً أنه تم الإفراج عن ثمانية منهم حتى الآن، وهناك 15 صحفية من بين 34 صحفياً لا تزلن رهن الاحتجاز.