منظمات دولية ومصادر يمنية يؤكدون أن الوضع في اليمن بات كارثياً

أكدت تقارير أممية ومصادر طبية يمنية على ارتفاع حالات الإصابة بالأوبئة كالكوليرا والحصبة بعد تسجليها حالات جديدة في بداية العام الجاري والأشهر الثلاثة الماضية في عدة مدن يمينة، ثلث تلك الحالات هم من الأطفال.

مركز الأخبار ـ تسببت الحرب التي يشهدها اليمن منذ تسع سنوات، بتدهور الأوضاع  على كافة المستويات، الأمر الذي جعله يعاني من "أكبر أزمة إنسانية" على مستوى العالم.

حذرت مصادر طبية يمنية ومنظمات أممية، أمس الأحد 21 كانون الثاني/يناير، من استمرار تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة في محافظات وقرى متفرقة في اليمن، بعد تقرير أممي سجل مئات الإصابات الجديدة بالكوليرا وأوبئة أخرى في الأشهر الثلاثة الماضية.

وأكدت المصادر على وجود إصابات جديدة وحالات وفاة نتيجة الإصابة بأمراض وأوبئة، من بينها الكوليرا، وسوء التغذية، والإسهالات المائية الحادة، والحصبة، والملاريا، وحمى الضنك تم تسجيلها منذ بداية العام الجاري في محافظات ومدن وقرى عدة معظمها يسيطر عليها الحوثيين.

 

تفشي الكوليرا واللقاحات

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير له، عن تسجيل أكثر من 1018 حالة جديدة مرتبطة بتفشي الكوليرا، بينها 6 حالات وفاة، في 9 محافظات يمنية، في الفترة الممتدة ما بين 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 31 كانون الأول /ديسمبر من العام نفسه، لافتةً إلى أنه من بين الحالات التي سجلت شكل الأطفال دون سن الخامسة ثلث الحالات. 

ويشهد اليمن ارتفاعاً في حالات المصابة بـالكوليرا المشتبه بها في عدة محافظات، في حين من المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، بسبب نقص الإبلاغ في مناطق مختلفة، خصوصاً في الجزء الشمالي من البلاد وفق ما أكده التقرير.

وأوضح التقرير بأن الشركاء قد أبلغوا في الخامس عشر من كانون الأول/اكتوبر 2023، عن نسبة أعلى من الحالات المشتبه فيها في شبوة بعد تأكيد زيادة المعدل في محافظات تعز، الحديدة، شبوة، حضرموت، ومحافظات يمنية أخرى.

وخلال النصف الأول من عام 2023 كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، عن تسجيل أكثر من 4 آلاف إصابة بمرضي الكوليرا، وشلل الأطفال، مؤكدةً تلقيها حينها بلاغات عن 4105 حالة إصابة بالكوليرا وشلل الأطفال في مختلف محافظات اليمن، خلال الفترة بين كانون الثاني/يناير، وحزيران/يونيو 2023.

 

تدهوراً في الصحة العامة وتفشي الحصبة

بدورها قالت منظمة "اليونيسف" للطفولة أن استمرار حظر التطعيمات (اللقاحات) في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين ساهم في انتشار الأمراض والأوبئة التي كان من الممكن تفاديها باللقاحات.

وأضافت أن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية شهدت تطعيم أكثر من 153 ألف طفل دون سن الخامسة باللقاح الثلاثي لشلل الأطفال في 12 محافظة استجابة لتفشي الفيروس.

 

 يعاني اليمن من نظام صحي هش

أكدت بيانات منظمات إنسانية على وجود أكثر من 12.6 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة، في وقت يوشك النزاع في البلاد على الدخول في العام العاشر له على التوالي يعاني فيه السكان من نظام صحي هش جراء استمرار النزاع.

وكشفت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها أن اليمن يواجه تدهوراً كبيراً في الصحة العامة وازدياد هجمات تفشي الأمراض، مثل الكوليرا والحصبة، في وقت يحتاج فيه أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدات الصحية، بما في ذلك 13 مليوناً من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن الأوضاع الإنسانية في اليمن كارثية، يواجه فيها الأهالي أزمة إنسانية حادة، حيث يحتاج ما يقارب من 18 مليون شخص مساعدات صحية، موضحاً أن الوضع في اليمن لا يزال مزرياً، لا سيما للفئات الضعيفة مثل النازحين داخلياً، والأطفال، والنساء، وكبار السن والمجتمعات الهشة وذوي الإعاقة.