منبج... تركيا تصعد هجماتها والأهالي يشجبون انتهاكاتها
صعدت تركيا من هجماتها على أرياف منبج في شمال وشرق سوريا عبر شنها هجوماً برياً، رافقه قصف مدفعي وصاروخي، والذي أودى بحياة العديد من المدنيين بينهم أطفال وإصابة أخرين.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ استنكرت نساء القرى المحاذية للمناطق المحتلة وحشية الاحتلال التركي في هجماتها، مؤكدات بأن تركيا تسعى لإفراغ القرى من أهاليها عبر استهدافهم للمدنيين العزل، حيث أودت هجماته بحياة أربعة أطفال من عائلة واحدة.
شن الاحتلال التركي ومرتزقته هجمات برية متفرقة على عدة محاور على بلدات وقرى في ريف منبج الشمالي والغربي، منذ ساعات الصباح الباكر أمس الجمعة 1أيلول/سبتمبر، وتصدت لها قوات مجلس منبج العسكري، حيث أسفرت هذه الهجمات عن فقدان أربعة أطفال لحياتهم من قرية المحسنلي من عائلة واحدة، وهم كل من عامر خالد الفرج وعامر فهد الفرج ومالك فهد الفرج وزينب محمد الفرج وجميعهم تتراوح أعمارهم ما بين الـ 7 ـ 18 عاماً، إلى جانب إصابات في صفوف المدنيين من أطفال ونساء ورجال.
وفي ظل استمرار القصف والهجمات، التقينا مع إحدى النساء من قرية عرب حسن مطيعة يحيى الحمد التي تقطن منذ أربعة أعوام في قرية زنكل الواقعة جنوب قرية عرب حسن 2 كم، بعد أن اجبرت على الخروج من منزلها نتيجة القصف والهجمات، وقالت "نتيجة القصف المكثف والمستمر على القرية والذي يستهدف المنازل الآهلة بالمدنيين، خرج الأهالي من منازلهم متجهين إلى الكروم والمزارع والقرى المجاورة لها".
وأدانت الهجمات التركية "ندين بشدة هذه الهجمات التي تستهدفنا وتودي بأرواحنا، بات هذا الاحتلال كالكابوس يلازمنا ليلاً ونهاراً بقصفه، وهذا ليس فقط حال قريتنا بل حال جميع القرى المنتشرة على الشريط الحدودي مع المناطق المحتلة لدى تركيا".
وطالبت المجتمع الدولي بإيقاف هذه الوحشية من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته "على المجتمع الدولي القيام بدوره وإيقاف الهجمات الهمجية للاحتلال التركي لأن هذا القصف ليس وليد اليوم بل مستمرة منذ أن دخل الاحتلال الأراضي السورية واحتل جزء منها".
وبدورها قالت نزيهة الخلف من قرية زنكل التي التقت بالنساء اللواتي تتوافدن إلى قريتهم نتيجة قصف الاحتلال الذي استهدف قرية عرب حسن "منذ ساعات الصباح وجيش الاحتلال التركي يستهدف قرية عرب حسن والقرى المحاذية للمناطق المحتلة ونتيجة هذا القصف المستمر أجبر الأهالي على الخروج من منازلهم حفاظاً على ارواحهم بعد أن شهدت قرية المحسنلي استشهاد أربعة أطفال من عائلة واحدة".
واستنكرت هجمات الاحتلال التركي، مؤكدةً على تمسكهم بأرضهم وعدم التخلي عنها مهما كان الثمن.
وحول المساعي التركية من هذا القصف قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها نزيفا خلو "يستهدف جيش الاحتلال التركي بين الحين والآخر طول الشريط الحدودي المحاذي لها رغم أنها قرى آهلة بالسكان ولكن جاء هذا التصعيد على أكثر من محور تزامناً مع حملة تعزيز الأمن التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، وتركيا بدورها تسعى لعرقلة هذه الحملة وتشتيت انتباه القوات العسكرية".
وشهدت مدينة دير الزور مؤخراً نشاط لخلايا داعش وترويج للمخدرات وبهدف القضاء على هؤلاء المرتزقة أطلقت حملة "تعزيز الأمن" في 27 من آب/أغسطس، ولا تزال مستمرة بتمشيط قرى ونواحي دير الزور بهدف القضاء على المرتزقة، وحول ذلك قالت "تركيا تستخدم كافة الأساليب لدعم هؤلاء المرتزقة الذين يسعون لزعزعة استقرار وضرب مشروع الأمة الديمقراطية وخلق فتنة بين أبناء العشائر في مناطق شمال شرق سوريا، ولكن المحاولات التركية فشلت لأن حملة قوات سوريا الديمقراطية لا تزال مستمرة ومجلس منبج العسكري بدوره تصدى لهجمات الاحتلال التركي".
وأكدت "تركيا لها مخططات بعيدة المدى وخاصة في المناطق السورية اعتماداً على مواثيق ومعاهدات قديمة وتسعى لتنفيذها على أرض الواقع، وهي اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية وضمها للأراضي التركية وهذا ما يتم تطبيقه في المناطق المحتلة كعفرين واعزاز وجرابلس والباب وإتباع سياسة التتريك في تلك المناطق وتغيير المعالم الأثرية والتغير الديمغرافي التي تقوم به لتهيئة المنطقة لتطبيق مواثيقها واتفاقياتها كالميثاق الملي لإعادة إمبراطورتيها العثمانية".
وأشارت إلى أن "جميع هذه الانتهاكات يقوم بها الاحتلال التركي تحت مسمى الأمن القومي"، معبرة عن موقفهم كإدارة مدنية ديمقراطية في مدينة منبج وريفها اتجاه التجاوزات التركية "ندين ونستنكر بشدة هذه الهجمات وسندافع عن أرضنا ضد الهجمات التركية بكل ما نملك من قوة ويعتبر هذا دفاعاً مشروعاً لأنها هي من تتجاوز وتتعرض لأرضنا".