مناشدة عاجلة من المجلس الاستشاري النسائي بشأن الوضع المتدهور في السويداء
حرصاً على حماية المدنيين من آثار النزاعات المسلحة، وتماشياً مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، توجه المجلس الاستشاري النسائي السوري بمناشدة عاجلة.

مركز الأخبار ـ أطلق المجلس الاستشاري النسائي السوري، أمس السبت 19 تموز/يوليو، مناشدة "عاجلة" لاتخاذ خطوات فورية، بهدف معالجة الوضع الإنساني في مدينة السويداء وريفها، الذي تفاقم بشكل خطير منذ 13 الشهر الجاري.
وفقاً لتقارير أممية فقد شهدت مدينة السويداء السورية خلال الأيام القليلة الماضية نزوح عشرات الآلاف من الأهالي، بينهم أكثر من 20 ألف شخص في يوم واحد، وسط توقف شبه كامل للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، واتصالات، وخدمات طبية، إلى جانب نقص حاد في الوقود والغذاء، ما أدى إلى شلل في وسائل النقل، وتعطيل عمليات الإجلاء والخدمات الإنسانية العاجلة.
كذلك تشير تقارير ميدانية ومبادرات أهلية ومدنية داخل السويداء، إلى أن معظم المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية والطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة المنقذة للحياة، في ظل تعذر وصول الإمدادات وصعوبة الحركة بسبب الأوضاع الأمنية.
ناشد المجلس الاستشاري النسائي، الحكومة السورية المؤقتة وكافة المؤسسات الرسمية ذات الصلة بوصفها مسؤولة عن سلامة مواطنيها، لاتخاذ الإجراءات التالية بشكل عاجل، الوقف الفوري للأعمال العدائية والاشتباكات المسلحة في السويداء وريفها بما يحقن دماء السوريين ويمنع مزيداً من الانهيار في الوضع الإنساني.
كما طالب بتحييد المدنيين من مختلف الأطراف وضمان حمايتهم من الاستهداف المباشر أو غير المباشر، مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال والنساء وكبار السن من دون أي تمييز بين مكونات المدينة.
وحث على ضرورة التسهيل الفوري لوصول مياه الشرب وخدمات الاتصالات، لما لذلك من أهمية قصوى في إنقاذ الأروح وتعزيز قدرة الأهالي على التواصل والإغاثة الذاتية، وتأمين الحماية للمدنيين المختطفين أو المحتجزين أو العاجزين عن الخروج من مناطق الاشتباك وضمان عدم تعرضهم لأي أعمال انتقامية أو تمييز على أساس الانتماء أو الموقف السياسي.
كما طالب بالسماح بدخول وسائل الإعلام المحلية والدولية المستقلة لتوثيق الوضع الإنساني ونقل صوت الأهالي إلى الرأي العام، كجزء من مبدأ الشفافية وتحميل المجتمع الدولية لمسؤولياته، والمساءلة الفورية والرادعة ضد أي فرد أو جهة يثبت تورطها في نشر خطاب الكراهية أو التحريض الطائفي، عبر إعداد آلية تحقيق شفافة ومستقلة بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، للنظر في الشكاوى بشأن هذه الانتهاكات.
يرفع المجلس الاستشاري النسائي هذا النداء باسم نساء سوريات من مختلف الانتماءات والتوجهات، وباسم كل من يعاني اليوم من القهر والخوف والعجز، آملاً أن تجد هذه المناشدة آذاناً صاغية وإرادة مسؤولة تنقذ ما تبقى من الأمل.