'من يريد إنهاء خطر مخيم الهول عليه أن يستلم رعاياه'

أوضحت الصحفية جيهان بلكين "إذا أرادت الدول إنهاء داعش وهزيمته من الناحية الأيديولوجية، فعليها أولاً إيجاد حل لمخيم الهول. فغض النظر عن هذا المخيم سيضر بهم أيضاً. لأن العائلات الموجودة هنا بانتظار فرصة للخروج".

سوركول شيخو

الحسكة ـ في مخيم الهول بشمال وشرق سوريا، يواجه الإعلاميون الذين يعكسون الحقيقة بعدسات كاميراتهم وينقلون حقيقة الأفكار الوحشية والمتطرفة الخطيرة إلى جميع شرائح المجتمع، خطراً كبيراً.

 

معركة كوباني كانت بداية عبور المرتزقة الأجانب

عن مرحلة عبور المرتزقة إلى مدينة كوباني قالت الصحفية جيهان بلكين "بعد معركة كوباني عام 2015، تم الكشف لأول مرة عن تعاون الدولة التركية مع داعش. وفي الوقت نفسه، كانت مرحلة عبور المرتزقة الأجانب وقدومهم إلى مناطق شمال وشرق سوريا عبر تركيا، واستمر ذلك حتى حملة الباغوز. وفي المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن، أظهرنا للعالم خطر مخيم الهول وعلاقات خلايا داعش بالدولة التركية".

وحول أسباب رفض الدول استلام رعاياها أوضحت "داعش هُزِم، لكن المشاريع التي نفذتها الدول ضد داعش وقبله في شمال وشرق سوريا والعراق لم تكتمل. الهدف هو السيطرة على الشرق الأوسط. الآن هذا المشروع مستمر. فبينما تستهدف الدولة التركية منطقة ما، تجدد المرتزقة والعائلات في المخيم آمالهم في الخروج. وهم ينتظرون قيام الدولة التركية بشن هجوم واسع النطاق على المنطقة للتسبب في الفوضى في المخيم ومن ثم إخراجهم ودعمهم. وكذلك ضرب الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، وعبر الحروب التي يفتعلونها يريدون العودة إلى مرحلة 2011 أي زمن جبهة النصرة".

 

"يتم تدريب جيل جديد من داعش من قبل الدولة التركية"

وأوضحت جيهان بلكين أن أطفال مخيم الهول يتلقون تدريبهم من قبل نساء الحسبة "داعش يعتبر نساء الحسبة ذراعها الأيمن، ومهمتها الأساسية قتل النساء اللواتي لا تتفقن مع أفكارهن وتدريب الأطفال، وعلى هذا الأساس قاموا ببناء تنظيم متطرف في المخيم، كما أن نساء الحسبة لديهن علاقات مباشرة مع المخابرات التركية".

ونوهت جيهان بلكين إلى أنه إذا تم فتح صفحة جديدة للعالم، فستنكشف علاقات الدول مع داعش بشكل أوضح، "سيتم مقاضاة العديد من الدول على هذا الأساس، وخاصة الدولة التركية. قبل الهجمات على سري كانيه تم تشكيل منصة محاكمة داعش، وبعد تشكيل هذه المنصة قامت الدولة التركية فجأة بمهاجمة سري كانيه وكري سبي. الذين ساهموا في تشكيل داعش هم الدول الرأسمالية مثل أمريكا وروسيا وإنكلترا. العوائل التي تعيش في مخيم الهول بانتظار الخروج والانتشار في أنحاء العالم".

 

"التحدث باللغة الكردية ممنوع داخل مخيم الهول"

وقالت جيهان بلكين إن التحدث باللغة الكردية محظور في مخيم الهول "التحدث باللغة الكردية في مخيم الهول ممنوع من قبل نساء الحسبة وخلايا وعائلات داعش. اللاجئون العراقيون بعضهم يعرف الكردية لكنهم لا يجرؤون على الكلام. وبعد أن تعززت علاقات هؤلاء النساء بالدولة التركية يأتون بالسلاح إلى المخيم. وعندما بدأت المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن، لم تساند أي دولة هذه الحملة. كان من المفترض أن تتم مثل هذه الحملة الشاملة بالتعاون مع القوى الدولية وإيجاد حل ملموس. وهنا تظهر ازدواجية الدول".

 

"يتم تنشئة الأطفال على تنفيذ عمليات انتحارية"

ولفتت جيهان بلكين الانتباه إلى الخيام الفارغة التي أقامتها نساء الحسبة "نصبت نساء الحسبة خياماً فارغة لتجنيد الأطفال للانضمام إلى مرتزقة داعش، وخاصة الأطفال بعمر الـ 7 سنوات وما فوق. يتم أخذهم من أمهاتهم وتدريبهم من قبل نساء الحسبة على عقلية داعش. خلال 3 سنوات ولد 1800 طفل في المخيم، هذا ليس رقماً عادياً، إنه بمثابة جيش سيقومون بعد سنوات بتنفيذ هجمات في جميع أنحاء العالم، وهم مدربون بشكل خاص على العمليات الانتحارية. تدخل العبوات الناسفة إلى المخيم لهذا الغرض".

"ليس واضحاً متى ستخرج الخلايا من هذا المخيم وينفذون التفجيرات"

واختتمت جيهان بلكين حديثها بتوجيه رسالة "إذا أرادت الدول إنهاء داعش وهزيمته من الناحية الأيديولوجية، فعليها أولاً إيجاد حل لمخيم الهول. فغض النظر عن هذا المخيم سيضر بهم أيضاً. لأن العائلات الموجودة هنا بانتظار فرصة للخروج. وهم يأملون وينتظرون العودة إلى بلدانهم. لكن عندما يرون أن بلدانهم لا تستقبلهم، فهذا يؤدي إلى ظهور موقف عدائي. صحيح أن هجمات داعش قد تراجعت في أوروبا ولكن ليس من الواضح متى ستخرج الخلايا من هذا المخيم، وينفذون التفجيرات في أوروبا. من يريد إنهاء خطر هذا المخيم عليه أن يستلم رعاياه. أو يتواصل مع الإدارة الذاتية لإيجاد حل مشترك".