من المغرب... توافق أكاديمي على تعزيز البحث النسوي في الجامعات العربية
شددت المشاركات في ورشة عمل إقليمية حول "دراسات وأبحاث المرأة في الجامعات العربية: الواقع والآفاق المستقبلية" على ضرورة رسم سياسات تنصف النساء أكثر وتحقق العدالة لهن، وعلى توفير تمويلات لإنجاز دراسات حول واقع النساء.
المغرب ـ في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تبرز الحاجة إلى إنتاج معرفة أكاديمية متخصصة حول قضايا المرأة، تساهم في تحليل التحديات الراهنة ورسم سياسات أكثر إنصافاً وعدالة.
رغم التطورات التي شهدها البحث العلمي في المنطقة، لا تزال دراسات المرأة في الجامعات العربية تواجه عقبات عديدة، من بينها ضعف التمويل، وغياب المناهج المتخصصة، وقلة الفرص البحثية المتاحة للباحثات، وانطلاقاً من هذه التحديات، عقدت منظمة المرأة العربية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمغرب ورشة عمل إقليمية حول "دراسات وأبحاث المرأة في الجامعات العربية: الواقع والآفاق المستقبلية" استمرت لمدى يومين في العاصمة المغربية الرباط.
وأكد المشاركون في الورشة على ضرورة تعزيز البحث العلمي النسوي في الجامعات العربية، وتطوير المناهج الأكاديمية لتشمل قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين بشكل أكبر، كما تم التأكيد على ضرورة توفير الدعم المالي والفرص البحثية للباحثات في هذا المجال، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية في المنطقة لتبادل المعرفة والخبرات، بهدف تحسين جودة الإنتاج المعرفي النسوي.
تأسيس شبكة بحثية وتعزيز الإنتاج المعرفي
واختتمت الورشة فعالياتها أمس الثلاثاء الرابع من شباط/فبراير، بمشاركة أكاديميين وباحثين، وخبراء في مجال دراسات المرأة والمساواة بين الجنسين، إضافة إلى ممثلين عن الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة من مختلف أنحاء العالم العربي.
وخلص المشاركون إلى ضرورة إنشاء شبكة إقليمية من الجامعات والمراكز البحثية المعنية بدراسات المرأة، تكون بمثابة منصة دائمة لتبادل الخبرات، والتشاور حول أفضل السبل لتطوير الإنتاج المعرفي النسوي، وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال.
وتأتي هذه المبادرة في سياق الجهود المبذولة لتجاوز التحديات التي تواجه البحث الأكاديمي النسوي، بما في ذلك ضعف التمويل، وغياب المناهج المتخصصة والعوائق المؤسسية.
إطلاق جائزة لدعم البحث الأكاديمي النسوي
وفي خطوة عملية لدعم البحث الأكاديمي، أعلنت منظمة المرأة العربية عن إطلاق جائزة لأفضل أطروحة ماجستير أو دكتوراه في دراسات المرأة، بهدف تحفيز الباحثين على التخصص في هذا المجال، وتكريم الأبحاث المتميزة التي تساهم في تحقيق تراكم علمي قادر على التأثير في السياسات العامة، كما تعهدت المنظمة بنشر نتائج هذه الأبحاث لضمان وصولها إلى دوائر صنع القرار والأوساط الأكاديمية.
وانطلقت أعمال الورشة الأولى في الثالث من شباط/فبراير، وشهد الافتتاح عرض أغنية "المرأة العربية" التي أنتجتها منظمة المرأة العربية، كما تم تكريم الباحثة المغربية براءة الأشقر، الفائزة بالمركز الثاني في جائزة الفتاة والتكنولوجيا لعام 2024، تقديراً لإسهاماتها في تطوير البرامج التكنولوجية الداعمة للنساء.
مناقشات علمية حول دراسات المرأة
وتناولت جلسات الورشة العديد من المحاور، من بينها التحديات التي تواجه إنتاج المعرفة النسوية وتدريسها في الجامعات العربية، كفاءة المناهج الدراسية الخاصة بالمساواة بين الجنسين، ومدى مواءمتها مع احتياجات سوق العمل، وأفضل الممارسات الدولية في مجال دراسات المرأة.
وتعد هذه الورشة خطوة تمهيدية نحو إطلاق شبكة إقليمية معنية بتدريس ودراسة قضايا المرأة في الجامعات العربية، بما يتيح تبادل الموارد والخبرات ويعزز التعاون بين الباحثين في هذا المجال.
التأكيد على دور البحث الأكاديمي في تحقيق العدالة الجندرية
وفي كلمتها أكدت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فاديا كيوان، إن اللقاء كان فرصة ثمينة لجمع نخبة من الناشطين والأكاديميين من مختلف الدول العربية، لمناقشة سبل النهوض بالبحث العلمي المتعلق بالمرأة. مشدّدة على أن إنتاج المعرفة النسوية يعد ركناً أساسياً في تحقيق العدالة الجندرية والتنمية المستدامة.
ولفتت إلى أن تشجيع البحث العلمي حول قضايا المرأة في الجامعات العربية ليس رفاهية، بل ضرورة أكاديمية وتنموية، مؤكدةً على أهمية إدماج دراسات المرأة في مختلف التخصصات الأكاديمية، وتعزيز حضورها في المناهج الجامعية، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية.
والجدير بالذكر، أن هذه الفعالية تندرج ضمن الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز دور البحث الأكاديمي في دعم قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين، وسط دعوات متزايدة إلى إصلاح السياسات التعليمية، وضمان تمثيل أوسع للمرأة في الأوساط الأكاديمية، بما يساهم في تحقيق تنمية أكثر شمولاً وعدالة في المجتمعات العربية.