'عمليات البناء الاجتماعي ممكنة بمشاركة الشباب وقيادتهم'
وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة أكد فيها أنه بدون مشاركة الشباب وقيادتهم، لا يمكن أن تتم عمليات البناء الاجتماعي، فالشباب هم "القوة الدافعة الرئيسية" للتغيير والتحول والابتكار.
مركز الأخبار ـ نظم كل من مجلس الشباب في مؤتمر الشعوب الديمقراطي (HDK)، ومجلس الشباب في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM)، مجلس الطلبة الأحرار في إسطنبول (ÎSOM)، ندوة بعنوان "دور الشباب في المجتمع الاشتراكي".
نُظمت الندوة اليوم الأحد 28 كانون الأول/ديسمبر، على مسرح الفنون الجميلة في إسطنبول بتركيا، وشهدت حضوراً واسعاً من الفئة الشابة، كما رُفعت لافتات كتب عليها "jin jiyan Azadî"، "ننظم أنفسنا بروح التضامن الشيوعي، فنصبح أحراراً". بعد الكلمة الافتتاحية للجنة، قُرئت رسالة من القائد عبد الله أوجلان.
فيما يلي نص رسالة عبد الله أوجلان:
إلى جميع الرفاق الشيوعيين الشباب:
في وقتٍ تُناقش فيه عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، أُرسل أحرّ تحياتي ومحبتي إلى رفاقي الشباب المناضلين على أساس التضامن المجتمعي، ولا سيما أولئك الذين بذلوا جهوداً لبناء هذا الأساس. إن عمليات البناء الاجتماعي لا تُمكن إلا بمشاركة الشباب وقيادتهم، فهم القوة الدافعة للتغيير والتحول والابتكار. إن فرص نجاح النضالات الاجتماعية والسياسية التي تفتقر إلى القيادة الفكرية والتنظيم العملي للشباب ضئيلة للغاية. في هذا السياق، فإن المجتمع الذي فقد شبابه ليس مجتمعاً فاشلاً فحسب، بل فقد أيضاً حقه في الوجود. والعكس صحيح أيضاً، فالشباب الذين فقدوا مجتمعهم وتفاعلهم الاجتماعي فقدوا مستقبلهم. حيثما فشلت الاشتراكية والنضال الاشتراكي، لا يبقى إلا الانحلال والفناء. لا يمكن للإنسان أن يصبح ذا قيمة إلا عندما يكون جزءاً من مجتمع منظّم، ولا يمكنه الاستمرار في الوجود إلا مع أفراد منظمين.
لا يمكن بناء المجتمع، ولا تحقيق المجتمع الاشتراكي، ولا تحقيق الحرية إلا من خلال التنظيم الذاتي. أي وجود لا يستغل الفرص المتاحة في مكانه وزمانه على النحو الأمثل، ولا ينظم نفسه، سيزول عاجلاً أم آجلاً. لقد قلتُ سابقاً "نظّموا أنفسكم في كل مكان". هذه ليست ضرورة سياسية فحسب، بل هي أيضاً واجب من أجل الوجود الاجتماعي والحرية. إن الرغبة في الحرية نزعةٌ ديناميكية لدى الشباب، وقيادتهم في تغيير المجتمع التاريخي وتحويله هي النتيجة الطبيعية لهذه النزعة. إن الاضطلاع بهذا الواجب ليس خياراً، بل هو التزامٌ من أجل حياة حرة ذات معنى. كما أن ضمان الوجود الاجتماعي والحرية ممكنٌ من خلال التنظيم الاجتماعي. لقد استهدف القاتل الفتاك الشباب بكل أساليبه المنحطة والمدمرة عبر التاريخ، والسبب في ذلك هو قوة الشباب ونزعتهم نحو الحرية.
أولاً وقبل كل شيء، لتحويل طاقة الشباب إلى إرادة بناءة للتغيير والتحول، يعتمد ذلك على المعرفة القائمة على التضامن المجتمعي والنضال الجماعي. فكما أن الحرية تشمل حيوية الشباب، فإن الحرية والتضامن الاجتماعي يشملان الاشتراكية أيضاً. في عصر انهيار الرأسمالية، من المهم جداً للشباب أن يناقشوا الاشتراكية الديمقراطية، وإعادة البناء، وسبل النضال. ستثري هذه النقاشات وغيرها الفكر، وستسهم بدورها في الكشف عن أساليب وطرائق جديدة للنضال. في عصرنا هذا، حيث تتعرض أبسط قيم الإنسانية لهجوم الحداثة الرأسمالية، نؤمن بأن الشباب سينتفضون في وجه هذا الهجوم بدورهم القيادي. في هذا السياق، أُجدد تحياتي ومحبتي لجميع رفاقي الشباب المناضلين من أجل الاشتراكية الديمقراطية، وأتمنى لهم التوفيق.