ملتقى الفن التشكيلي الرابع... لوحات تجسد المرأة وقضاياها

على مدى سبعة أيام سيعمل الفنانون والفنانات المشاركين في ملتقى الفن التشكيلي الرابع في كوباني بشمال وشرق سوريا، على إبراز وتسليط الضوء على ثقافة المنطقة ودور المرأة في المجتمع.

كوباني ـ أطلقت هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا ملتقى روج آفا للفن التشكيلي الرابع في مدينة كوباني بإقليم الفرات بهدف تنمية وتطوير مواهب الفنانين في روج آفا.

بهدف تطوير وتعزيز الفن في مناطق روج آفا أطلقت هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا ملتقى روج آفا الرابع للفن التشكيلي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في 20 أيار/مايو، وذلك بمشاركة العديد من الفنانين/ات التشكيلين من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا بلوحاتهم المتنوعة، تحت شعار "معاً لنجعل الفن ربيع القلوب".

ينقسم الملتقى إلى محورين الأول في مدينة كوباني سيرسم خلالها 20 فناناً وفنانة لوحاتهم في غضون سبع أيام، وذلك تحضيراً لعرض تلك اللوحات في معرض الفن التشكيلي والذي سنطلق في 28 أيار/مايو الجاري في مدينة قامشلو.

وكانت قد أطلقت النسخة الأولى من الملتقى في مدينة كوباني عام 2017، ويساهم الفنانون/ات المشاركين في إيصال صوت المجتمع والمرأة.

وعن أهمية الملتقى في المنطقة تقول نائبة هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا روناهي حسن "فتحنا أبواب ملتقانا الرابع للفن التشكيلي تحت عنوان "معاً لنجعل الفن ربيع القلوب" في مدينة كوباني، القسم الأول من الملتقى سيكون في كوباني وعلى شكل ورشة عمل للفنانين المشاركين، ومن ثم سننتقل لإقامة المعرض الفن التشكيلي السنوي في قامشلو لعرض لوحات الفانين المشاركين على مستوى شمال وشرق سوريا".

وحول الهدف الرئيسي من إقامة الملتقى تقول "هدفنا من إقامة الملتقى مشاركة كافة المناطق روج آفا في الفعاليات والنشاطات الفنية التي تقوم بها هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى تنمية مواهب الفن والارتقاء بمستوى الفن التشكيلي ومنح الأهمية لمختلف الفنون".

وأضافت "الفن عبارة عن رسالة تظهر الحقائق للمجتمع، فالفنانين في شمال وشرق سوريا وخاصة الفنانات منهم، فهم يسعون لإظهار حقيقة ثورة المرأة وإيصال صوت المجتمع، كما أنه يعد منفساً للتعبير عما يخالجهم".

وعن أهمية مشاركة الفنانات في هذا الملتقى تقول "لمشاركة المرأة أهمية كبيرة في الملتقى لأنهن أثبتن قدراتهن وقوة إراداتهن من خلال ثورة المرأة، فسابقاً لم يكن باستطاعتهن المشاركة في هكذا فعاليات وتنمية مواهبهن، فاليوم هناك العديد من الفنانات والشاعرات والمثقفات في شمال وشرق سوريا والفضل في ذلك يعود إلى ثورة روج آفا"، مشيرةً إلى أنه هناك 7 فنانات مشاركات في ملتقى الفن التشكيلي.

 

"لوحاتي تحاكي معاناة النساء ضمن المجتمع"

من جانبها قالت الفنانة نارين عبدي (26) من مدينة كوباني عن مشاركتها وموهبتها "كنت أحب الرسم والفن التشكيلي منذ أن كنت صغيرة في السن، ولكن منذ 6 أعوام فقط بدأت العمل على تطوير وتنمية موهبتي بشكل جيد، وفي هذا العام شاركت في ملتقى الفن التشكيلي الرابع للمرة الثانية، بمشاركتي السابقة اكتسبت خبرة وتجربة أكثر وأنا على أمل بأن تكون هذه التجربة أيضاً خطوة لتطوير وتقديم موهبتي من أجل المشاركة بمثل هذه النشاطات والفعاليات".

وعن الموضوع الذي تركز عليه في رسم لوحتها التي تشارك بها في الملتقى تقول "لوحتي التي أطلقت عليها اسم "الاكتفاء بالذات" تتحدث عن دور المرأة ضمن المجتمع وعن القدرات التي تمتلكها لقيادة وتنظيم المجتمع"، مشيرةً إلى أنها كفنانة ترغب في رسم مجموعة من اللوحات تعبر عن المرأة وقضاياها ودورها في المجتمع "أسعى من خلال لوحاتي تسليط الضوء على ما تعيشه النساء وتتعرضن له من قبل الذهنية الأبوية الذكورية، والمأساة والمعاناة التي تعشنها في ظل العبودية، لذا أعمل على إظهار حقيقة وهوية المرأة للمجتمع وأنهن قادرات على أن تشاركن في كافة مجالات الحياة".

 

"بهذا الملتقى سيتم تبادل الخبرات والأفكار"

وعن مشاركتها قالت الفنانة التشكيلية أمل العطار من مدينة الرقة "دخلت مجال الفن التشكيلي منذ ما يقارب الـ 15 عاماً، لقد تتلمذت على أيادي فنانين كبار في مدينة الرقة، وبذلك استمريت بتنمية موهبتي، اعتبر مشاركتي بملتقى الفن التشكيلي بمدينة كوباني مدينة المقاومة لها معنى وأهمية خاصة، لوقوفي إلى جانب فنانين/ات كبار متمكنين في هذا المجال"، مضيفةً "يعتبر هذا الملتقى ورشة عمل للاستفادة من بعض الفنانين/ات الموجودين المتمكنين وأيضاً تبادل خبرات وتبادل أفكار في مجال الرسم والفن التشكيلي".

وحول طبيعية المواضيع التي شاركت في الملتقى توضح "كل فنان/ـة اختصوا بلون خاص بمدينتهم، عن مشاركتي وكوني من مدينة الرقة اخترت المرأة كموضوع للوحتي، لأنني أعشق رسم وجه المرأة لأعبر عن جميع الحالات التي أمر بها وأعيشها".

وأضافت "خلال رسم لوحاتي أركز على موضوع الزي الذي تريديه النساء فهن من تمثلن ثقافة كافة مناطق شمال وشرق سوريا، لذا رسمت في لوحاتي العديد من النساء بزي مختلف لكل منطقة، كوني أسلط الضوء على المرأة وأهمية دورها في المجتمع، من خلال لوحاتي سأكون أحد النساء اللواتي توصلن رسالة تنص على أن المرأة قادرة أن تكون سياسية وقيادية ومعلمة وصاحبة رسالة سلام في كل أنحاء العالم".

والجدير بالذكر أن ملتقى الفن التشكيلي الرابع الذي انطلق يوم السبت 20 أيار/مايو في مدينة كوباني التي تشهد مؤخراً نهضة لافتة في مجال الفن التشكيلي، سيستمر بمحوره الأول وورشة العمل حتى السادس والعشرين منه.