'لا لتكرار مجازر الساحل والسويداء في حيي الشيخ مقصود والأشرفية'
شهدت أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب تصعيداً خطيراً في وتيرة القصف والحصار، حيث تعرضت العديد من المناطق لهجمات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، ما فاقم من معاناة السكان المحاصرين، خاصة الأطفال والنساء.

مركز الأخبار ـ أدان كل من تجمع نساء زنوبيا ومبادرة الشعب ورابطة عفرين في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا الهجمات البربرية التي شنها جهاديي هيئة تحرير الشام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، مؤكدين أنها جريمة حرب تهدد حياة أكثر من 300 ألف مدني بينهم أطفال ونساء.
في وقتٍ يشتد فيه الخطر على حياة آلاف المدنيين في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، ويُحاصر الأطفال والنساء وسط القصف وانقطاع المواد الأساسية، أصدر تجمع نساء زنوبيا اليوم الثلاثاء السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بياناً أطلق من خلاله نداءً إنسانياً عاجلاً يناشد فيه العالم بالتحرك الفوري لإنقاذ الأرواح ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة "باسم العدالة والإنسانية وباسم الأمهات الثكالى والأطفال الأبرياء نوجه صرخة وجعنا إلى ضمير العالم".
وجاء في نص البيان "إننا في تجمع نساء زنوبيا نتابع وبقلق بالغ واستنكار شديد التطورات الخطيرة والمأساوية التي يشهدها حيّي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، حيث يتعرض المدنيون الآمنون لهجوم همجي بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، ويعيش عشرات الآلاف من المدنيين تحت حصار خانق وغير إنساني".
وأكد البيان أن ما تشهده هذه الأحياء اليوم هو جريمة حرب بكل المعايير وجريمة إنسانية مكتملة الأركان، حيث يعاني أكثر من 300 ألف مدني، بينهم نازحون من عفرين بحثوا عن الأمان، تحت نيران الدبابات والحصار الخانق، وانقطاع المواد المعيشية والطبية الأساسية.
وأدان البيان هذا الهجوم البربري والحصار اللاإنساني الذي يستهدف المدنيين العزل في مساكنهن، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لوقف هذه المجازر ورفع الحصار فوراً دون قيد أو شرط، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية "نحمّل الجهات التي تفرض الحصار وتشن الهجمات المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية والكارثة الإنسانية، ونؤكد أن الصمت العالمي على هذه الجرائم يمثل تواطؤاً غير مباشر مع القمع والانتهاك، كما أننا نذكر العالم أن جرائم الحرب لن تسقط بالتقادم، وأن المحاسبة آتية لا محالة".
وأكد تجمع نساء زنوبيا في بيانه على أنه "انطلاقاً من مبادئنا الوطنية والإنسانية، نعلن تضامننا الكامل مع أهلنا المحاصرين في الشيخ مقصود والأشرفية، ونؤكد أن نضالنا مستمر من أجل بناء وطن حر، آمن، تسوده العدالة، وتحترم فيه حقوق الإنسان دون تمييز".
تحذيرات من تكرار مجازر سابقة
أصدرت كل من مبادرة الشعب ورابطة عفرين في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا, بياناً مشتركاً، حذروا فيه من تكرار المجازر السابقة في الساحل والسويداء وجاء في نص البيان "نطالب المجتمع الدولي بالضغط على جميع الأطراف للالتزام بالحوار والتفاوض كسبيل وحيد لحل الخلافات، مع التأكيد على حق السكان في الدفاع عن أنفسهم وكرامتهم وفق القوانين والمواثيق الدولية"، محذراً من خطورة هذه الاعتداءات واحتمالية تكرار مجازر الساحل والسويداء في مدينة حلب، محملين الحكومة السورية المؤقتة كامل المسؤولية عن هذه الأعمال العدوانية وتداعياتها.
وأكد البيان أنه وفي الوقت الذي يتداول فيه الحديث عن الحوار الوطني والتكامل الديمقراطي، تعمل بعض الأطراف الداخلية والخارجية على تأجيج الصراع السوري الداخلي، بما يخدم أجنداتها ومصالحها الخاصة على حساب أمن واستقرار السوريين ووحدة بلادهم.
ودعا البيان القوى الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى ممارسة الضغط على السلطات في دمشق وجميع الأطراف المعنية، للالتزام باتفاقية العاشر من آذار، واعتماد لغة الحوار والتفاوض سبيلاً وحيداً لحل الخلافات "إننا كشعب نحيي صمود ومقاومة أبناء شعبنا في الشيخ مقصود والأشرفية في وجه الهجمات البربرية، ونؤكد على حقنا المشروع في الدفاع عن كرامتنا وحياتنا الحرة، وفق المبادئ الإنسانية".