مخاوف من انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد

يعيش آلاف المدنيين في السودان في رعب جراء النزاع الدائر والاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي يشكل خطراً على السلم الإقليمي، وفقاً لما أكده المفوض السامي لحقوق الإنسان.

مركز الأخبار ـ تسبب النزاع الدائر في السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بمقتل ونزوح آلاف المدنيين، إضافة إلى استخدام طرفي النزاع العنف الجنسي كسلاح في الحرب منتهكين بذلك كافة القوانين والمواثيق الدولية.
أفاد المفوض السامي لحقوق الإنسان أمس الجمعة الأول من أذار/مارس، أن الأزمة في السودان أصبحت مأساة حقيقية ومنسية على المستوى الدولي، مؤكداً أن تلك الأزمة يسودها طابع الاستهتار بالحياة البشرية وما يجري هناك كابوس حقيقي.
وأشار إلى أن طرفي النزاع في السودان "صنعا مناخاً من الرعب الشديد، مما أجبر الملايين من السكان على الفرار من منازلهم، موضحاً أن طرفي النزاع افلتا من العقاب في انتهاكات ارتكبوها والتي لم تحرز فيها محادثات السلام أي تقدم لأنهاء النزاع".
كما أكد المفوض الأممي أنه يجب على المجتمع الدولي أن يركز اهتمامه على النزاع الدائر منذ عدة أشهر قبل أن تنزلق السودان إلى المزيد من الفوضى، معرباً عن أسفه لغياب حوار فعال لإنهاء النزاع، كما حث الأطراف المتحاربة على العودة إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام ووقف القتال لتجنب وقوع المزيد من الضحايا.
وقال أن هناك آلاف المدنيين المحتجزين بشكل تعسفي في السودان، إضافة إلى مقتل 14 ألف و600 شخص على الأقل خلال النزاع، كما أصيب 26 ألف آخرون، والتي من المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية للضحايا أكثر من ذلك بكثير.
وأشار المفوض إلى أنه أضافة إلى القتال الدائر تم استخدام العنف الجنسي سلاحاً في الحرب، بما في ذلك الاغتصاب التي أصبحت سمة فارقة ومشينة للأزمة التي تشهدها السودان، مضيفاً أن هناك تقارير تفيد بتعبئة المدنيين للقتال والتي تزيد المخاوف من انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد.
وسيؤدي خروج 80% من المستشفيات خارج الخدمة لأمد طويل على قدرة المدنيين في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، إضافة إلى أن الحرمان من الوصول الآمن إلى الوكالات الإنسانية ترقى إلى مستوى جريمة حرب وفقاً للمسؤول الأممي.
وأضاف أن النزاع تسبب في أجبار ملايين الأشخاص للفرار داخل وخارج السودان، والتي ستنقلب رأساً على عقب وتهدد السلام والأمن والأوضاع الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة.
ومنذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان نزاع أدى إلى مقتل آلاف المدنيين ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد في كارثة إنسانية صعبة.