'مكان السجناء المرضى ليس السجن'

"لا أعتقد أنني سأخرج من هنا حية" بهذه الكلمات عبرت المسنة المعتقلة حنيفة أرسلان التي تعاني من مرض خطير عن حالتها الصحية داخل السجن المغلق بمدينة وان في شمال كردستان.

مدينة مامد أوغلو

وان ـ لا تزال الممارسات المهينة لكرامة الإنسان مستمرة داخل السجون التركية، والتي تطال حتى المسنين الذين يحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية على الرغم من أنهن تعانين الكثير من الأمراض وسط إهمال كبير داخل السجن وافتقارهم للعناية اللازمة.

لاتزال حنيفة أرسلان البالغة من العمر 76 عاماً والتي حُكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر في مدينة وان بتهمة "الانتماء لمنظمة"، تقبع داخل سجن وان المغلق منذ عام 2022 على الرغم من أنها تعاني من أمراض خطيرة من بينها مرض الانسداد الرئوي المزمن والسكري وارتفاع ضغط الدم، كما تم رفض طلب المراقبة الذي تقدم به المحامون في الأشهر الماضية، قائلين "قد تبقى في السجن" بالرغم من أنها تعاني من ضغوطات نفسية وصحية.

وبعد ارتفاع ضغط الدم لدى حنيفة أرسلان وإصابتها بالصداع كانت تضع رأسها تحت الماء البارد طوال الوقت وقال لها الأطباء داخل السجن "لا يمكننا الاعتناء بك طوال الوقت" وعلى الرغم من حالتها الصحية تعرضت لمضايقات لفظية من قبل حراس المشفى الذي ذهبت إليهم، كما أنها لم تحصل على الكرسي المتحرك الذي طلبه لأنها تعاني من صعوبة في المشي.

وحضرت حنيفة أرسلان، الاجتماعات متمسكة بالجدران، وكانت تُرسل في كثير من الأحيان إلى السجن دون فحصها في المشفى، وفقدت عروق حنيفة أرسلان المصابة بالسكري منذ 40 عاما مرونتها، كما أنها تعاني من خراجات في جسدها ولا تستطيع المشي بسبب مرضها وآلام في الركبة وصعوبة في النوم بسبب المشاكل والألم الذي تعيشه في بيئة السجن.

 

'لا أعتقد أنني سأخرج من هنا حية'

وقالت ريحان أورين التي ذهبت لرؤية والدتها حنيفة أرسلان أمس 22 نيسان/أبريل إن حالة والدتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأن والدتها انهارت جسدياً ونفسياً بسبب آلامها "كانت حالتها سيئة للغاية وفقدت الأمل من وضعها داخل السجن الأمر ليس جيداً على الإطلاق عندما التقيت بها قالت لي لا أستطيع الخروج من هنا حية".

ولفتت إلى أنها تريد أن تأخذ والدتها من السجن، فعلى الرغم من الأدوية التي تتناولها فهي ليست على ما يرام "دعونا ننسى صحتها، فهي الآن في حالة نفسية سيئة، ولا تستطيع تلبية احتياجاتها اليومية هناك، قالت لنا عدة مرات لا أعتقد أنني سأخرج من هنا حية، والدتي في السجن مطلبنا الوحيد هو إطلاق سراحها"، مؤكدةً أن مكان السجناء المرضى ليس السجن.

 

 ألم يروا جسدها مصاب بالجروح

وقيل لحنيفة أرسلان، التي شوهدت في مشفى مدينة وان للتدريب والأبحاث نتيجة الطلب الذي قدمته عائلتها ومحاموها في 26 يناير/كانون الثاني الماضي "مع الفحص الحالي، يُمنع الشخص من مواصلة تنفيذ عقوبته في السجن"، ووفقاً للمادة 16 من القانون رقم 5275 بشأن تنفيذ التدابير الجزائية والأمنية "تبين عدم وجود حالة عقلية أو جسدية تستوجب وقف تنفيذ العقوبة أو الحكم وقد تبقى داخل السجن".