مجلس المرأة السورية يعقد ملتقى حوراي على مستوى الجغرافيا السورية

أكدت المشاركات في ملتقى نساء العشائر، على سعيهن لتفعيل دور المرأة في المجتمع وإشراكها في كافة المجالات وعلى رأسها مراكز صنع القرار، والعمل على إيجاد حل للأزمة السورية التي لا تزال مستمرة منذ 12عاماً

الرقة ـ لتسليط الضوء على دور نساء العشائر في المجتمع وحل الأزمة السورية، عقد مجلس المرأة السورية ملتقى حواري نسوي تحت عنوان "دور المرأة المجتمعي في العشائر" على مستوى سوريا.

تميز ملتقى نساء العشائر الذي عقد اليوم الأربعاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر، وتضمن محورين رئيسيين، تناول الأول منه مفهوم العشيرة والقبيلة والعادات والتقاليد التي يتبعونها، ودور المرأة المجتمعي في العشائر؛ بمشاركة كبيرة من قبل النساء من جميع مكونات سوريا بأزيائهن الفلكلورية.

أما المحور الثاني فتطرق إلى دور المرأة بين الماضي والحاضر وكيفية تفعيل دور المرأة العشائرية في المنطقة، مشيراً إلى أنه كان للمرأة مكانة مرموقة في المجتمع وتسعى للمحافظة على دورها وإنجازاتها وثقافتها وحضارتها، حتى أن نساء العشائر كن تعلبن دوراً بارزاً في إدارة العشيرة في غياب شيخ العشيرة، إلا أنهن كن مقيدات بالعادات والتقاليد البالية منها زواج الحيار والبدل وتعدد الزوجات وغيرها من الحقوق المسلوبة.

وأكدت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بيريفان خالد في كلمة لها على أن "المرأة السورية عانت لسنوات طويلة من أشكال متعددة من العنف والاضطهاد والاستبداد من قبل الأنظمة الرأسمالية والسلطوية، ترأستها الذهنية الذكورية الحاكمة"، لافتةً إلى أن المرأة بنضالها ومقاومتها كسرت القيود ونفضت غبار العبودية والظلم عن نفسها "بعد الانجازات التي حققتها المرأة عبر ثورتها، باتت اليوم أكثر إصرار وإرادة لتنطلق بقضية تحرير المرأة لكافة أنحاء العالم".

أما هند الراكان التي ألقت كلمة باسم نساء العشائر فتطرقت إلى انطلاقة الثورة السورية التي تحولت فيما بعد إلى أزمة "بدأنا من نساء درعا اللواتي أنرن الطريق أمام نظيراتهن، لتمتد هذه الأزمة وتصل إلى نساء روج آفا لتشتعل خارطة الطريق وتعمل النساء على توحيد صفوفهن وقواهن ضد القمع والظلم والتهميش الممارس بحقهن".

وعلى هامش الملتقى قالت الإدارية في العلاقات الاجتماعية في مجلس المرأة السورية سهير سنوح "هدفنا من عقد الملتقى هو توحيد طاقات ونضال النساء على امتداد الجغرافيا السورية، حيث شهد مشاركة نساء من المناطق الداخلية إلى جانب مناطق شمال وشرق سوريا، في محاولة لدمج نساء العشائر في كافة المجالات، وإبراز دورها وتوعيتها بما يجري على الساحة السياسية وحل القضايا الاجتماعية المتعلقة بالمرأة والعشيرة لإحياء دورها مجدداً"، وطالبت جميع نساء سوريا بتوحيد صفوفهن وقواهن لخلق نظام ديمقراطي تعددي لامركزي، وإيجاد حل للأزمة السورية.

فيما قالت عضوة مكتب الشكاوى العامة في الإدارة المدنية الديمقراطية في الرقة وريفها بسمة إبراهيم وهي من المكون الشركسي "اجتماع النساء اليوم من كل مناطق سوريا شكل لوحة فسيفسائية ضمت كافة المكونات والقوميات، وهو دليل على أن صدى صوت نساء شمال وشرق سوريا وصل إلى كافة المناطق".

وحول مشاركتها في الملتقى قالت سارة عباس وهي من مدينة طرطوس، إن "مشروع الأمة الديمقراطية وثورة المرأة في شمال وشرق سوريا الذي بلغ صداه العالم أجمع منح المرأة مكانة قيمة وعمل على إشراكها في صنع القرار السياسي وتولي إدارة المنطقة"، مشددةً على "ضرورة مضي النساء قدماً بنضالهن والحصول على حريتهن وحقوقهن المسلوبة للتمكن من مواجهة كافة العراقيل والصعوبات التي تواجههن".

وحول واقع المرأة في شمال وشرق سوريا والمناطق الداخلية من سوريا توضح "هنالك اختلاف بين مناطق شمال وشرق سوريا والداخل السوري من حيث العادات والتقاليد والأعراف المتبعة، فالمرأة في شمال وشرق سوريا كانت تعاني في السابق كثيراً إثر القيود المفروضة عليها وحرمانها من حقوقها، بينما اليوم بإمكانها المشاركة في كافة المجالات ولعب دورها في النهوض بالبلاد، فيما لا تزال النساء في المناطق السورية الداخلية تسعين لتغيير واقعهن، ولكن معظم محاولاتهن كانت تبوء بالفشل، فعلى سبيل المثال ينص الدستور السوري على تواجد النساء بنسبة معينة تحت قبة البرلمان، ولكن إلى الآن لا وجود للمرأة في مراكز صنع القرار العليا، وإذ تواجدت فتكون بنسبة ضئيلة جداً".

وعن الأسباب الكامنة وراء تلبيتها دعوة مجلس المرأة السورية للمشاركة في الملتقى النسوي تقول "لقد لفت انتباهي إنجازات النساء في المنطقة، لذا أردت التعرف على واقعهن في شمال وشرق سوريا، لأتوصل إلى الاختلاف الكامن وما أهمية ثورة المرأة وما الإنجازات التي حققتها".

وكسابقاتها طالبت سارة عباس جميع نساء سوريا بتوحيد صفوفهن ومواقفهن لتصلن إلى مجتمع ديمقراطي حر يضمن حقوقهن ويكن لهن مكانة قيمة في المجتمع. 

واختتم الملتقى النسوي بالتشديد على ضرورة تسليط الضوء على ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا التي شكلت انطلاقة التحرر من الذهنية الأبوية السلطوية ونظام الدولة الذي كان يحكمهن، داعياً إلى العمل على تحسين استخدام قدرات المرأة وإمكانياتها لبناء حياة تشاركية ومجتمع ديمقراطي أخلاقي إيكولوجي، وأن تتخذ كل امرأة في العالم "Jin Jiyan Azadî" شعاراً لها خلال السير نحو الحرية.