محتجات: ما يحدث في السويداء جريمة إنسانية ونطالب بتحقيق العدالة الدولية
احتج العشرات من أبناء مدينة السويداء السورية في ساحة الكرامة، للمطالبة بفك الحصار المفروض على المدينة، داعين إلى تدخل دولي عاجل لفتح تحقيق مستقل في المجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين.

روشيل جونيور
السويداء ـ أكدت المشاركات في الاحتجاج على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات بحق المدنيين، وفتح تحقيق مستقل في المجازر المرتكبة "يجب فتح معابر إنسانية والسماح للإعلام والصليب الأحمر بالدخول لتوثيق الجرائم وانتشال الجثث".
خرج العشرات من إبناء مدينة السويداء السورية أمس الثلاثاء 12 آب/أغسطس إلى ساحة الكرامة بالتزامن مع احتجاجات في عدد من العواصم الأوروبية، بينها النرويج، ألمانيا، سويسرا، فرنسا، بلجيكا، السويد، للمطالبة بفك الحصار المفروض على السويداء منذ الثالث عشر من تموز/يوليو الفائت، ولفتح تحقيق في المجازر والانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين لا سيما النساء والأطفال.
وجاءت الاحتجاجات رداً على ما وصفته المشاركات بـ"الصمت الدولي المريب"، و"التواطؤ الإعلامي" في ظل استمرار الحصار الخانق الذي حول حياة الأهالي إلى مأساة يومية، وسط غياب أي تدخل إنساني أو تغطية صحفية مستقلة.
وروت إحدى النساء المشاركات في الاحتجاج والتي رفضت الكشف عن اسمها، تفاصيل مرعبة عن المجازر التي شهدتها المدينة قائلة "كنت على الحدود الغربية وكانوا يرسلون لي مقاطع عن عمليات القتل والمجازر، ما حدث لا يمكن وصفه"، مشيرةً إلى أنه من بين أحدث المجازر التي شاهدتها كان شاب في العشرين من عمره قد قتل بطريقة مروعة، إضافة إلى قتل طفلة والتمثيل بجثتها.
وأوضحت أنه تم ارتكاب إعدامات ميدانية بحق المدنيين "نحن وثقنا كل شيء لأنهم كانوا يذبحون النساء والمدنيين العزل ويصورون ذلك".
ووجهت نداءً إلى المجتمع الدولي "على المجتمع الدولي التدخل لإيقاف الانتهاكات التي ترتكب بحق الطائفة الدرزية، لأننا لم نعتدى على أحد بل كنا دائماً نستضيف الناس في بيوتنا وهم من غير طائفتنا، للأسف من استضفناهم غدروا بنا وقتلونا واستهدفوا الكوادر العلمية من أطباء ومهندسين وضباط، دخولهم إلى السويداء كان وكأنهم يحررونها من أهلها".
مطالب إنسانية عاجلة
من جهتها قالت ميرفت بو ترابي منسقة تجمع الشباب المدني، إن ما يحدث في السويداء تجاوز حدود الأزمة المحلية، ليصبح جريمة إنسانية موثقة بالصوت والصورة "نزلنا إلى المدارس والمشافي، ورأينا الكم الهائل من أهلنا الذين تشردوا والذين فقدوا أبناءهم والذين ضاعت حياتهم، الناس كانت آمنة في بيوتها وفجأة أصبحت بلا مأوى، بلا لباس، بلا طعام. لا غاز، لا مازوت، لا بنزين، والخبز والخضار والدواء أصبح تأمينه شبه مستحيل".
وناشدت جميع الدول لإيجاد حل نهائي والسماح بدخول الإعلام لتوثيق ما يحدث، لأن الإعلام السوري الرسمي يضلل الحقيقة ويبرر الجرائم التي شهدتها السويداء "نرفض دخول لجنة التحقيق التي شكلها الجولاني إلى السويداء ونطالب بلجنة دولية مستقلة للتحقيق".
السويداء رمز للتعايش
بدورها أكدت الناشطة المدنية رهام عواد، أن السويداء لم تكن يوماً ساحة للعنف، بل كانت رمزاً للتعايش "كنا نفتخر بأننا سوريون لكن اليوم نفتخر بأننا من بني معروف، الذين لا يعرفون القتل، نطالب بفتح معبر إنساني، وبالسماح للصحافة الأجنبية بالدخول لتوثيق الجرائم وبالتحقيق في الانتهاكات التي ارتُكبت داخل المشافي".
وقالت "هناك جثث حتى هذه اللحظة لم نستطع الوصول إليها، نطالب المجتمع الدولي بالتدخل والسماح للصليب الأحمر بالدخول إلى القرى المنكوبة لانتشال الجثث".