مهرجان سينمائي يسلط الضوء على قصص سبع رائدات يمنيات

رغم الدور الكبير الذي تلعبه النساء في اليمن لإحلال السلام، والعمل على حل النزاعات المجتمعية في مختلف المجالات، إلا أن أدوارهن بقت حبيسة الجدران ولم ترى النور كما يجب.

رانيا عبد الله

اليمن ـ تحت عنوان "مهرجان السلام وقصص نساء اليمن"، أقيم مهرجان سينمائي في مدينة تعز اليمنية أشاد بدور عدد من الرائدات اللواتي ساهمن في إحلال السلام وبناء المجتمع.

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، عملت العديد من النساء على إيصال المساعدات للأسر الأشد تضرراً من الحرب، وحل النزاعات المجتمعية التي كانت تظهر نتيجة الحرب، فكان لازماً على منظمات المجتمع المدني والوسائل الإعلامية اليمنية إبراز ما تقوم به النساء في هذه الظروف الصعبة.

ولأهمية إظهار دور المرأة في السلام، أقامت مؤسسة القافلة للتنمية أمس الثلاثاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر، مهرجان صالة لأفلام المرأة والسلام تحت عنوان "مهرجان السلام وقصص نساء اليمن"، استعرض خلاله قصص رائدات ساهمن في فض النزاعات وخدمة المجتمع في مدينة صالة شرقي تعز، كون النساء هناك أكثر الفئات المتضررة من النزاع القائم في المدينة، حيث تعشن على خطوط النار وفي أحياء متضررة تفتقر للخدمات الأساسية مثل المياه والخدمات الصحية والتعليم.

وسردت الأفلام تفاصيل نجاحات استثنائية لسبع نساء هن فتحية أحمد وابل، وجميلة الحميقاني، ونبيلة سيف، وكذلك شذى الجنيد، وصباح فرحان، وئام المقطري وفادية حسن.

وجاء المهرجان في إطار مشروع يهدف إلى تعزيز دور المرأة ومشاركتها في بناء السلام وتوعية أفراد المجتمع بأهمية دور المرأة ومساهماتها في هذا الشأن.

وأوضحت مديرة المشروع غزة يحيى "لهذا المهرجان أهمية بالغة، حيث أبرز نساء ناجحات وصانعات سلام لم تأخذ قصصهن الانتشار الأمثل والظهور المستحق بما يمجد أدوراهن المبهرة والنافعة للمجتمعات، كما أنه يعزز من قيمة المرأة في المجتمع ودورها في حل النزاعات".

وتطرقت للأدوار التي تلعبها المرأة في البلاد منها جهود الوساطة وحل النزاعات والإسهام في بناء السلام وإحلاله بين الناس، وحل الخلافات في ظل استمرار الحرب وتداعياتها المدمرة على المدنيين.

وقالت الناشطة المجتمعية مكية مجلي إن "مثل هذه المهرجانات تلعب دور كبير في تعريف ونشر الوعي حول دور المرأة في صناعة السلام، وتعمل على تشجيع المرأة لتكون مؤثرة في عملية السلام وتصل إلى مواقع صنع القرار"، مشيرةً إلى أن الأفلام كانت ذو قيمة وفائدة طرحت موضوع مهم جداً وهو أهمية انخراط المرأة ودورها المشرف في صناعة السلام.

من جهتها قالت الصحفية زبيدة الوجيه "شاهدنا قصص محفزة لنساء شاركن في صنع السلام ونتمنى أن يستمر دور المرأة في عملية بناء السلام خاصةً في مديرية صالة، كونها تقع في منطقة خط نار وتماس، كما أنها مغيبة تماماً عن الساحة اليمنية، لذا نتمنى تشجيع النساء وإبراز دورهن كصانعات قرار في المجتمع".

وقد عكس المهرجان دور المرأة التي أحدثت تغيير مجتمعي حول السلام "كانت الأفلام محفزة لأغلب النساء المتواجدات حيث قلن أنهن تأثرن بتلك القصص، وهي نقطة إيجابية لتكثيف العمل على عملية السلام في المجتمع اليمني"، كما أوضحت مسك محمد إحدى المشاركات في المهرجان.

وفي ختام المهرجان تم تكريم النساء الفاعلات واللواتي تم عرض قصصهن في المهرجان، ويأتي مهرجان صالة في إطار مشروع يهدف إلى تعزيز مشاركة النساء في بناء السلام، إضافةً إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية الأدوار الإيجابية للنساء ومساهماتهن في هذا الشأن.