مهرجان "جسد"… النساء السينوغرافيات تستعرضن الصعوبات التي تواجههن

أكدت نساء تعملن في مجال السينوغرافيا أنهن تواجهن عدة صعوبات وتحديات، كمتخصصات في الديكور والملابس والإضاءة، حيث يبقى عملهن في الخلف ولا يحظى بالتقدير اللازم.

رجاء خيرات

المغرب ـ أجمعت السينوغرافيات المشاركات خلال الندوة التي نظمت على هامش المهرجان الدولي للنساء المخرجات "جسد" بالرباط، على أن مجال السينوغرافيا الذي كانت بعض جوانبه (ديكور، إنارة، صوت...) حكراً على الرجال، في وقت كانت فيه النساء تتخصصن في الملابس فقط، أصبح مجالاً مفتوحاً أمامهن، بل إنهن استطعن أن تبرزن قدراتهن وتطورن أساليب عملهن.

أسدل الستار عن الدورة الثانية من مهرجان "جسد" الدولي للنساء المخرجات، أمس الاثنين 29 كانون الثاني/يناير، بعد خمسة أيام من برنامج متنوع من الفقرات، حيث تابع الجمهور تسع عروض مسرحية لمخرجات من المغرب، تونس، مصر، ألمانيا، إيطاليا، الكاميرون، فرنسا، إسبانيا واليونان، كما نظمت ندوتان واحدة حول الصعوبات التي تواجهها النساء المخرجات، وأخرى عن النساء اللواتي تعملن في مجال السينوغرافيا.

وقالت أستاذة السينوغرافيا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أوليانا بريدوت، إن النساء هن أكثر التزاماً وانخراطاً في العمل السينوغرافي، لأنهن تلجنه بشغف، خاصة مجال الملابس، كما تبدين استعداداً للتعلم والالتزام في إتمام العمل بالشكل المطلوب.

وأكدت أنه بالرغم مما تتوفر عليه العاملات في مجال السينوغرافيا، حيث هن متواجدات في الفضاء المسرحي،  إلا أنهن تواجهن الكثير من الصعوبات والتحديات، حيث يتعين عليهن التواجد في ورشات العمل في كل الأوقات، حتى ساعات متأخرة من الليل أحياناً، لافتةً إلى أن المرأة السينوغرافية استطاعت أن تبرز إمكاناتها ولمستها الإبداعية من خلال تقديم أعمال جيدة.

وأضافت أنها طيلة استقرارها بالمغرب قادمة من رومانيا، لم تواجه تمييزاً بحكم أنها سينوغرافية امرأة، لكن واجهتها مسألة عدم الكفاءة لدى بعض العاملين في الميدان.

 

 

بدورها أشارت السينوغرافية رفيقة بن ميمون، أن العمل مع مخرجات هو أكثر متعة مقارنة بالمخرجين بالنسبة لامرأة تعمل في السينوغرافيا حيث المرأة تستطيع تطوير بعض الأفكار والتفاهم حول بعض الحساسيات المشتركة، كما أن العمل مع المخرجة يمنح المرأة السينوغرافية مساحة أكبر لطرح الأفكار وتحقيقها، كما أن النقاشات معهن تكون غنية، لأنهن أكثر تفهماً وإنصاتاً للصوت الآخر.

وأشارت إلى أنها سبق وتعاملت مع مخرجين موهوبين، لكنها كانت دائماً تشعر أن الأفكار والمقترحات التي تطرحها غير مفهومة، وهو ما كان يشعرها بالإحباط، خاصة حين يطلب منها المخرج أن تنفذ كل ما يطرحه من أفكار دون أن يترك لها مساحة للإبداع ولوضع لمستها كسينوغرافية، الأمر الذي لم يكن يحصل أثناء العمل مع المخرجة.

ولفتت إلى أنها كانت تشعر دائماً بالانزعاج في التعامل مع بعض المخرجين الذين يدّعون أنهم يعرفون كل شيء ويتدخلون في أدق التفاصيل دون أن يمنحوها حرية تصميم ما تراه هي مناسباً للعرض، موضحةً أن عمل السينوغرافيا لا ينبغي الاستهانة به لأنه عمل ضروري خلال العرض المسرحي، لكن يجب على المخرج أن يترك هامشاً من الحرية للسينوغراف حتى يقدم أفضل ما لديه.

 

 

من جهتها ذكرت نورا إسماعيل، وهي سينوغرافية من أصل يمني مقيمة في المغرب، أن النساء في البداية كن تتوجهن أكثر نحو الملابس، لكن مع مرور الوقت أصبحن تقتحمن مجالات سينوغرافية أخرى كالديكور والإنارة وغيرها، وبالنسبة لها فقد وجدت ضالتها في الملابس أكثر، واتجهت نحو تطوير معارفها ومهاراتها في المجال، حيث أصبحت تحصد العديد من الجوائز في عدة أعمال شاركت فيها بتصميم الملابس.

وعن علاقتها بهذا الميدان، أكدت أنها ولجت عالم السينوغرافيا من باب الشغف بالرسم وتاريخ الملابس، خاصة وأنها نشأت في أسرة مثقفة تهتم بالأدب والفنون، وهو ما مكنها من الاطلاع على المدارس الفنية المتعددة، لافتةً إلى أن العاملين في السينوغرافيا، نساءً ورجالاً، لا يحصلون على الأجور التي يستحقونها، رغم أن هناك نظام محدد للأجور، إلا أن المنتجين لا يحترمونها.

 

 

وقالت السينوغرافية المغربية سارة الرغاي، إنه في بداية عملها كان يطلب منها أن تتكلف بالملابس فقط، لأن هناك المتخصص في الديكور والإنارة وكل هذا الطاقم الذي يهيئ الفضاء المسرحي هم رجال، وهذا ربما كان يشعرها بالإحباط، لأنها كانت ترغب في اقتحام كل هذه المجالات، لكن فيما بعد أصبحت تدخل ورشة العمل السينوغرافية وتقطع الخشب وتضبط كل التفاصيل التي يتطلبها العرض المسرحي تماماً كما يفعل الرجال.

وعن قدرتها على إدارة فريق العمل الذي يعمل تحت إشرافها، قالت إن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، حيث كان صعباً فرض أسلوبها على رجال، خاصة عندما يكونون أكبر سناً منها، لكن مع مرور الوقت استطاعت أن تتجاوز هذه المشاكل وتجعل العمل سلساً.

وأكدت أنها تفضل العمل مع مخرجين جدد حتى تكتشف طرق وأساليب جديدة في العمل، وأنها تفضل أن تكون منفتحة على مختلف الحساسيات الموجودة، لأنها تؤمن بأن لكل شخص طريقته ولمسته الخاصة، وأن المبدعين والفنانين لا يشبهون بعضهم البعض.