مهرجان فيلم المرأة يسلط الضوء على قضية العائدين من تيندوف

تتواصل فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في دورته السادسة عشرة، لليوم الثالث على التوالي بمشاركة نحو 30 فيلماً من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وتستمر إلى غاية السبت 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

رجاء خيرات

المغرب ـ تخوض المخرجة المغربية زينب شفشاوني ثالث تجربة لها في الفيلم الوثائقي، حيث تشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فيلم المرأة الدولي بسلا، بفيلمها "حتى أنا عائد"، الذي يسلط الضوء على حياة العائدين من مخيمات تيندوف.

بعد فيلمها الوثائقي الأول "المواليع" الذي عرض على قناة الجزيرة الوثائقية وفيلمها الثاني "7447" الذي يسلط الضوء على الأحداث التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في السابع من نيسان/أبريل عام 1947، والمجزرة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق سكان المدينة، تعود المخرجة زينب شفشاوني إلى الساحة بفيلمها الثالث "حتى أنا عائد" الذي تدور أحداثه حول قصص إنسانية تجمع امرأة وثلاث مواطنين عائدين من مخيمات تيندوف في الجزائر، بعد أن تلقوا تدريبهم في بلدان شيوعية مثل كوبا وإسبانيا، ليعودوا حاملين شهادات مهنية وتقنية في مجال الميكانيك محاولين الاندماج واستئناف حياتهم على أرضهم.

وذكرت المخرجة المغربية زينب شفشاوني خلال الندوة الصحفية التي نظمت أمس الأربعاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر، على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، أن فكرة الذاكرة الجماعية تتملكها وهي بذلك تحاول أن تنجز أفلاماً حول هذه التيمة، حيث لا زال في جعبتها الكثير من المشاريع السينمائية التي تنتظر دورها للخروج إلى الوجود.

وأوضحت أنه أثناء تنقلها إلى مدينة السمارة جنوب المغرب من أجل تصوير فيلمها "حتى أنا عائد"، واجهت العديد من الصعوبات التقنية التي حرفت بعض تفاصيل الفيلم عن مجراها الرئيسي بعدما كانت ملزمة بإتمام التصوير، حيث أن بطل الفيلم الذي كان يفترض أن يلعب الدور تراجع في آخر لحظة ممتنعاً عن تنفيذ الاتفاق، مما جعلها تتعرف على أشخاص آخرين كانوا يذهبون إليها بعد أن يتعرفوا على أسباب تواجدها هناك ويخبرونها بالقول "حتى أنا عائد" أي "أنا أيضاً واحد من العائدين من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن"، وهو ما استوحت منه عنوان فيلمها.

وعن اختيارها الفيلم الوثائقي كوسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية التي تثير اهتمامها، قالت "اخترت الفيلم الوثائقي لأنه الأقرب إلي، لكونه يتيح لي سرد قصص إنسانية مفعمة بالمشاعر الصادقة دون زيف أو تحريف التي أود تقاسمها مع الجمهور، في حين أن الفيلم الروائي الطويل يمكن للممثل أن يبرز مشاعر ليست حقيقية لكنه يتقمصها".

ولفتت إلى أن موضوع "العائدين من مخيمات تيندوف" هو من اختارها، حيث أن داخل كل عائلة مغربية يوجد جندي شارك في حرب الرمال في الصحراء الغربية، مشيرةً إلى أن عمها كان جندياً بدوره وشارك في الحرب، وعندما عُرضت فكرة الفيلم عليها لم تتردد لحظة واحدة في إنجازه، كما أن المناطق الصحراوية مليئة بالقصص الإنسانية التي تعد جديرة بالحكي، منوهةً إلى أنها حاولت أن تنقل هذه القصص.

وحول المشاريع السينمائية التي تحلم بإنجازها، قالت إنها ترغب في إكمال شريط عن علاقتها بأفراد أسرتها، حيث يعد الفيلم الأصعب بالنسبة لأي مخرج أو مخرجة، لأنه يجب أن يدركوا الحد الفاصل بين ما يمكن سرده وما يمكن التغاضي عنه، بعيداً عن خدش مشاعر الآخرين.

وعن الأسباب الكامنة وراء نجاح الفيلم الوثائقي، أوضحت أنه لا توجد قاعدة تحدد كيف ينجح المخرج/ـة في إنجاح فيلم وثائقي، يكفي أن يكون مسلحاً بفكرة قوية أو قضية مطروحة مع كل ما يصاحب تنفيذها من وسائل تقنية وأدوات سينمائية يمكن أن تشد الجمهور، وتترجم بصدق ما يريد المخرج/ـة أن يمرره/ها ويتقاسمه/ها مع الآخرين.

وأكدت زينب الشفشاوني أن المغرب عرف طفرة قوية في مجال السينما النسائية سواء كموضوع أو من خلال نساء مبدعات استطعن أن تبلورن أفكارهن وتتركن بصمتهن في كافة الأعمال التي أخرجنها، وخير دليل على ذلك الجوائز التي تنلنها في جميع المهرجانات والمحافل السينمائية سواء داخل المغرب أو خارجه.

وأوضحت أن النساء المغربيات بشكل عام برزن في كل المجالات وتفوقن، وفي مجال الفن السابع فإنهن تتميزن بالحس المرهف والاهتمام بأدق التفاصيل والإخلاص والصدق في العمل وهو ما منحهن هذا التميز، كما أكدت أن القضية النسائية وتحرر النساء والمساواة مواضيع أخرى تشغلها وتتمنى أن تنجز أفلاماً تتناول هذه القضايا مستقبلاً.

وتتواصل فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في دورته السادسة عشر، لليوم الثالث على التوالي بمشاركة نحو 30 فيلماً من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وتستمر إلى غاية السبت القادم الذي يصادف 18 تشرين الثاني/نوفمبر، وسيشهد عرض ثلاثة أفلام مكسيكية إضافة إلى تنظيم لقاء حول السينما المكسيكية المعاصرة يناقش دور المرأة فيها، كما يناقش دور السينما في دعم حقوق المرأة وتحقيق التوازن والمساواة بين الجنسين.

ويتنافس على مسابقة الأفلام الروائية الطويلة كل من فيلم "مطلقات الدار البيضاء"، "ليلة خضراء"، "رقصة فانسي"، وBlack Bird""، "باولا"، "التراكب"، "ستة أسابيع"، "لينور لن يموت أبدا"، "الحب والرياضيات"، "أماندا".

أما مسابقة الفيلم الوثائقي فتشهد مشاركة 5 أفلام، وهي "كوروموسو ـ  الأخت الكبرى"، "الجنة، الجنة الأصلية، "سبعة فصول شتاء في طهران"، "الأخوات باثان"، "حتى أنا عائد".

وتتنافس على جائزة الجمهور الشبابي 5 أفلام روائية مغربية طويلة هي "ضاضوس"، "قرعة دمريكان"، "سيكا"، "الشطاح" و"كازا أوفردوز"، بينما تضم قائمة الأفلام القصيرة "نجمة مارس"، و"أم المهرج"، و"خيانة" و"يا مرايا"، و"خلود"، "تنين وسبعين" و"موارد بشرية".