مهرجان العطور... رغم الحرب والقتل نساء السودان تعطرن الأجواء
رغم الوضع الاقتصادي والسياسي الحساس في السودان التي نزح منها الملايين، وتعاني من أوضاع إنسانية كارثية، عملت النازحات في المناطق الآمنة على إطلاق مهرجان العطور والبخور التقليدية.
ميساء القاضي
السودان ـ لمساعدة النازحات من المناطق التي تشهد نزاعاً منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي أودى بحياة الآلاف ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد، والترويح عنهن وتسويق منتجاتهن، شاركت العديد من النساء في مهرجان العطور.
نظمت نساء مدينة كريمة بشمال السودان مهرجاناً للعطور والبخور، بمشاركة نازحات من المدن التي تشهد نزاعاً منذ أشهر، المهتمات بتصنيع العطور التي تميزت بها المرأة السودانية منذ القدم.
منذ الأزل اهتمت المرأة السودانية بالعطور والبخور المحلية الصنع، وتعتبر العطور والبخور من المنتجات المهمة بالنسبة لنساء السودان، لما لها من قيمة جمالية واجتماعية كبيرة، إذ يشكل البخور بأنواعه عنصراً أساسياً في كل بيت سوداني حيث يستخدم في تعطير الجسد والملابس، ويشكل رش العطور طقساً مهماً في كل المناسبات فهي جزء من ثقافة المجتمع.
وللعطور دور في التنمية الاقتصادية إذ تمثل العطور التقليدية والبخور مصدر دخل مهم ومجال عمل مربح للكثير من النساء اللواتي برعن فيها، وأدخل الجيل الجديد الكثير من التحديثات على العطور التقليدية فمزجن الحديث بالقديم وصنعن الكثير من العطور التي لاقت رواجاً كبيراً.
وأوضحت صاحبة فكرة تنظيم مهرجان العطور سوسن ناجي أن الفكرة ولدت لديها حينما كانت تزور مراكز إيواء النازحين في مدينة كريمة أثناء سعيها لجمع الأغطية وتوزيعها على الأطفال في تلك المراكز، حيث وجدت مجموعة من النساء البارعات في صنع العطور التقليدية والبخور، فطرحت عليهن فكرة إطلاق مهرجان وتقوم هي بتمويلهن لعرض منتجاتهن، مشيرةً إلى أن ما تم جمعه من بيع المنتجات سيتم شراء مستلزمات الأطفال النازحين بها وتوزيعها عليهم.
وأشارت رانيا الزبير وهي إحدى النازحات من المدن التي تشهد نزاعاً، وشاركت في المهرجان لأول مرة وهي إحدى المُنتجات للعطور والبخور "لم استسلم لظروف الحرب والنزوح، فسابقاً كنت أعمل على صنع العطور والبخور التقليدية، لذا بعد نزوحنا استمريت في صنعها، وقد شاركت في هذا المهرجان في محاولة للخروج من الأزمة النفسية، ومساعدة عائلتي في تأمين القوت اليومي"، مضيفةً "في الزاوية التي شاركت بها هناك ستة أنواع من البخور بالإضافة إلى العطور المختلفة والدلكة السودانية".
من جانبها قالت فاطمة عطا التي بدأت بالعمل على صناعة العطور منذ عام تقريباً هناك إقبال جيد على المنتجات التي شاركت بها في المهرجان "بالرغم من أنني جديدة على المهنة إلا أن العطورات التي أصنعها لاقت رواجاً جيداً فأنا أقوم بشحنها إلى خارج البلاد كالسعودية والإمارات".
وأضافت أن بداية عملها كانت بصناعة البخور، وبعد أن ذاع صيتها في المنطقة وأصبحت تتوالى الطلبيات عملت على توسيع عملها فعملت على صناعة العطور إلى جانب البخور.