مهجرات عفرين والشهباء: المرتزقة ترتكب المجازر بحق السكان
عبرت النساء المهجرات قسراً من الشهباء وتل رفعت وعفرين إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، عن معاناتهن ومأساتهن في ظل شن مرتزقة الاحتلال التركي هجماتها على مناطقهن.
نورشان عبدي
كوباني ـ شنت مرتزقة الاحتلال التركي ما تسمى بـ "هيئة تحرير الشام" في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هجماتها على مدينة حلب وتمت السيطرة عليها ومن ثم توسعت الهجمات لتصل إلى مقاطعة الشهباء وتل رفعت نتيجة لذلك هجر الأهالي قسراً من منازلهم خوفاً من الانتهاكات واعتداءات المرتزقة خاصة على النساء.
توافدت قوافل الأهالي المهجرين من مدينة الشهباء وتل رفعت وعفرين وريف حلب إلى مناطق مختلفة تابعة للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا باحثين عن الأمان والاستقرار في ظل الهجوم الوحشي الذي تشنه مرتزقة الاحتلال التركي على تلك المناطق، وتم استقبالهم في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا ومن ضمنها مقاطعة الفرات.
"بإرادة قواتنا سنحرر عفرين"
قالت المهجرة من عفرين آلماز حسو إن "احتلال عفرين غصة كبيرة بالنسبة لنا، هذه المرة الثالثة التي نهجر من منازلنا، ففي المرة الأولى كانت منذ بداية الأزمة السورية نزحنا من مدينة حلب وعدنا إلى مسقط رأسنا عفرين عانينا حينها ولكن لأننا عدنا إلى مدينتنا عفرين وعشنا بين أهلنا لم نتألم كثيراً، وفي المرة الثانية عندما هاجمت المرتزقة عفرين وأجبرنا على الخروج منها كأنهم أشعلوا النيران في قلوبنا".
واستذكرت لحظات خروجهم من عفرين "كانت أيام صعبة جداً نعيشها تحت القذائف والمدافع وأصوات الطائرات الحربية، تركنا مدينتنا ونزحنا إلى الشهباء، وعندما وصلنا إلى جبل الأحلام نظرت خلفي إلى عفرين والدمع يملئ عيني، وبالرغم من كل هذه المصاعب والمأساة كان لكل مواطن أو مواطنة أو طفل من عفرين أمل كبير بأنه سيأتي يوم ونعود مجدداً إلى مدينتنا محررة".
وأضافت "بخروجنا من عفرين لم يتوقف نضالنا ومقاومتنا فمنذ 7 أعوام ونحن نناضل ونقاوم في الشهباء في سبيل تحرير مدينتنا من المرتزقة، وكنا نتحمل كافة المصاعب من حصار وحرمان فقط من أجل العودة"، مشيرةً إلى أنه "كشعب كردي أملنا بقواتنا كبيرة وبفكر قائدنا الذي يقاوم منذ أعوام في إمرالي وبإرادتنا سنحرر عفرين ولو بعد مئة عام، وحينها سنثبت للعالم والدول بأن قوتنا ونضالنا أقوى من صمتهم".
"لن ينجحوا في قتل أملنا بالعودة"
وعن الانتهاكات التي تمارسها المرتزقة على أهالي عفرين والشهباء، قالت المهجرة أمينة محمد "عندما احتلت الدولة التركية ومرتزقتها مدينتنا عفرين أجبرنا على الخروج منها إلى مدينة تل رفعت خوفاً من ممارساتهم غير الإنسانية وغير الأخلاقية بحق الأهالي، كانت هذه المرة الأولى التي ننزح فيها وضعنا كان جيداً لسبعة أعوام بالرغم من اعتداءاتهم المستمرة عليها، إلا أننا كنا نقاوم من أجل أن نعيش بالقرب من مدينتنا".
وأضافت "قبل أيام هاجمت المرتزقة تل رفعت ونحن نعلم بأنها إذ تمكنت من احتلال تل رفعت سترتكب المجازر بحقنا كما فعلت في عفرين وخاصة بحق النساء، لذلك أجبر الأهالي على النزوح. سعمنا بأن المرتزقة قتلت وعذبت ما تبقى من الأهالي الذين لم يستطيعوا الخروج، واعتقلت بعضاً من القوات التي كانت تعمل على إخراج وحماية الأهالي من انتهاكاتهم".
ولفتت إلى أنه "كان الطريق إلى مدينة الطبقة صعب جداً بقينا لمدة يومين في العراء مع أطفالنا وسط البرد القارس، وعندما وصلنا الطبقة بقينا ليلة واحدة في مراكز الإيواء التي جهزتها الإدارة الذاتية، ومن ثم قررنا المجيئ إلى مدينة كوباني وقدموا لنا المساعدة".
وعن كيفية خروجهم من تل رفعت، قالت المهجرة أمينة محمد "عندما خرجنا كانت قواتنا ترافقنا من أجل حمايتنا وكانت المرتزقة تقف بجانب الطريق ويسخرون منا ويستهزؤون بنا ويقومون بتصويرنا".