مفتاح حل الأزمة بيد المرأة السورية

بحضور 250 مندوبة من داخل سوريا وخارجها عبر تقنية الزوم عقد المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية في صالة الجزيرة بمدينة حلب.

فيدان عبد الله 
حلب ـ
أكدت النساء المشاركات في مؤتمر مجلس المرأة السورية أنه في ظل ما تمر به البلاد من صراعات وظروف صعبة على إصرارهن على عقد هذا المؤتمر والمشاركة في إيجاد حل للأزمة السورية.
تنوع الحضور في المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية الذي عقد في الـ 20 من أيار/مايو الجاري، بمشاركة نساء من مختلف المكونات والشرائح، وعلى هامش المؤتمر التقت وكالتنا مع نساء من عدة مدن سورية، حيث قالت نسرين علي من مدينة طرطوس أنها سعيدة بمشاركتها ووجودها كضيفة في المؤتمر الثاني للمجلس، وخلال جلسات المؤتمر وضعت خطط عمل مهمة وشاملة للأوضاع السياسية والوضع الاجتماعي للمرأة السورية بشكلٍ عام.
وأردفت إلى أنه من خلال مشاركة النساء بآرائهن في النقاشات تبين أن هناك عدة قيود تمنع المرأة من المشاركة بالمؤامرات، والعديد من الجهات تتعمد ذلك عن سبق إصرار وتصميم كونهم يدركون أن وجود ودور المرأة الفاعل يشكل تهديداً لمكانتهم القيادية وأنها ستنافسهم على مناصب صنع القرار في البلاد.
وترى نسرين علي أن هذه الأفكار خاطئة وتعرقل مهمة وضع حل جذري للأزمة السورية، حيث أن الكثير من النساء السوريات وصلن لمراكز ومناصب مهمة، والمرأة السورية ليست قادرة على إيجاد الحل فحسب إنما هي مفتاح الحل للأزمة والصراع السوري.
ولفتت إلى أن تنوع النسيج من مختلف المكونات ومختلف المدن السورية رغماً عن جميع الظروف والعوائق التي تعرضن لها وصعوبة التنقل، أثبتن أن "المرأة السورية قادرة على مواجهة الصعاب لتحقق الأهداف التي نعمل عليها لإعادة بناء المجتمع السوري".

 


بدورها قالت المهندسة رباب ميرزاج من العاصمة السورية دمشق إن "الحضور الكبير للفئة الشابة أكثر ما لفت انتباهي في المؤتمر، حيث أن تعزيز حضور هذه الفئة وتقويتها يعتبر أمل للمرأة السورية".
وعن أوضاع المرأة في دمشق قالت إن هناك تراجع كبير في دور المرأة السورية والأصولية تتفشى والثقافة الدينية الخاطئة تعزل المرأة وتجعلها في وضعٍ مخيف ومزري.
ولفتت إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا وتجعل من المرأة في تلك المناطق سلعة بيد الذهنية الذكورية والسلطوية، وهناك استغلال كبير للمرأة جسدياً ونفسياً وعاطفياً، وأن الوضع السياسي يؤثر بشكلٍ مباشر على المرأة سلباً.
وأكدت رباب ميرزاج أن المؤتمر يعتبر أمل لسوريا المستقبل، متمنيةً أن يكون هناك إمكانية أن يعقد مثل هذه المؤتمرات في جميع المدن السورية بهدف التوعية ومحاربة الاستغلال والعنف الذي يمارس على المرأة السورية.

 


ومن مدينة حماة قالت نجاح حنا أن تنظيم مؤتمر نسائي بهذا الحشد والتنوع وسط الأزمة السورية، يعتبر عملاً جباراً، وحضور النساء من شمال البلاد إلى جنوبها يجعله أكثر قوة وأهمية، لافتةً إلى أنه "من المهم جداً أن تحرر المرأة نفسها أولاً لتستطيع أن تحرر المجتمع من الذهنية الرجعية، والأمر يحتاج لسنوات مع الاستمرارية والإصرار".
وأكدت أنها لمست نتائج على أرض الواقع حتى وإن كانت بسيطة إلا أنها ذات أهمية كبيرة وإيجابية وهي بداية موفقة، وأنه على المرأة الكفاح والنضال أكثر لإثبات ذاتها ووجودها خاصة في حضورها المؤتمرات والاجتماعات التي تعقد من أجل إيجاد حل للأزمة السورية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

 


من جانبها ذكرت وهيبة واراد من مدينة درعا أن شرارة الثورة انطلقت من مدينتها بطرق ووسائل سلمية تمثلت بالتظاهرات السلمية التي طالب من خلالها المشاركون/ات بحقوقهم المشروعة إلا أن بعض الأطراف الداخلية والخارجية تسببوا في تحريف هذه الثورة الشعبية لتصبح أزمة حقيقية تخدم مصالهم الشخصية.
وأكدت أنه من الضرورة أن تتحلى المرأة السورية بالمزيد من القوة والإرادة والعزيمة في سبيل تخليص بلادها من التدخلات الخارجية وتعميم الأمان والسلام ولعب دورها الريادي.