"المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي"... تطوير الفن الشعبي وإيصاله للعالمية
لأول مرة في روج آفا، أحد مواطن الفن في العالم، تم افتتاح المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي، ويهدف المعهد إلى نقل ثقافة شعوب الشرق الأوسط إلى الأجيال القادمة، حيث تظهر الشابات اهتماماً كبيراً بتجارب الأداء الخاصة بهن.
نوجان آراس
الحسكة ـ سيفتتح المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا فمع ثورة روج آفا عام 2012 حدث تطور وتحول في العديد من المجالات، وجذب انتباه العالم، وألهم النساء أيضاً.
الاهتمام الكبير الذي أبدته الشابات لفت الانتباه إلى المفاضلة للانضمام إلى المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي التي تتكون من خمسة أقسام، حيث استغرق تقديم الطلبات المسبقة 4 أيام، وتم تحديد المواهب من خلال تجارب الأداء.
"المنظور الإقطاعي والجنساني منع المرأة من دخول مجال الفن"
وذكرت إفين باشو وهي من مجلس إدارة المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي، أن المرأة تعاني من المنظور الإقطاعي والجنساني وتتعرض للقمع في العديد من مجالات الفن، وأوضحت أن النساء اللواتي أعطين معنى لجميع مجالات الحياة يتم استهدافهن بشكل متعمد.
وأكدت أن "المرأة قاومت في كل فترة من التاريخ ضد العقلية الذكورية المهيمنة التي تسعى لتحييد المرأة التي قادت المجتمع أخلاقياً وسياسياً وأعطت معنى لكل جزء من الحياة، فالعقلية الذكورية عمقت العبودية في شخص المرأة"، لافتةً إلى أن ذلك "يبعد المجتمع عن قيمه الأساسية ويكسر إرادته ويسعى للحد من نفوذه، ولكن مجتمعنا خاض نضالاً وكسر المحرمات بوعي الوحدة والروح المنظمة ووقف بفعالية ضد النظام".
"ثورة روج آفا كانت بداية نهضة جديدة"
وتطرقت إيفين باشو إلى أهمية ثورة روج آفا في تنمية المرأة "ثورة روج آفا هي ثورة المرأة وهناك معرفة عميقة الجذور تعتمد عليها النساء بشكل خاص في تطوير الثورة، كما أن هناك تراثاً ثقافياً تاريخياً يرتكز على أرض غنية تعكس مشاعره وأفكاره وروحه".
وأضافت "الثقافة والفن الكردي لهما جذور تاريخية، وتتعرض المجتمعات التي لديها ثروة من الثقافة والمعرفة للإبادة الجماعية والاستغلال الثقافي من خلال تعرضها للضغط والهجوم من قبل السلطات، ولحماية الثقافات تم افتتاح العشرات من المراكز الثقافية والفنية في عموم إقليم شمال وشرق سوريا وتم تنفيذ الأنشطة، وكان هدفنا الأساسي توعية المرأة وتحقيق النجاح والفعالية في هذا المجال، وتكوين كوادر مدربة، فثورة 19 تموز في روج آفا؛ كانت بداية نهضة جديدة لتنوع المرأة وغناها وتميزها في المجالات الثقافية والفنية".
"جذورها تمتد إلى الفلسفة والعلوم والأوساط الأكاديمية"
وترى إفين باشو، أن المعهد مركز للنساء لتطوير فنونهن الخاصة على المستوى الفلسفي والعلمي والأكاديمي بناءً على جذورهن الخاصة "باعتباره المعهد الأول من نوعه في العالم وليس المنطقة فقط، فهو ليس مجرد معهد في المظهر أو النظرية، فكل نشاط يرتقي بالفن إلى مستوى أكاديمي ويجعله موضوع اهتمام يجب أن ينظر إليه على أنه عمل مهم يكشف لغة وأسلوب ولون الفن النسائي، ويخلق روحه ويضمن ديمومته من خلال جعله نشطاً".
وذكرت أن مدة الدراسة 3 سنوات وأن التعليم سيكون في 5 فروع رئيسية، وأن كل طالبة تكمل تعليمها ستحصل على شهادة الدبلوم "إيماننا مبني على هذا؛ كما أن ثورة المرأة في روج آفا، التي كانت الأولى في التاريخ، ألهمت آلاف النساء والمعهد العالي لفنون الهلال الذهبي تتخصص بقيادة المرأة، وتتعمق وتتطور، وسيكون فعال في تبني المجتمع بأكمله".
"نهدف إلى إنشاء أوركسترا نسائية فريدة من نوعها"
ومن جهتها قالت رئيسة قسم الموسيقى مزكين طاهر "هدفنا الرئيسي هو ضمان إعادة تفسير الموسيقى الكردية وإعطائها معنى من قبل النساء"، لافتةً إلى التخطيط لإنشاء أوركسترا نسائية تعتمد على التنوع والغنى الثقافي في المنطقة وستضم أيضاً نساء من مختلف جغرافيا ما بين النهرين.
وأضافت "نهدف إلى الكشف عن الثقافة الموسيقية التي تعكس لغة الغنى الروحي المشترك للموسيقى الكردية والآشورية والعربية والأرمنية، ونأمل أن تهتم النساء والشابات اللاتي تعشن في هذه المنطقة بمعهد الفنون ويشاركن فيها".
"نهدف إلى تحقيق الهوية الأكاديمية وجعلها دائمة"
وأشارت إلى ضرورة العمل لضمان وصول المعهد الذي بدأ كمشروع إلى هوية أكاديمية "مع المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي نهدف لإيصال الموسيقى الشعبية الشرق أوسطية والموسيقى الشعبية الكردية إلى مستوى أكاديمي، ونعتبر أنه من المهم لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا أن يتطوروا ثقافياً وفنياً ويصلوا إلى مستوى الهوية الأكاديمية. أعتقد أن المعهد فرصة للشابات وأنهن ستعكسن أنفسهن بشكل أفضل ويتطورن في هذا المجال".
"هدفي الرئيسي هو إيصال السينما الكردية إلى الناس"
ديلين أحمد، من مدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، التحقت بقسم السينما في المعهد العالي لفنون الهلال الذهبي قالت "لدي شغف للمشاركة في الإنتاج السينمائي، وبدأ فضولي واهتمامي بالسينما منذ طفولتي، وأرى معهد الفنون فرصة عظيمة بالنسبة لي، وهدفي الأساسي سيكون التعرف على السينما الكردية عن كثب، ورفع الوعي وتطوير نفسي في هذا المجال، وإيصال السينما الكردية إلى جميع الشعوب".
"أريد تقديم روح الموسيقى الشعبية الكردية"
فيما أوضحت آرين إبراهيم، وهي من مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا لكنها التحقت بالمعهد وستسكن بمدينة الحسكة طيلة فترة دراستها، أن هدفها التعريف على الموسيقى الشعبية الكردية وتطويرها "أحب الاستماع إلى الأغاني وغناءها والعزف على الآلات الموسيقية، وسأحاول أن أظهر أنه يمكننا أن نكون ناجحين ومبدعين في هذا المجال، تماماً كما تنجح النساء في المدينة التي أعيش فيها في كل مجال".