مبادرة "نون" تؤكد على ضرورة الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان

تزامناً مع الذكرى الـ 25 لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، نظمت مبادرة "نون لحرية عبد الله أوجلان" ندوة حوارية حول المؤامرة الدولية التي حكيت ضده وأدت لاعتقاله، وطالبن بحرية جميع المعتقلين السياسيين.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أكدت المشاركات في الندوة التي نظمتها مبادرة "نون لحرية أوجلان" على ضرورة الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان الذي يخضع لظروف اعتقال تتعارض مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بالمعتقلين السياسيين.

اعتقل القائد عبد الله أوجلان بمؤامرة دولية شاركت فيها الأنظمة الرأسمالية لتسلمه فيما بعد للدولة التركية التي احتجزه في جزيرة إمرالي المعزولة عن العالم والمفتقرة لأدنى شروط الاعتقال والاحتجاز التي نصت عليها المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بالمعتقلين، إلا أن هذه الممارسات المرتكبة بحقه لم تنجح بتحجيم أفكار وفلسفته خاصة تلك المتعلقة بحرية المرأة.

وتزامناً مع الذكرى الـ 25 لاعتقاله نظمت مبادرة "نون لحرية عبد الله أوجلان" أمس الجمعة 9 شباط/فبراير ندوة استهلتها عضو الهيئة الإدارية في رابطة جين النسائية ديلان حسن بالحديث عن المؤامرة الدولية التي احيكت في 15 شباط/فبراير عام 1999 ضد القائد عبد الله أوجلان ليتم تسليمه إلى تركيا "منذ 25 عاماً والقائد أوجلان معتقل في سجن انفرادي في جزيرة نائية وسط بحر مرمرة، وبعد محاكمة صورية حكم عليه بالإعدام إلا أن الحكم تحول فيما بعد إلى المؤبد مع الأعمال الشاقة، وهو خلف القضبان بات منبع الإلهام للكثير من المفكرين والسياسيين ودوّن العديد من المرافعات التي قدمها للجهات المعنية بحقوق الإنسان وبملف اعتقاله وكانت آخرها مانفستو العدالة الديمقراطية التي طرح من خلالها الحلول الجذرية ليس للقضية الكردية فحسب، بل للعديد من القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط والعالم".

وأضافت أنه "منذ 25 آذار عام 2021 انقطعت الأخبار والمعلومات عن القائد أوجلان، وفي تشرين الأول 2021 أُصدرت عقوبات إنضباطية متوالية بحقه بهدف حرمانه من حق الأمل المعترف به دولياً، إلا أن أصدقاء الشعب الكردي أطلقوا في العاشر من شهر تشرين الأول من العام الماضي حملة دولية شارك فيها 72 مركزاً تحت شعار "الحرية الجسدية للقائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية" وهذا الإطار نظمت الحركة الكردية في أوروبا مبادرة ضمنها لقاء دولياً في شمال كردستان، لتسليط الضوء على قضية القائد أوجلان".

من جانبها قالت الناشطة الحقوقية وعضو في المبادرة منال ماجد إن "الهدف من هذا اللقاء تسليط الضوء على الانتهاكات الصارخة التي شهدنا عليها أثناء زيارتنا لعدة جمعيات ومؤسسات تابعة لحقوق الإنسان في إسطنبول، حيث كان اللقاء الأهم لمكتب المحاماة المسؤول عن قضية القائد عبد الله أوجلان، والقائمين على هذه المؤسسات أطلعونا بشكل مفصل على الانتهاكات التي تحصل داخل السجون وهي ليست داخل السجون فحسب بل تبدأ من مراكز الشرطة وصولاً إلى السجون، وعلى رأس هذه الانتهاكات عدم تأمين الطبابة ومستلزمات النظافة الشخصية والعامة، فضلاً عن تعرض المعتقلين/ات للتحرش الجنسي خلال التحقيقات".

وأضافت "ألتقينا بمحامو الدفاع الذين بينوا لنا وضع القائد أوجلان وكيف تتم المدافعة عنه منذ بداية اعتقاله سواء في تركيا أو في المحافل الأوروبية، لكن للأسف منذ عام 2020 تقريباً منع من مقابلة محاموه وذويه الأمر الذي زاد المهمة صعوبة عليهم".

 

 

بينما قالت نائبة رئيس منظمة نوروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان "اقتربت الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤامرة الدنيئة التي حيكت بحق القائد عبد الله أوجلان، وفي كل عام نستذكر هذا اليوم بغضب شديد وبتنديد واسع، ليس بالبكاء والحزن ولكن بتسليط الضوء أكثر على القضايا والأفكار الاستراتيجية التي هي مهمة كثيراً للمنطقة وخصوصاً للنساء والشرق الأوسط، لتتعرف الجمعيات والناشطات الحقوقيات من هو القائد أوجلان، إنه يمثل حركة تحرر وطني كردستاني وحركة تحرر نسائي، ويمثل أيضاً إنقاذا للبيئة التي نشاهدها تُدمر يوماً بعد يوم على يد الأنظمة الرأسمالي والتوسعية التي تسعى لتدمير الطبيعة واستهداف إرادة المرأة وزعزعة وحدة الشعوب، القائد أوجلان يمثل حالة استثنائية في الشرق الأوسط".

وفي ختام حديثها أكدت أنه في كل عام "رابطة نوروز"، تقيم أنشطة "نحاول احتضان الجمعيات والمبادرات التي تطالب بحرية القائد أوجلان، و"مبادرة نون" مبادرة شرق أوسطية تطالب بذلك".

 

 

كما قالت رئيسة جمعية مساواة - وردة بطرس للعمل النسائي ماري الدبس "هذه الندوة لقاء تمهيدي ليوم 15 شباط المشؤوم، هو يوم للتذكير بقضية عادلة لا تزال منتهكة، ويجب الإفراج عن القائد والمناضل عبد الله أوجلان، الذي سجن على خلفية آراء سياسية تعارض نهج الأنظمة الاستبدادية وعلى رأسها النظام التركي، ومن خلال مداخلات قدمتها محاميات أكدن أن السجن الانفرادي الذي يقبع فيه القائد أوجلان معزولاً تماماً"، مضيفةً  "نطالب الرأي العام العالمي بالاستمرار في حملته من أجل الإفراج عن القائد أوجلان وكافة معتقلي الرأي العام منهم المناضل جورج عبد الله الذي قضى محكوميته البالغة 30 عاماً في فرنسا ولم يتم الإفراج عنه بعد، كما نطالب الأمم المتحدة أن تتحرك لتعزيز احترام شرعية حقوق الإنسان التي وضعت على الرفوف".

 

 

من جانبها قالت منسقة مبادرة "نون لحرية أوجلان" سوسن شومان "اجتمعنا هنا تزامناً مع ذكرى اعتقال القائد عبد الله أوجلان، وهذا اليوم بالنسبة للقائمات على المبادرة مهم جداً بالرغم من أنه يوم أليم لكن نحاول جعله مشروع انتفاضة ونقل هذا الفكر إلى الأجيال جغرافياً وزمنياً، اجتمعنا هنا لنتعرف أكثر على هذه الذكرى وماذا تمثل؟ ومن هو عبد الله أوجلان؟ وما هو فكره وكيف سنوصله إلى الأجيال القادمة؟ فهناك أشخاص يسمعون عن القائد أوجلان ولا يعرفون الأسباب والظروف التي حدث فيها الاعتقال، كما نهدف بالمقام الأول للضغط على الجهات المعنية لإطلاق سراحه، بالإضافة لنشر الفكر والوعي خاصة بين النساء".

وأضافت أن القائد أوجلان أولى اهتماماً وعناية بالنساء، واعتبر أن تحرر أي مجتمع يتطلب ويستلزم تحرر النساء أولاً "كما تلاحظون فإن العنصر النسوي هو الغالب في هذا الندوة التي أقيمت لإحياء ذكرى اعتقال القائد أوجلان، وهذا دليل أن المرأة هي حافظة للجميل الذي قدمه القائد أوجلان لها، فقد حاول أن يبني لها مكانة سياسية واجتماعية، وقد ساهم هذا الفكر في تحرر المرأة وتقويتها وأعطاها الكثير من الحقوق، ونحاول أن نستذكر أهمية هذا الفكر وأين أصبحنا نحن كـ "مبادرة نون"، ونعلم أن الظروف صعبة وعملية الضغط مرتبطة بظروف سياسية والدولة التركية متعنتة في قراراتها وتضع القائد أوجلان في عزلة تامة، ولكن نحاول أن نشكل ضغطاً كرأي عام دولي لإيصال مطالبنا، ولإيصال هذا الفكر والتعريف بأهميته".