مبادرة "لا لقهر النساء" تطلق نداء لإغاثة اللاجئين السودانيين في معسكر "اولالا"
أطلقت مبادرة "لا لقهر النساء" نداء استغاثة لإنقاذ آلاف اللاجئين/ات السودانيين العالقين تحت حصار الموت في معسكرات "اولالا" بإثيوبيا.
السودان ـ فر آلاف اللاجئين/ات من الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام بحثاً عن الأمن والسلام والحياة الكريمة، مما جعلهم عرضة لاعتداءات مستمرة كمواجهتهم لأشكال عديدة من هدر للكرامة الإنسانية وصولاً إلى فقدان حقهم في الحياة.
طالبت مبادرة "لا لقهر النساء" الهيئات العليا للأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإجلاء اللاجئين/ات بمعسكر "اولالا" إلى معسكرات أكثر أماناً وتوفير سبل حياة كريمة لهم من مأوى، مأكل، مشرب، تعليم، صحة، إضافة إلى حقهم في الحركة والعمل، مؤكدين أنهم ليسوا سجناء أو مجرمين بل هم لاجئين قهرتهم الحرب.
كما أطلقت المبادرة نداء استغاثة لإنقاذ آلاف اللاجئين السودانيين العالقين تحت حصار الموت بإثيوبيا والبالغ عددهم 6248 شخصاً من بينهم 2133 ألف طفل و76 من الأشخاص ذوي الإعاقة و1196 مريضاً إضافة لنحو 2843 شخص لا يعاني من أي أمراض.
واستنكرت مبادرة "لا لقهر النساء" عبر النداء الإنساني صمت العالم تجاه أوضاع اللاجئين/ات السودانيين العالقين بغابات أثيوبيا وما يواجهون وسط غابات إقليم أمهرا الإثيوبي على يد العصابات المسلحة والسارقين وقطاعين الطرق على مرأى ومسمع من قبل السلطات الإثيوبية ومفوضية اللاجئين، وكل المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
ولفتت المبادرة إلى أن اللاجئين السودانيين العالقين في غابات أثيوبيا يواجهون الموت بأشكال مختلفة، مضيفةً أن هناك عدد من الشهادات والإفادات الحية حصلت عليها المبادرة من اللاجئين في أثيوبيا أجمعت على أنهم يواجهون مخاطر عديدة وعلى أن من لم يمت برصاص "الشفتة" أو الاختطاف من قبل عصابات النهب سيواجه مصيره مع نقص الغذاء والدواء والمياه النقية والتهديد المستمر للحياة نتيجة العيش في غابة تعج بالعقارب والثعابين.
ووثقت المبادرة بعض الشهادات التي حصلت عليها من فاعلين في المخيم، قالت فيها أن العديد من العالقون في معسكر" اولالا " فقدوا حياتهم وأن غالبية الوفيات الناجمة نتيجة عن عدم توفر الرعاية الطبية وبالإضافة إلى الأخطاء التي تصاحب عمليات التشخيص وإعطاء الدواء حسب الحاجة، وأرجعت ذلك إلى ضعف الكادر الطبي الذي وفرته المنظمات التي تقدم دعماً شحيحاً لآلاف العالقين.
وأوضحت المبادرة أنه تم اجراء 43 عملية ولادة قيصرية في المعسكر عبر "السكين" وأكياس النايلون وتمت خياطة الجرح بخيط الحياكة بعد غليه على النار، مشيرةً إلى أن ان هذه إحدى الشهادات التي أدلى بها كادر طبي سوداني متطوع ولاجئ كشف عن حدوث أربع حالات شلل بين اللاجئين نتيجة الحقن الخاطئ للعقاقير، كما اشتكى الكادر من النقص في أوكسجين "نيبولايزر" الذي يساعد على التنفس ويؤدي عدم توفره إلى الوفاة الفورية.
وأضافت المبادرة أن الكادر الطبي الذي تحدثت إليها أبدى أسفه جراء الاستخدام العشوائي للعقاقير الطبية والتي أدت إلى تحول عدد كبير من الشباب إلى مدمنين على عقاقير خطيرة كـ (الترامادول) الذي يتم منحه لكل شخص يذهب إلى العيادة حتى ولو يشتكي من صداع.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت خلال الأيام الماضية عقاقير للعلاج من لسعات العقارب والثعابين لكثرة الإصابات مع ثلاجة للحفظ ومصدر طاقة، لكن للأسف كل العقاقير فسدت لعطل لم يعرف سببه.
وأكد نداء الاستغاثة الذي أطلقته مبادرة لا لقهر النساء أن العديد من اللاجئين/ات يقابلون هذه الأوضاع الكارثية ببطون خاوية إلا من القليل الذي تقدمه بعض المنظمات الدولية والمتمثل في الأرز والعدس والزيت والملح، وتقدر الكميات الممنوحة للاستخدام لشهر كامل بـ 10 كيلو أرز وحوالي نصف ليتر من الزيت، ونصف كيلو عدس، في وقت أن هذه الكميات التي يتم صرفها تنتهي في غضون سبعة إلى عشرة أيام بمعدل وجبتين في اليوم للفرد، كما أنه لا يوجد أي دعم لجلب الفحم أو الحطب وباقي معينات الطبخ الأخرى.
كما وصف النداء الطبيعة في إقليم الأمهر بأنها تقسو على اللاجئين/ات من واقع الهطول الكثيف للأمطار على خيام الإيواء المهترئة منذ لحظة تسليمهم إليها في المرة الأولى قبل أن تمزقها الأمطار والرياح بالكامل، إضافة إلى مياه الوديان الملوثة وغير الصالحة للاستخدام التي أصبحت ملاذهم في معظم الأوقات لعدم الالتزام من قبل منظمة CRD بإحضار المياه الصالحة للشرب، مما أدى إلى انتشار وباء الكوليرا في الفترة الماضية، ولولا التدخل السريع من قبل منظمة أطباء بلا حدود لأصبحت كارثة حقيقية.
ولفت نداء المبادرة إلى أن هذه قطرة من فيض المهالك التي يعيشها اللاجئون/ات في أراضي دولة إثيوبيا وتحت إشراف المنظمات الدولية، موضحةً أن أزمة اللاجئين/ات السودانيين تفجرت في إثيوبيا منذ مطلع شهر أيار/مايو الماضي، عندما قرر اللاجئون مغادرة مخيم "أولالا" في إقليم الأمهرا بسبب تدهور الوضع الأمني ومواجهتهم أشكالاً من هدر الكرامة الإنسانية وفقدان حقهم في الحياة.
وأشار نداء مبادرة لا لقهر النساء إلى أن هؤلاء اللاجئين فرو من الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام بحثاً عن الأمن والسلام والحياة الكريمة، مما جعلهم عرضة لاعتداءات مستمرة من مسلحين، بعد أن قطعوا مسافة في حدود 3 كيلومترات من المعسكر متجهين إلى مدينة قندر اعترضتهم قوات الأمن التابعة للحكومة الإثيوبية، ومنعتهم من العبور إلى قندر وأجبرتهم على البقاء في معسكر "كومر".