مبادرة جامعيون من أجل فلسطين... تستهدف الطلبة المحرومون من التدريس

تستهدف مبادرة جامعيون من أجل فلسطين آلاف الطلبة في الجامعات المستهدفة من قبل القوات الإسرائيلية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أوضحت الاستاذة الجامعية عنان عكروتي أن مبادرة جامعيون من أجل فلسطين تساهم في تدريس الطلبة الفلسطينيين الذين حرموا من الدراسة في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر.

انطلقت فكرة مبادرة جامعيون من أجل فلسطين من قبل مجموعة من الأساتذة لتتطور الفكرة رويداً رويداً، فهذه المبادرة تحتاج إلى مؤسسة رسمية لأنها تتطلب إسناد شهادات علمية معترف بها بحسب ما قالته العضوة في المبادرة عنان عكروتي.

وأوضحت "التقينا بسفير فلسطين في تونس للربط مع المؤسسات الجامعية الفلسطينية، وتولى السفير عرضها على السلطة الفلسطينية ووزارة التعليم العالي الفلسطينية وتم تثمينها من قبل الجميع وتبنيها رسمياً"، مشيرة إلى أن المبادرة تم تبنيها من قبل جميع رؤساء الجامعات وكذلك العمداء والمدراء لتصل إلى ألف متطوع والعدد في تزايد "قريباً سوف تبدأ أول دفعة للتدريب مع الجامعة، لأنه هناك تقنيات يتم اعتمادها في التدريس عن بعد، يجب على الأساتذة أن يتمكنوا منها".

وبينت أنه "سيتم الانطلاق في تدريس آلاف الطلبة من غزة كمرحلة أولى في انتظار الدورة الصيفية التي يمكن أن يكون العدد فيها مضاعف، فنحن في انتظار المساقات التي سترسلها الجامعات الفلسطينية لنمدهم بأسماء الأساتذة المتطوعين وفضلاً عن التدريس، هناك أيضاً تأطير لرسائل الدكتوراه".

وقالت "نحن نحاول مساعدة الأساتذة لكيلا يغادروا موطنهم، لأن القوات الإسرائيلية هدفها ذلك"، مضيفة "نحن لن نأخذ مكان الأساتذة الفلسطينيين بل سنساعدهم ونكمل الاحتياجات، حتى يتمكنوا من تجاوز هذه الظروف الصعبة، ويتم إعادة اعمار الجامعات".

وأكدت أنه "سيبقون مستمرين في عملهم خلال السنوات القادمة لأن الدمار الذي شهده غزة يتطلب أعواماً لإعادة إعماره وإعادة الحياة لطبيعتها.

وعن الاختصاصات التي سيشملها تدريس الطلبة الفلسطينيين قالت "ثمة حاجة كبيرة لاختصاصات الطب والاختصاصات العلمية، فالطلبة الفلسطينيين يحتاجون الاختصاصات الطبية أكثر من الاختصاصات الأدبية أو العلوم الإنسانية لأن جامعات غزة كانت مختصة في الطب والهندسة".

وبينت أنه "80 ألف طالب موجودين في غزة لا يدرسون وسوف يتم الشروع في تدريس 7 آلاف طالب والتسجيل يتم عبر جامعة بيرزيت لنصل تقريباً إلى 19 ألف مسجل، وهناك طلبة في القطاع يعانون من دمار جزئي لجامعاتهم أو تم افتكاكها من قبل القوات الإسرائيلية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية"، مؤكدة أن المبادرة لاقت صدى واسعاً وكبيراً.

وحول إشكالية انقطاع الإنترنت عن قطاع غزة وتأثيره على سير عملية التدريس أوضحت أنه عبر تفعيل الهاشتاغات يمكننا استرجاعه في حال تم قطعها "نحن نعمل مع المنظمات العالمية كما اليونسكو والالكسو وحتى جامعة الدول العربية، فهم لديهم برامج للتعليم في حالة الطوارئ وأعتقد أنه لا يوجد طوارئ أكثر من الظروف التي يعيشها الطلبة في غزة وبالتالي يجب عليهم مساعدتنا".

وفيما يتعلق بالمشاركة النسائية في هذه المبادرة قالت "عدد النساء المتطوعات للتدريس أكثر من الرجال وهناك مدرسات بالتعليم الابتدائي والثانوي عبرن عن رغبتهن في التدريس غير أننا نستهدف الطلبة في المقام الأول نظراً لخصوصية المبادرة".

وأكدت أن الهدف الأساسي من التدريس عن بعد هو منح أهل غزة بصيص أمل ليسترجعوا بها قوتهم وتوازنهم النفسي "هم يحاربوننا بالسلاح ونحن نحاربهم بالعلم".