'معاناة المرأة الأفغانية كشفت القناع عن وجه طالبان'

تقول آزادة أميد، عضو الجمعية الثورية لنساء أفغانستان (RAWA) "لقد أدركت نساؤنا أنه بدون التعليم والوعي، لا يمكن إنهاء آلام ومعاناة العنف الأسري في المجتمع الأبوي، ولا يمكن إنهاء القيود المشددة".

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ أكدت آزادة أميد أنه إذا تكاتفت كل الأنظمة الديكتاتورية الداعمة لطالبان في العالم لإظهار الحركة كقوة حضارية وتقدمية، فإن معاناة المرأة الأفغانية ستظل تكشف القناع عن الوجه الحقيقي لطالبان.

قيّمت عضو الجمعية الثورية لنساء أفغانستان (RAWA) آزادة أميد، لوكالتنا، مقاومة ونضال المرأة الأفغانية خلال العام الماضي، وأشارت إلى أنه "أولاً، دعونا نلقي نظرة على الظروف الأمنية والاقتصادية وأوضاع المرأة، والتي يمكن تلخيصها بالقول إنه على الرغم من ادعاء طالبان بالتحسن، إلا أن الأحداث المؤلمة والصعبة تصيب جموع الرجال والنساء في أفغانستان".

وبينت أن طالبان ترتكب انتهاكات كل يوم حيث يتم اعتقال العديد من الرجال والنساء أو تعذيبهم أو قتلهم في ظروف غامضة، فضلاً عن عمليات الانتحار والتفجيرات بشكل علني في المراكز التعليمية، ويتم استهداف الأقليات العرقية والدينية بشكل خاص.

وأضافت "لقد بلغت السرقة والنهب ذروتها وأغلب الناس لا يقدمون شكوى ولا يبحثون عن ممتلكاتهم حتى لا يتعرضون للقتل أو التعذيب، لقت جعلت الرشوة والفساد حياة المحتاجين والفقراء وقد تم اختطاف العديد من الفتيات وأطلق سراحهن بعد دفع مبالغ مالية ضخمة بتهم واهية. ويتوجه كل يوم الكثير من الشباب إلى الدول المجاورة، وخاصة إيران وباكستان، لحل مشاكلهم الاقتصادية، وفي النهاية يقعون فريسة للطرق الخطيرة والإدمان، فلا يتركون إلا جثة هامدة".

وحول القيود المفروضة على المرأة التي تبدأ من أبسط القوانين وأخرى مشددة، أوضحت أن النساء والفتيات حُرمن من حقهن في الحصول على العمل والتعليم والسفر وإجبارهن على الزواج من قادة طالبان، فضلاً عن عدم التجول إلى بحرية في المدينة والأسواق والاستماع إلى الموسيقى أو ارتداء ملابس اختيارية.

ولفتت إلى أنه في ظل هذه الظروف استمر نضال ومقاومة المرأة بأشكال مختلفة، فبعض الفتيات تناضلن بشكل فردي، والبعض الآخر تنشطن في مجموعات من خلال الالتزام الصارم بالسرية، فضلاً عن التوعية والتماسك والدعاية السياسية، وخاصة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من التهديدات والضغوط والاعتداءات المستمرة، وأدركت النساء أنه بدون التعليم والوعي، لا يمكن إنهاء آلام ومعاناة العنف الأسري في المجتمع الأبوي.

وفي إشارة إلى أن حركة طالبان المعادية للنساء تلقت مؤخراً دعماً من رعاة أجانب علنيين أو سريين تحت أسماء مختلفة، قالت آزادة أميد "لقد كان العديد من الرجال الذين دربتهم وكالة المخابرات المركزية هم الذين سهلوا على أفغانستان الاستسلام لطالبان. وعلى الرغم من أن جميع الأنظمة القاسية في العالم التي تدعم طالبان تتكاتف لإظهار طالبان كقوة متحضرة وتقدمية، فإن معاناة المرأة الأفغانية ستظل تكشف الوجه الحقيقي لطالبان ولن تغفر لها".

وفي ختام حديثها أكدت أن "حركة طالبان معادية للنساء ولم تستسلم المرأة الواعية أبداً لقوانين القرون الوسطى ومع وعي سياسي أكبر، إن طالبان وجميع القوى الأصولية ترى استمرارها المخزي وبقائها ليس فقط في قمع وأسر جميع المتظاهرين، ولكن أيضاً في استئصال حياة شعبنا وتقدمه وازدهاره".