عمال تونس ينتفضون لضمان حقوق العمال

أكدت المشاركات في المسيرة الداعمة للاتحاد العام التونسي للشغل بأن الاتحاد يمثل صوت الشعب، مشددات على ضرورة حماية الحق النقابي والتصدي لمحاولات تكميم الأصوات الحرة.

زهور المشرقي

تونس ـ تجمع الآلاف من العمال والنقابيين في العاصمة تونس، دعماً للاتحاد العام التونسي للشغل ورفضاً لمحاولات ضرب العمل النقابي، مطالبين بالحوار الاجتماعي وصون الحق النقابي.

احتج الأمس الخميس 21 آب/أغسطس الآلاف من عمال تونس مساندة للاتحاد العام التونسي للشغل ورفضاً لمساعي ضرب العمل النقابي الحر الذي يعتبر من مكاسب الثورة، وذلك في ساحة محمد علي بالعاصمة تونس، حيث تجمع الآلاف من النقابيون أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل تنديداً بمحاولات المس من هذه المنظمة العريقة، ورفع المحتجون شعارات تطالب بالحوار الاجتماعي وبأبعاد الاتحاد عن الصراعات السياسية، وأكدوا على رفضهم للهجوم الهمجي الذي طال المقر منذ اسبوعين.

وهتف المشاركون بشعارات تندد بالأسعار المرتفعة وبالتدخل في المجتمع المدني وطالب بفتح حوار وطني اجتماعي المتعطل منذ أيار/مايو الماضي، مؤكدين أن الاتحاد جزء من المعادلة السياسية التونسية.

 وسجلت قيادات الاتحاد ارتياحاً من المشاركة غير المتوقعة من العمال الذين انتفضوا ووحدوا الشعارات والمطالب ورفضوا مس المنظمة التي تعتبر غطاء حقوق العمال وصورة تونس.

وأكد الأمين العام باسم المنظمة في كلمة خلال المسيرة، أن الاتحاد سيواصل تمثيل صوت العمال مع التمسك بالحوار كخيار أساسي لحل الخلافات، من خلال التفاوض كبديل عن الإضراب، مشيراً إلى أن المسيرة جاءت كرد فعل على محاولات تقويض الحق النقابي والانتقادات التي طالت المنظمة وقيادتها، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف مقر الاتحاد المركزي قبل أيام، مشدداَ على أن الاتحاد يتمسك بمواقفه ولن يتراجع عن الدفاع عن حقوق العمال وصون كيان المنظمة التاريخية.

 

"سندافع عن الاتحاد كمنظمة لا على الافراد"

وقالت النقابية سهام ريحاني، أن المسيرة والتجمع جاءا تعبيراً عن دعم الاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره منظمة وطنية تحمل تطلعات وهموم الشعب التونسي، وتجسد إرث النقابي فرحات حشاد الذي خلّد مقولته الشهيرة (أحبك يا شعب)"، مشددةً على ضرورة الحفاظ على هذا المكسب الوطني "سندافع عن الاتحاد كمنظمة لا على الأشخاص، الاتحاد الذي ضحى من أجله مناضلين يجب أن يستمر لذلك سنحميه بسواعدنا وأصواتنا".

ودعت سهام ريحاني إلى الحوار مع السلطة الحالية التي يجب أن تستمع إلى الاتحاد والعمال ويجب أن تحفظ الحق النقابي والحق في التظاهر والاحتجاج.

وعبرت الجمعيات النسوية عن مساندتها للاتحاد ضد الهجمات الشرسة التي يتعرض لها، داعيةً النساء إلى التوحد حول هذه المنظمة، وأبدت المساندة اللامشروطة له لاعتباره مكسباً وطنياً ومنظمة لعبت دوراً تاريخياً في النضال من أجل الاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وضمان الحقوق الاقتصادي والاجتماعي للعاملين والعاملات، منددةَ بكل أشكال التضيق والاستهداف التي يتعرض لها الاتحاد منذ فترة وتعتبر أن ذلك ضرباً للعمل النقابي ومحاولة لتكميم الأفواه والأصوات الحرة.