"معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي... الطريق إلى السلام" محور منتدى في بيروت

يناقش منتدى "معا من أجل شرق أوسط ديمقراطي... الطريق إلى السلام"، البدائل والمقترحات لتطبيق الديمقراطية عبر مقاربات إيجابية تشمل الحفاظ على العدالة لمكونات الشعوب والمجتمعات وقضية القيادة ودور المرأة.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ انطلقت فعاليات المنتدى الحواري اليوم الثلاثاء 13 حزيران/يونيو، في العاصمة اللبنانية بيروت والذي يستمر حتى غداً الأربعاء بمشاركة أكثر شخصيات سياسية وحقوقية وثقافية تضم مختلف الأطياف والمكونات من أكثر من 10 بلدان في الشرق الأوسط والعالم.

سيتم خلال المنتدى الحواري مناقشة البدائل والمقترحات التي قد تندرج في تطبيق الديمقراطية من خلال مقاربات إيجابية للحفاظ على العدالة لمختلف المكونات والشعوب في منطقة الشرق الأوسط.

وتمحورت الجلسة الأولى حول "الأزمة العالمية، أسبابها ونتائجها تداعيات الأزمة على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، تبعتها جلسة تحت عنوان "تأثير الأزمة على لبنان وسبل الحل"، ومن ثم تحدثت العضو في الهيئة الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة اليوسف حول "قضية القيادة في الشرق الأوسط".

أما الجلسة الثانية والأخيرة من اليوم الأول فكانت تحت عنوان "القيادة الشعبية والتحديات التي نواجهها"، وتناولت "المؤامرة الدولية التي أحيكت ضد القائد عبد الله أوجلان وأسبابها وتداعياتها، الوضع الحالي للقائد أوجلان ونظام التعذيب في سجن إمرالي، كيفية النضال ضد هذه المؤامرة وإفشالها"، واختتم اليوم الأول بعرض غنائي للفنانة مزكين طاهر مع فريقها الفني.

 

تهميش دور المرأة في المنطقة

وقالت لوكالتنا العضو في الهيئة الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة اليوسف "لهذا المنتدى أهمية كبيرة لا سيما في ظل الأزمات التي نعيشها في المنطقة في الفترة الراهنة، لذا فهناك حاجة لمناقشة قضايانا بصورة أفضل وطرحها بأسلوب موضوعي وإيجاد الحلول والسبل المطلوبة، وكان هناك العديد من المحاور في النقاشات، ومن ضمنها أزمة وقضية القيادة في الشرق الأوسط، والحقيقة السبب الرئيسي لوجود الأزمة هو عدم وجود قيادة تمثل مصالح الشعوب، ومصالح الفئات والشرائح الاجتماعية بكل أشكالها، وقد أكدنا في المنتدى أن القيادات الموجودة في القرن الواحد والعشرين أما أن تكون مخولة من قبل الغرب أو مفروضة على الشعوب بشكل أو بآخر".

وأضافت "كما وتم التأكيد على أن القيادات الشعبية دائماً واجهت الاغتيالات والاعتقالات كما هو الحال بالنسبة للقائد عبد الله أوجلان، حيث يتم تصفية القيادات الشعبية بشكل أو بآخر، حتى لا تقود المنطقة والشعوب نحو حياة أفضل، بينما يتم فرض شخصيات هزيلة، بحيث لا تحقق للشعوب أي شيء، وارتباطاً بهذه النقطة أكدنا على أن القيادات الموجودة ذات عقلية ذكورية ولا تعبر عن قضية المرأة وقضية المساواة في المجتمعات، كما وأن هذه العقلية الذكورية كان لها دوراً مهماً بالنسبة للأوضاع والقضايا الاجتماعية في المنطقة، كما وتم التركيز على الكثير من النقاط الأخرى، منها أن الأزمة في المنطقة لها طبيعة بنيوية وبحاجة إلى حلول جذرية وشاملة تشمل جميع النواحي والمجالات".

ولفتت إلى أن "هناك تغييباً وتهميشاً لدور المرأة في مجتمعاتنا الشرقية وفي كل دول المنطقة بشكل عام، فمن خلال تجربتنا من شمال وشرق سوريا، تم التأكيد وإثبات أنه في حال فتح المجال أمام النساء فإنهن يمكنهن قيادة المجتمعات نحو نظام أفضل".

وبينت أن "هناك مشاركة بنسبة 50% للنساء في نظام الرئاسة المشتركة، وفي جميع مؤسسات الإدارة الذاتية على أساس المساواة والتمثيل العادل، وهذا ما نفتقده في المنطقة بشكل عام، وقد أكدنا أنه مثال يمكن تعميمه في المنطقة والاستفادة من هذه التجربة، فالوضع متشابه بين هذه الدول".

وأشارت فوزة اليوسف إلى أنه هناك تنوع ديني وطائفي في سوريا ولبنان ومنطقة شمال وشرق سوريا "تمكنا من تطوير نظام تعايشي بين المكونات والأديان ومشاركة عادلة من قبل المرأة، فكل هذه الإنجازات يمكن أن تطبق بالمنطقة بشكل عام، وتشكل هذه اللقاءات فرصة للمشاركة وتوحيد الأفكار ووجهات النظر والوصول إلى حلول مشتركة وعقد استراتيجية مشتركة لحل قضايانا، ولو أن أسماءها تتغير إلا أن الجوهر واحد، من أجل مستقبل يليق بنا في المنطقة".

 

 

الحاجة لنظام جديد

وقالت رئيسة جمعية "بيروت الصمود" المهندسة رشا عيتاني "مشاركتي كامرأة في هذا المنتدى، وباعتبار أننا في لبنان بحاجة لنظام جديد لنتمكن من أن نتطور وأن نصل إلى العدالة والمساواة بين الجنسين، وبين كل المكونات الموجودة في البلاد، وبالتالي، فإن وجود المرأة اليوم في العمل السياسي يتطلب أن تعمل هي لتحقيقه، وإذا لم تعمل كما هو مطلوب لا يمكنها الوصول، ومن هنا، يجب أن نتطلع إلى العمل السياسي بغض النظر عن الجندر، ويجب أيضاً أن نقوي أنفسنا كنساء وندعم بعضنا البعض لنتمكن من تشجيع الفتيات حتى يتمكن من الوصول إلى مستقبل أفضل".

وأضافت "فيما يخص الديمقراطية، نحن كنساء يمكننا أن نحصل على حقوقنا بنضالنا، واليوم العمل على الديمقراطية في دول الشرق الأوسط هو بداية وصولنا إلى الديمقراطية والمساواة بين الجنسين".

 

 

حق العودة

فاتن أزد أحمد عضوة الاتحاد الدولي للنساء اللاجئات والنازحات، وهي من فلسطين وتقيم في مخيم برج البراجنة كلاجئة في لبنان، وطالبت بتطبيق القرار (164)، ألا وهو حق العودة إلى فلسطين.

وأوضحت أنه "كنساء فلسطينيات، نعاني الأمرين في لبنان، أولاً، نعاني من الأزمة الاقتصادية، البطالة، عدم وجود أماكن تُعنى بالمرأة الفلسطينية"، مضيفةً "لكن الأهم من ذلك، نريد العودة إلى فلسطين، ونربي أولادنا على حب بلادهم".

وأشارت إلى أنهم ينظمون دائماً ورشات ومحاضرات عن الشعب الفلسطيني الذي يقطن في لبنان "كلاجئين تُنتهك حقوقنا المدنية، لذلك نطالب المجتمع الدولي بالاهتمام أكثر بقضية اللاجئين الفلسطينيين، ونطالب بأن نعود إلى بلادنا".

ولفتت إلى أنها شاركت في المنتدى من أجل أن توصل صوت الفلسطينيين، وتطالب بحقوق اللاجئات والنازحات في العالم "قضية فلسطين هي القضية المركزية في الشرق الأوسط".

وسيتابع المنتدى عمله غداً الأربعاء 14 حزيران/يونيو، في جلستين تنتهي بعدها أعمال المنتدى ببيان ختامي إلى جانب الاتفاق والخروج بمجموعة من التوصيات والمقترحات.