"معاً للوصول إلى زراعة كومينالية أيكولوجية" منتدى يناقش الواقع البيئي

أكد المشاركين/ات في المنتدى الحواري على ضرورة توظيف الموارد المائية والزراعية والاقتصادية في خدمة المجتمع عبر إنشاء وتنظيم جمعيات زراعية تعاونية للوصول إلى زراعة كومينالية أيكولوجية.

دلال رمضان

الحسكة ـ بهدف مناقشة المشاكل والعقبات التي تواجه الإدارة الذاتية بمجال الري والزراعة في إقليم شمال وشرق سوريا، نظمت هيئة الزراعة والري منتدى حواري على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة.

تحت شعار "معاً للوصول إلى زراعة كومينالية أيكولوجية" نظمت هيئة الزراعة والري أمس السبت 6 كانون الثاني/يناير بمدينة الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا، منتدى حواري بمشاركة 100 ممثل/ة من مختلف المناطق، حيث تضمن المنتدى عدة محاور منها "مناقشة إكثار البذار، ومحور وقاية النباتات، ومحور الموارد المائية، وعرض سنفزيوني".

وارتبطت الحضارة الإنسانية بالزراعة كونها مقوم الاستقرار الأبرز، لذا كان الإنسان حريصاً على تعزيز هذا الاستقرار من خلال الارتباط أكثر بالمكان عن طريق توفير مقومات البقاء عبر حرث الأرض وزراعتها والعيش من خيراتها وثمارها، وتعتمد معظم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا على الزراعة.

وعلى هامش المنتدى قالت الرئيسة المشتركة لهيئة الزراعة والري بإقليم شمال وشرق سوريا ليلى صاروخان "تأثر الواقع الزراعي والري في مناطقنا في ظل الظروف والحروب التي تمر بها، لذا كان من الضروري عقد هكذا منتدى لمناقشة الصعوبات والعقبات التي تفوق قدرة الإدارة الذاتية بمجال الزراعة والري، لإيجاد حلول مناسبة لجميع المشاكل التي تواجه المنطقة وتأثيرها على المجالين".

ومن بين المشاكل الأساسية التي تواجه المزارعين في المنطقة كما أوضحت هي البذور "أكثر ما أثر على القطاع الزراعي في ظل الظروف الصعبة هو فقدان البذور ذات الجودة العالية وعدم توافر المراحل الأولية لإكثارها من بذار القمح عالية الإنتاج وفقدان بذار المحاصيل الزراعية الأخرى، لذا سيكون من ضمن نقاشاتنا هو الوصول إلى المنظمات التي تعمل على تأمين البذور التي تحتاج إلى القليل من المياه".

ومن المشاكل الأخرى التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة هو قطع المياه من قبل الدولة التركية كما قالت "شهد الإنتاج الزراعي تراجعاً كبيراً في كافة المحاصيل الزراعية كالقطن والشعير والذرة والحمص والقمح، وتضررت بشكل كبير وأثرت على القطاع الزراعي نتيجة قطع الاحتلال التركي مياه الأنهار التي تمر من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، واحتلال مدينة سري كانيه التي تتميز بمياه الينابيع".

وأكدت على أن لابد من التدخل الفوري والسريع لوقف تدهور أصناف البذور والحفاظ على الأصناف المتوفرة ذات الإنتاج العالي والحد من الخلط بين التدهور الوراثي للبذور "أدت الحرب المفروضة على المنطقة إلى انقطاع المهندسين والخبراء الزراعيين من المجتمع العلمي، وعدم تعامل الحكومات مع مؤسسات الإدارة الذاتية بشكل رسمي من أجل تأمين مستلزمات الزراعة والأجهزة المخبرية والذي شكل عائق أمام تطويرها".

وأوضحت أنه من أجل الاستمرار بالعملية الزراعية يجب تكاتف الجهود والإمكانيات من أجل العمل على أبعاد القطاع الزراعي عن الصراعات العسكرية والسياسية وعدم استخدامها كوسيلة للضغط على المجتمعات، لأن خروج مساحات شاسعة من الزراعة يهدد الأمن الغذائي في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

وقالت "المرأة هي من اكتشفت الزراعة وتعد من أهم إنتاجاتها وهي من حافظ عليها وما زالت تهتم بها، وهناك عدد كبير من النساء المشاركات في هذا المنتدى، ونتمنى أن نصل إلى نتيجة مهمة لتطوير الإنتاج الزراعي والحفاظ عليه".

ومن جهتها قالت الرئيسة المشتركة لتطوير المجتمع الزراعي في إقليم شمال وشرق سوريا نبيلة محمد "محور الري والموارد المائية هي ضمن محاورنا خلال هذا المنتدى، فالمياه تعتبر أهم عنصر لاستمرار حياة الإنسان، حيث تتمتع مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بالعديد من المصادر المائية، وبسبب الهجمات على المنطقة التي تسببت بخروج مساحات واسعة مروية عن الإنتاج الزراعي، ونتيجة شح المياه وسوء نوعيتها تفشت العديد من الأمراض المعوية والجلدية في المخيمات بين الأطفال وكبار السن".

وأكدت أن الهجمات المتكررة للاحتلال التركي على المنطقة واستهدفه للمنشأة الحيوية ألحق أضرار بالغة بالبنية التحتية الحيوية وانقطاع كامل للكهرباء وإمداد المياه في عموم مناطق الإدارة الذاتية، بالإضافة لتعرض مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لسنوات إلى جفاف أدى إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية مما أرهق المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة.

وشددت على أنه "في ظل هذه الكوارث والمخاطر التي تواجه الزراعة والمياه يجب علينا العمل على توظيف الموارد المائية والزراعية والاقتصادية في خدمة المجتمع عبر إنشاء وتنظيم جمعيات زراعية تعاونية للوصول إلى زراعة كومينالية أيكولوجية".