'ما يعيشه أهالي السويداء الآن عشناه سابقاً في ظل داعش والاحتلال التركي'

أدانت شيرين أوسو، عضوة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الانتهاكات العنصرية التي مارسها جهاديي هيئة تحرير الشام بحق سكان مدينة السويداء السورية "التنظيم المجتمعي هو خط الدفاع في وجه جميع مخططات الإبادة".

رونيدا حاجي

الحسكة ـ كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات في السويداء، والتي بدأت منذ 13 تموز/يوليو الحالي، أسفرت عن مقتل ما يقارب من 250 شخصاً على يد جهاديي هيئة تحرير الشام.

علّقت شيرين أوسو على المجازر التي أرتكبها جهاديي هيئة تحرير الشام بحق أهالي مدينة السويداء، مسلطة الضوء على أهمية التنظيم الذاتي للشعوب خاصة النساء.

 

"مخططات إبادة"

أوضحت شيرين أوسو أن شعوب سوريا ترفض الأنظمة التي تنتهك حقوقهم، وتواجهها بالنضال "منذ عام 2012، رفعت شعوب سوريا بمختلف مكوناتها ودياناتها صوتها ضد نظام البعث، مطالبةً بالاعتراف بالهوية والوجود".

وأضافت "في إقليم شمال وشرق سوريا، نظّم الأهالي أنفسهم وأطلقوا نضالاً عظيماً، ووضعوا بصمتهم في التاريخ، بعد سقوط النظام، كان أملهم أن يعيشوا وفق معتقداتهم وهويتهم، لكننا نرى أن الحكومة السورية المؤقتة دمّرت هذا الأمل، وتنفذ سياسات إبادة ضد السوريين بطريقة لا أخلاقية وعنصرية".

 

النظام الديمقراطي يجمع المكونات ويحميها

وعن النظام الذي يمكنه أن يجمع كافة المكونات السورية، قالت شيرين أوسو "تمر سوريا الآن بمرحلة حساسة، مرحلة وجود أو فناء، النظام الذي ندعو إليه هو نظام ديمقراطي، يضم كل المكونات ويصونها، بهذا النظام نهدف إلى تحقيق السلام والديمقراطي"، مضيفةً "نحن مستعدون للحوار، لكننا نؤمن بضرورة إنهاء المركزية، وضمان الحقوق الفردية، والحكومة المؤقتة لا تبادر إلى السلام، بل تكرّس العنصرية والتمييز، مما يشكل تهديداً خطيراً لمستقبل سوريا".

 

الألم وقضية شعوب سوريا واحدة

ونددت شيرين أوسو، بالانتهاكات والممارسات التي ينفذها جهاديي هيئة تحرير الشام ضد أهالي السويداء "ما يحدث في السويداء هو ألم بالنسبة لنا جميعاً، عانينا كثيراً، فالمعاناة التي تعيشها النساء اليوم، نحن أيضاً اختبرناها لسنوات نتيجة هجمات داعش والاحتلال التركي، ولكننا واجهناها بتنظيم أنفسنا واستطعنا بناء قوتنا، نحن جميعاً نعيش على هذه الأرض، وألمنا وقضيتنا واحدة، ولهذا لا بد أن نتحد وننظم أنفسنا".

وأكدت أن هذه الأيام الحرجة تشهد على المرحلة التي تمر بها سوريا "يجب أن نختار الحياة بكرامة والاعتراف بالهوية، ونكون حاضرين بقوة في مستقبل سوريا".

 

"قوات سوريا الديمقراطية قادرة على حماية سوريا"

وحول دور قوات سوريا الديمقراطية في حماية المنطقة، قالت شيرين أوسو "دفعت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا ثمناً باهظاً في ثورة روج آفا، حتى وصلت إلى هذه المرحلة وبنت قوتها الذاتية، اليوم بوجود قوات سوريا الديمقراطية، تعيش شعوب هذه المناطق بأمان".

وأكدت أن "قوات سوريا الديمقراطية قوة تأسست من أبناء هذه الأرض من الكرد والعرب والأرمن والمسيحيين، وهي القوة الوحيدة القادرة على حماية سوريا، لأنها مبنية على أفكار الحرية والديمقراطية، كما أنها حمت العالم من الإرهاب، واليوم يمكنها قيادة سوريا وحمايتها من الإبادة الثقافية والسياسية".

 

نداء إلى التنظيم والمبادرة النسائية

وفي ختام حديثها، وجهت شيرين أوسو دعوة إلى نساء السويداء وكل نساء سوريا "لقد بدأت الثورة بقيادة النساء، وكان لهن دور في كل مجال، لذلك ندعو نساء السويداء، وكل الشرائح السورية، إلى تقوية تنظيمهن وقيادة الحراك، من أجل حماية المجتمع من الإبادة، وجهاديي هيئة تحرير الشام يريدون محو دور النساء في سوريا، وبعد مقاومة وتضحيات لا يمكننا قبوله".