'ما دام سر انتصارنا الوحدة فلن نتراجع'

أكدت طالبات في طهران أن الثامن من آذار هو يوم للتذكير بسنوات نضال النساء اللواتي ضحيهن بأغلى ما تملكن وهو حياتهن من أجل المطالبة بحقوقهن في المساواة، "علينا الاستمرار بنضالنا حتى نكون على دراية بحقوقنا الإنسانية".

شبنم توكلي

طهران ـ عرف الثامن من آذار باليوم العالمي للمرأة، ويعود تاريخ هذا اليوم إلى الإضرابات النسائية عندما احتجت عاملات النسيج على عدم المساواة في حقوقهن وأجورهن وقوبل احتجاجهن بالنيران وظن المعارضين أن نضال النساء سينتهي على الأرجح وسيتم إسكات صرختهن الاحتجاجية إلى الأبد.

بعد مقتل 129عاملة في معمل النسيج في نيويورك خلال احتجاجهن ومطالبتهن بحقوقهن بالمساواة مع الرجل بدأت النساء في مختلف بلدان أمريكا وأوروبا بمظاهرات وإضرابات ضد عدم المساواة الاجتماعية، فضلاً عن عقد التجمعات للإبقاء على طريقهن مستمراً، ورسم خطاً زائفاً على المخيلة الفظة لجميع المعارضين، ومن بين هؤلاء النساء كانت المدافعة عن حقوق المرأة كلارا زيتكين، وبناءً على اقتراحها في المؤتمر النسائي الاشتراكي الثاني في أوروبا، تم تسمية الثامن من آذار باسم يوم المرأة وتضامن المرأة ضد مختلف أشكال التمييز.

ويعتبر إنشاء مجتمع شامل وعادل للمرأة بغض النظر عن العرق أو التوجه الجنسي أو الثقافي وما إلى ذلك، هو رؤية اليوم العالمي للمرأة وأن المرأة لن تكون قادرة على الكشف عن قدراتها ومواهبها إلا إذا كان هناك مثل هذا المجتمع، ولا تقتصر أهداف المرأة من عقد التجمعات في هذا اليوم على إحياء ذكرى سنوات نضال المرأة فحسب، بل تشمل زيادة وعي المرأة بالمساواة، والتأكيد على إنجازات المرأة ونجاحاتها، والتعريف بالبرامج والأنشطة المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، وبالتالي تشجيع المرأة على تحقيق المساواة بين الجنسين في أي عمر وأي تحدي للتحيزات الظرفية المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين.

تقول (مبینا. م) طالبة كلية الحقوق البالغة من العمر30عاماً عن الاحتفال بالثامن من آذار "هذا اليوم لجميع نساء العالم وكعضو صغير في المجتمع النسائي في العالم، أود أن أخطو خطوة صغيرة كل عام لتكريم هذا اليوم، من عقد اجتماعات في الجامعة لتذكر سنوات نضال النساء من أجل حقوقهن، وأنهن ضحيهن بأغلى ما تملكن وهو حياتهن حتى أتمكن أنا وغيري من النساء من العيش بوعي أكبر اليوم ونكون على دراية بحقوقنا الإنسانية".

وأوضحت أنه "نحن لا نريد الحرب بل نريد السلام ولهذا السبب نحاول دائماً التعبير عن مطالبنا بأكثر الطرق السلمية، عندما يتعلق الأمر بالتجمعات في الجامعة، يتم اتخاذ الترتيبات الممكنة قبل أيام قليلة، رغم أنهم يمنعون مثل هذه التجمعات، لم يسير الوضع أبداً كما توقعنا في الواقع هذا ليس شيئاً جديداً لنا كنساء لأننا نشارك دائماً في النضال حتى في أكثر لحظات حياتنا خصوصية من المنزل إلى الجامعة ومكان عملنا نريد حقوقاً متساوية للرجال والنساء".

ولفتت إلى أنه "رغم كل هذه المحن ما دام سر انتصارنا هو الوحدة فلن نتراجع، ففي هذا اليوم لو وصل صوتنا إلى امرأة واحدة، نكون قد قمنا بعملنا على النحو الصحيح، لأنه هناك الكثير من النساء اللواتي لا تعلمن حتى أنهن في يوم من الأيام سيكون لهن يوم خاص يسمى باليوم العالمي للمرأة، كطالبة علينا أن نقوم بواجبنا بإعلام النساء حتى لو من خلال وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، حتى لو كنا نتقدم بأهدافنا في الاجتماعات عبر الإنترنت، أريد أن أقول إن أي باب مغلق في وجهنا يعني نهاية عملنا نحن نؤمن بالتغييرات الجذرية ولا ينبغي لنا أن نتجاهل قوتنا وقدراتنا، لأننا نؤمن بالتغييرات الجذرية ولا ينبغي لنا أن نتجاهل قوتنا وقدراتنا، لأنه إذا نظرنا بعناية سنرى أن المرأة ساهمت كثيراً في النضال ضد عدم المساواة والفقر والبطالة، ومن دعم الطالبات إلى العمال إلى الاحتجاجات، وكانت النساء القوة الدافعة للنضال ضد الحجاب الإلزامي".

كانت مطالب المرأة خلال سنوات المقاومة والنضال هو الحصول على حق التصويت والمشاركة في الانتخابات إلى القوانين الداعمة لعملها، والمساواة في الأجر مع الرجل في العمل، إضافة إلى العمل ثماني ساعات يومياً، ودعمها أثناء الحمل بالحد الأدنى الأجور، وكان الحق القانوني في الإجهاض والدفاع عن حقوق الأمهات، ومع استمرار نضالات المرأة، تمكنت من إحراز تقدم كبير في تحقيق مطالبها، بما في ذلك الحصول على حق التصويت والمشاركة في الانتخابات، وحتى الترشح للانتخابات في بعض الدول، وكذلك الحصول على الحقوق، وهي متساوية نسبياً في كثير من المجالات.

من جانبها أشارت (سارة. ك) البالغة من العمر 27 عاماً وطالبة طب "كان هناك وقت لم يكن للمرأة فيه حق في التصويت ولم تحصل على الخدمات الطبية والتعليمية المناسبة، ولم تتمتع بنفس الحقوق كالرجال ولم يكن لديها حتى الحق في زيارة الأماكن العامة، ولكن اليوم تغيرت أشياء كثيرة ولم تكن هذه التغييرات عرضية، فنحن مدينون بالكثير من حرياتنا وحقوقنا لسنوات من جهود ونضالات النساء اللواتي ضحين بحياتهن".

وأشارت إلى أن "الثامن من آذار هو رمز للحركات النسائية للهروب من الجنس الثاني، إلا أننا نرى أن مثل هذا اليوم الذي ينبغي أن يكون رمزاً للوعي والنضال، أصبح يوما للتهاني والهدايا مثل عيد الحب، فبدلاً من أخذ الزهور والذهاب إلى المقهى هذا اليوم، يقع على عاتق النساء واجب التعبير عن رغباتهن والصراخ من أجل امتيازاتنا وحقوقنا التي سلبت منا على مدى سنوات طويلة".

منذ أن أدركت المرأة حقوقها الإنسانية ورفعت الستار عن أوجه عدم المساواة والظلم التي تأثرت بها، حاولت الحصول على حقوق متساوية مع الرجل في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والأسرية بطرق مختلفة إلا أنها ما زالت مستمرة، ويشهد العالم اليوم العديد من أشكال التمييز ضد المرأة في بلدان مختلفة، ولا يزال عدد كبير منهن تعشن في فقر على الرغم من ضغط العمل المرتفع فإنهن تحصلن على أجور قليلة للغاية، كما أنهن لا تزلن تتعرضن للمضايقة في المجتمعات المحلية وفي مكان العمل وحتى في الأسرة، أضافة إلى تعرضها لجميع أشكال العنف والاستغلال الجنسي.

وعلى الرغم من أن المرأة وجدت حصة متساوية مع الرجل في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أنها لا تزال تواجه عدم مساواة وتمييز بطرق مختلفة، سواء في مجال الرواتب والأجور، أو في المرافق التعليمية والصحية التي تتطلب استمرار ونمو الوعي العام بمختلف أشكاله حول التمييز بين الجنسين وتعزيز الدعم العالمي لحقوقها، وهو ما يمكن أن يتم في شكل توعية الشابات حول يومهن العالمي على شبكات التواصل الاجتماعي، ودعم تعليم المرأة، وتشجيعها على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية وتوظيفها ودعم الحركات المحلية، اليوم العالمي للمرأة هو يوم لتشجيع النساء المناضلات اللواتي قدن تغييرات إيجابية للمرأة. والتقدم المحرز على مر السنين لتحقيق هذه الأهداف.