‫"‬ليس هناك ما يثبت" مسرحية تسلط الضوء على العنف ضد النساء ‬

جسدت مسرحية "ليس هناك ما يثبت"، مشاهد العنف التي تعرضت لها النساء خلال فترة الحجر الصحي، كما تم اقتراح آراء وتوصيات للحد من العنف ضد النساء، منها تغيير القوانين والتوعية.

رجاء خيرات

مغرب ـ في إطار اختتام فعاليات مشروع "باراكا شباب ضد العنف"، تم عرض مسرحية "ليس هناك ما يثبت" التي سلطت الضوء على العنف ضد النساء الذي سجل أرقاماً قياسية خلال فترة الحجر الصحي.

تضمن مشروع "باراكا شباب ضد العنف" (كفى شباب) الذي امتد على مدى عامين واختتم أمس الاثنين 13 آذار/مارس، بعرض مسرحية "ليس هناك ما يثبت" مجموعة من المحاور التي تطرقت إلى الحد من ظاهرة العنف ضد النساء وزواج القاصرات والتحرش في الفضاءات العامة والرقمية.

صورت المسرحية مشاهد العنف الزوجي الذي عاشته الزوجات خلال فترة الحجر الصحي، وقدمتها فرقة تابعة لجمعية "كورارة للفنون والثقافات"، وهي فرقة تعمل في إطار ما يعرف بمسرح الشارع.

ولأول مرة تم إشراك الجمهور والمكون من طلبة جامعة القاضي عياض ونساء تم استدعاؤهن إلى المنصة لتغيير المواقف التي عبرت عنها بطلات العرض، واللواتي غالباً ما كن تنزوين إلى الصمت والاستسلام، لتصحح المتدخلات من الجمهور الموقف، عبر فرض آرائهن ومواقفهن الرافضة لما يمارسه الأزواج على زوجاتهم وهن تكابدن مشقة أعباء البيت وتلبية طلباتهم والاعتناء بالأبناء.

وعن عنوان المسرحية "ليس هناك ما يثبت" أكدت المشاركات أن النساء اللواتي تتعرضن للعنف الزوجي لا تتمكن من الحصول على حقوقهن، عندما تشتكين من العنف، لأنهن غالباً ما تواجهن عبارة "ليس هناك ما يثبت"، حيث يُطلب من المشتكيات أن يثبتن الاعتداءات التي تتعرضن لها داخل بيت الزوج".

وتخلل العرض نقاشات عبر فيها المشاركين عن مواقفهم من مشاهد العنف التي اعتبروا أن أغلب الأسر المغربية تعرضت لها خلال فترة الحجر الصحي، كما اقترحوا آراء وتوصيات للحد من العنف ضد النساء، منها تغيير القوانين والتوعية بالظاهرة داخل المؤسسات التعليمية وتغيير المناهج التربوية.

كما تضمنت المسرحية ورشة للرسم للتعبير عن العنف المبني على النوع الاجتماعي عبر اللوحات، بالإضافة إلى عرض شريط لخص أهم المحطات التي شملها مشروع "باراكا شباب ضد العنف".

وقالت عضو فدرالية رابطة حقوق النساء والمسؤولة عن المشروع زهرة صديق "إن هذا العرض يندرج في إطار مشروع "باراكا شباب ضد العنف" الذي انطلق منذ عامين، واختتم أمس، بعد أن شمل مجموعة من المحاور تضمنت قوافل توعوية في عدد من المناطق بجهة مراكش حول خطورة ظاهرة العنف وزواج القاصرات، بالإضافة إلى تقوية قدرات جمعيات المجتمع المدني وخلايا الاستماع بالمؤسسات الرسمية، ثم إنجاز دراسة حول العنف المبني على النوع بجهة مراكش ـ أسفي".

وأشارت إلى أن آخر محطة للبرنامج كانت حملة ترافعية وعقد لقاء مع ممثلات وزارة العدل وبرلمانيات وبرلمانيين بلجنة التشريع وممثلي جمعيات المجتمع المدني وخبراء في المجال.

وأكدت أن هذه اللقاءات تأتي في إطار المرافعات من أجل التغيير الشامل لمدونة الأسرة والمنظومة الجنائية، لافتةً إلى أن ذلك يأتي في سياق ما تعرفه الساحة من حراك ونقاش، وبالتالي فهي مناسبة لتجديد المطالب.

وأوضحت أن البرنامج تضمن كذلك إنتاج أغنية بطريقة "الفيديو كليب" للفنانة كوثر بودراجة حول ظاهرة التحرش (ستوب باراكا التحرش خصو يسالي) (التحرش ينبغي أن ينتهي)، والتي تم عرضها في عدة مناسبات وعبر محطات إذاعية للتوعية بظاهرة التحرش الذي تتعرض له النساء، سواء داخل الفضاءات العمومية أو الرقمية أو أماكن العمل وغيرها.

 

 

تزايد حالات العنف

وبينت أنه خلال فترة الحجر الصحي سجلت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب أرقاماً مخيفة لحالات العنف داخل الأسرة المغربية، كانت ضحاياها نساء، بل إن حتى مراكز الاستماع التابعة لعدد من الجمعيات التي تعمل في مجال مكافحة العنف ضد النساء استقبلت العديد من الشكاوى لنساء معنفات داخل البيوت.

وأوضحت أن 62.34% من النساء والفتيات المستجوبات خلال الدراسة التي سبق وأنجزتها الفدرالية في إطار هذا المشروع بجهة مراكش ـ أسفي، اعتبرن أن نسبة العنف ارتفعت في فترة الحجر الصحي، وأن 25،25% منهن لا تقمن بالتبليغ عن هذه الجرائم، وذلك لعدة أسباب منها أن 62،12% تعانين الخوف من الانتقام أو من الضغط الممارس عليهن من قبل العائلات والمجتمع بصفة عامة تحت غطاء العادات والتقاليد، في حين أن 7،32% تخفن من الفضيحة والعار، بينما تمتنع 11،63% عن التبليغ رغبة في حماية العائلة والأطفال من التشرد.

وأضافت أن الدراسة بينت أن أكثر من نصف المستجوبات 60% تجدن أن التدابير المتخذة لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات تبقى محدودة جداً وغير كافية للقضاء على هذه الظاهرة، كما تؤكدن على ضرورة تعزيزها بقانون عوض القانون 13ـ 103.