ليلى أرزو إلهان: ليلى قاسم رمز لنضال الشعب الكردي
تحدثت عضو مجلس عشتار في مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور) ليلى أرزو إيلهان عن نضال ومقاومة ليلى قاسم، وذكرت أنها كان رمزاً لنضال الشعب الكردي.
برجين كارا
مخمور ـ ولدت المناضلة الكردية ليلى قاسم عام 1952 في قرية باميلي في خانقين، وكانت طفلة مفعمة بالحيوية وعلى الرغم من كونها من عائلة فقيرة، أراد والدها أن تدرس، وبعد المدرسة الابتدائية، انتقلت هي وعائلتها إلى بغداد عام 1958 بسبب الفقر. وكانت تعتبر دائماً الدفاع عن قضية الشعب الكردي واجباً مهماً وعظيماً جداً.
تخرجت من المدرسة الثانوية في بغداد ثم تخرجت من قسم علم الاجتماع في الجامعة، وخلال دراستها الجامعية أصبحت خلال فترة قصيرة أحد الأعضاء النشطين في اتحاد الطلاب الكرد، وكان لها تأثير كبير على الطلاب الكرد في جامعة بغداد، وركزت ليلى قاسم دائماً على المساواة الاجتماعية وحقوق المرأة وقضية الشعب الكردي.
في عام 1972، في مدينة بغداد، ازدادت حركة ونضال اتحاد طلبة كردستان أكثر فأكثر وعلى الرغم من ضغوط مخابرات البعث العراقي ومع اتساع نطاق الحروب عام 1974، دأبت أجهزة استخبارات نظام البعث على تعقب الشخصيات الكردية واحداً تلو الآخر دون انقطاع.
في 24 نيسان/أبريل 1974، اعتقلت ليلى قاسم مع أربعة من رفاقها وهم؛ جواد همواندي وناريمان فؤاد مستي وحسن همارشيد وازاد سليمان ميران نتيجة عملية واسعة النطاق نفذتها قوات نظام البعث في بغداد، وأثناء وجودها في السجن، تعرضت لتعذيب شديد وغير إنساني، وخلال التحقيق معها من قبل مخابرات النظام البعثي قالت لهم 'اقتلوني، لكن يجب عليكم أن تدركوا حقيقة أن آلاف الكرد سيستيقظون من سباتهم العميق بقتلي، أنا سعيدة للغاية وفخورة بالتضحية بحياتي من أجل تحرير كردستان".
ومن أجل تخويف الشعب الكردي، وخاصة الشباب، أمر نظام البعث، بعد أسبوعين على اعتقالها ورفاقها، في محكمة غير عادلة، بإعدامهم في صباح يوم 12 أيار/مايو 1974، وبعد إعدام ليلى قاسم، أطلقت آلاف العائلات الكردية في عموم كردستان على بناتها اسم ليلى، وكتب النضال الذي خاضته في صفحات التاريخ، إن النضال الذي بدأته مع نضال جينا أميني بشعار Jin Jiyan Azadî قد انتشرت شرارته في كل أنحاء العالم وأصبح نار تدمر الاحتلال والسلطة.
وتحدثت ليلى أرزو إلهان، عضو مجلس عشتار في مخيم اللاجئين في مخمور، عن نضال ومقاومة ليلى قاسم، وذكرت أن نضالها كان رمزاً لنضال الشعب الكردي.
ولفتت إلى دور نضال المرأة في تاريخ الشعب الكردي "في تاريخ الشعب الكردي إلى جانب مقاومة الشعب الكردي ضد الاحتلال والحكومة، اتخذت المرأة الكردية أيضاً مكانها في هذا النضال. أن هذا التاريخ من نضال المرأة الكردية ومن دون شك قد أوصلنا إلى يومنا هذا، وقد تمكنا اليوم من قيادة نهج الحرية للنساء والشعب. إحدى هؤلاء المقاتلات هي ليلى قاسم، ونحن الآن بصدد ذكرى مقتلها".
"ليلى قاسم خاضت نضالاً تاريخياً ضد النظام الحاكم"
وبينت أنه "عندما ننظر إلى تأثير ليلى قاسم على الشعب الكردي والنضال، فمن المؤكد أنه كان لها تأثير كبير. ولأنه في تلك السنوات بالذات، حاول نظام البعث الذي تأسس على عنصرية العرب، أن يحكم ويسيطر على الشرق الأوسط، وخاصة على كردستان، ولهذا السبب، ظهر نظام البعث كقوة في كل من إقليم كردستان وروج آفا كردستان لتدمير نضال الشعوب الموجودة هناك. وفي إقليم كردستان على وجه الخصوص، واجه الشعب الكردي وحشية صدام حسين، وليلى قاسم كانت طالبة جامعية ناضلت ضد هذا النظام الحاكم والقوة العنصرية التي تمارس باسم العرب".
"هدف نظام البعث قمع نضال الشعب الكردي"
وذكرت ليلى أرزو أن ليلى قاسم كانت مستهدفة من قبل نظام البعث بسبب نضالها ضد نهج النظام "من ناحية، أراد نظام البعث قمع نضال الشعب الكردي في إقليم كردستان من خلال استهداف ليلى قاسم، لأنه في ذلك الوقت، كانت هناك محادثات للحصول على مقعد للشعب الكردي في إقليم كردستان. حيث يجب أن يكون للشعب الكردي الحق في الحكم الذاتي واللغة والثقافة، بالمقابل تم الاستعداد لشن هجوم كبير على الشعب الكردي في الإقليم، لذلك، في 12 أيار 1974، تم إعدام ليلى قاسم مع رفاقها الأربعة، وفي عام 1975، ألغى الملا مصطفى نضال الشعب الكردي. ويجد المرء أن الهدف الذي وضعه صدام ونظام البعث أمام أنفسهم هو خنق نضال الشعب الكردي، وعائلة البارزاني والملا مصطفى بارزاني، خانوا مرة أخرى نضال ليلى ورفاقها وآلاف الكرد الذين ناضلوا من أجل حرية الشعب الكردي ضد نظام البعث في ذلك الوقت".
"نضال ليلى قاسم امتد إلى كافة أنحاء كردستان وأصبح رمزاً"
وذكرت ليلى أرزو إلهان أن نضال ليلى قاسم أحدث صدى في عموم كردستان "ناضلت ليلى قاسم في إقليم كردستان، ولكن باستشهادها تجاوز هذا النضال الحدود التي صنعها أعداء كردستان وهذا النضال ومقاومته انتشر في كافة أنحاء كردستان، وبينما نحن نمعن النظر إلى تلك الفترة، نجد أن آلاف الفتيات اللاتي ولدن سُمين ليلى قاسم. فالشعب الكردي يعتبر ليلى قاسم رمزاً للمقاومة والنضال، وفي الأجزاء الأخرى من كردستان، تم تسمية آلاف الفتيات باسم ليلى، واستمر هذا النضال في كردستان".
"موقف ليلى قاسم جعل نضال الشعب الكردي دائم"
ولفتت ليلى أرزو إلهان إلى نضال المرأة الكردية عبر التاريخ "في تاريخ كردستان، كان هناك العديد من النساء المؤثرات مثل رينديخان، ظريفة، قدمخير اللواتي استطعن الوقوف والقتال ضد السلطات والأنظمة التي كانت موجودة حينها. هناك مثل لدى الكرد يقول 'الأسد هو أسد سواء كان امرأة أو رجلاً' في شخصية هؤلاء النساء، وحتى في يومنا الراهن حيث أصبح لدينا نظام لتنظيم المرأة وحمايتها وتعليمها نرى بأن المرأة استمدت قوتها من هذه المصادر التاريخية. ولهذا السبب فإن وجود ليلى قاسم وتنظيمها وموقفها من الاحتلال ونظام البعث جعل نضال الشعب الكردي دائماً ولم تسمح بأن يتم تدميره بألاعيب المحتل".
"ليلى قاسم أصبحت رمزاً لنضال الشعب الكردي"
وأوضحت ليلى أرزو إلهان أنه كنساء كرديات، فإن واجبهن الأساسي هو الاعتناء بقضية الرائدات في الشعب الكردي، "كل امرأة ناضلت فقد سارت على خطا ليلى، وهي تواصل قضيتها وتعزز نضالها، وكنساء كرد هو واجبنا الرئيسي. ليلى قاسم كانت رمزاً في الثمانينات في كردستان. عندما ننظر إلى التسعينيات، نجد أن بيريفان وبيريتان وزيلان أصبحن رموزاً. في اليوم الراهن أيضاً، أصبحت آرين ميركان وسارة وسما رمزاً. هؤلاء كلهن النساء اللاتي واصلن النضال مثل حلقة، واليوم الحلقة التي ولدت من ليلى قاسم أو ظريفة أو قدمخير تكملها الآن ملايين النساء. وهن تقدن حرية المرأة والشعوب في الشرق الأوسط والعالم. لأننا رأينا كيف انتشر شعار Jin Jiyan Azadî في جميع أنحاء العالم. لذلك، عندما بدأ القائد عبد الله أوجلان النضال من أجل حرية المرأة والشعب الكردي، قال 'في هذا النضال، يجب أن تكون المرأة ملك لنفسها، ولكي تكون المرأة لنفسها، سنقدم الصداقة الحقيقية والنضال المطلوب من أجل ذلك' عندما ننظر إلى هذا في يومنا الراهن، نرى أن المرأة الكردية أصبحت ملكاً لنفسها".
"نضال ليلى قاسم سينهي النظام السلطوي"
وفي نهاية حديثها قالت ليلى أرزو "في ذكرى إعدام ليلى قاسم، نرى أن شيرين علمهولي تم إعدامها في إيران بعدها بسنوات، بمعنى آخر، يتم استهداف النساء اللاتي يرغبن في قيادة نضال الشعب الكردي، لكن الحقيقة هي أن نضال الشعب الكردي له خصوصيته، وقد أظهرت قيادة حركة حرية القائد أوجلان ذلك للنساء، قد تُقتل امرأة، لكن نضالها واسمها وقوتها تنتشر وتمتد إلى آلاف وملايين النساء. ولهذا السبب عندما نتحدث عن نضال المرأة اليوم، لا ننسى مقاومة المرأة ضد السلطات عبر التاريخ. لدينا جذر قوي ونخوض نضال لا مثيل له ولهذا السبب نتذكر بامتنان النساء اللاتي أصبحن جذوراً قوية لنا، مثل ليلى قاسم، بيريتان، زيلان، بيريفان، سارة، آرين ميركان وشيرين علمهولي، ونقول إن هذا النضال الذي خاضته هؤلاء المناضلات يتوسع اليوم وسيكون له القوة التي ستنهي الاحتلال ونظام الحكم السلطوي على الشعب الكردي وشعب كردستان بشكل كامل".