ليلوى العبد الله: تحرير الباغوز أثبت أن إرادة الشعوب لا تقهر

أكدت القيادية في مجلس دير الزور العسكري ليلوى العبد الله، على أن تحرير الباغوز من براثن مرتزقة داعش, أثبت بأن إرادة شعوب شمال وشرق سوريا لا تقهر.

زينب خليف

دير الزور ـ يصادف اليوم الخميس 23 آذار/مارس 2022، الذكرى السنوية الرابعة لتحرير بلدة الباغوز في شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش، من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت في أيلول/سبتمبر 2017، انطلاق حملة عسكرية لتحرير دير الزور من المرتزقة، وخاضت معارك طاحنة انتهت بالنصر في 23 آذار/مارس 2019، وإنهاء وجوده عسكرياً.

في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الباغوز آخر معاقل مرتزقة داعش، تقول القيادية في مجلس دير الزور العسكري ليلوى العبد الله، أن تحرير الباغوز شكل الحلقة الأخيرة من معركة القضاء على داعش.

وحول أهمية هذا التحرير بالنسبة للباغوز والمنطقة بشكل عام توضح "إن أهمية تحرير الباغوز بالنسبة للمنطقة تكمن في أنه تم تحرير العديد من النساء اللواتي كن في قبضة المرتزقة وخاصةً الإيزيديات منهن، لقد اتخذ داعش من البلدة خندق لهم، واحتجزوا المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية".

وأوضحت أن "لقد سعت العديد من الجهات المعادية إلى عرقلة حملة الباغوز والتي كان هدفها إطالة عمر المرتزقة، ففي الوقت الذي تم محاربة المرتزقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، كثف الاحتلال التركي من هجماته على شمال وشرق سوريا، كما تحركت الخلايا النائمة التابعة للمرتزقة، لإعاقة تقدم قواتنا وتحرير المنطقة بشكل كامل، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة التي تم تحريرها من قبل قواتنا"، مشيرةً إلى أن تلك العوائق لم تؤثر على قوات سوريا الديمقراطية ومقاومتهم وإحرازهم التقدم وتحرير البلدة وإعادة الأمن للمنطقة.

وأكدت على أن تحرير أي منطقة يبدأ بتحرير المرأة لنفسها "لقد ساعدت النساء في دير الزور مقاتلاتنا ومقاتلينا في التقدم لتحرير المنطقة من المرتزقة بانضمامهن وانخراطهن إلى المؤسسات المدنية وحتى العسكرية، لتحرير أنفسهن من القيود التي فرضت علهين"، مشيرةً إلى أن نساء دير الزور على مدى الأعوام الأربعة الماضية كن تسعين للتخلص من الذهنية السلطوية الذكورية التي فرضها المرتزقة عليهن "عاشت نساء دير الزور سنوات من العبودية في ظل سيطرة مرتزقة داعش على المدينة".

وحول التغيير الذي أحدثه التحرير على حياة النساء في دير الزور توضح "لم تكن المرأة في دير الزور بمنأى عن النساء في شمال وشرق سوريا، اللواتي أثبتن خلال السنوات الماضية قدرتهن على إدارة الجبهات وبأنهن رياديات وقادرات على اتخاذ القرارات في جميع المجالات، فنساء دير الزور اليوم نجحن وتخطين جميع القيود، وتشاركن في إدارة المؤسسات المدنية والعسكرية والنسوية منها، من خلال كسرهن قيود العادات والتقاليد البالية التي يفرضها المجتمع عليهن".

ولفتت إلى أنه تم تحرير الباغوز من مرتزقة داعش عسكرياً، ولكن لا تزال هناك خلايا نائمة تشكل خطراً على المدينة، حيث يتم استهداف أعضاء الإدارة المدنية في المدينة وغيرها من الشخصيات لإرهاب الأهالي وزعزعة أمن واستقرار المنطقة "تقوم قواتنا بتحديد الهدف وإلقاء القبض على الخلايا النائمة التابعة للمرتزقة، وتأمين الحماية اللازمة للأهالي".

وعن أهمية تنظيم الأهالي لأنفسهم لحماية مناطقهم من عودة خطر داعش تقول "بعد انتهاء الحرب ضد مرتزقة داعش وهزيمتهم من قبل مقاتلينا سلمنا إدارة المنطقة لأبنائها ليديروها بأنفسهم، فهم لا يحتاجون لأحد يقودهم، لذا عملوا على تنظيم أنفسهم وإدارة منطقتهم، لقد تخطوا الفكر السلطوي والعبودية"، مضيفةً "يعد تحرير الباغوز من مرتزقة داعش تحريراً لجميع مناطق شمال وشرق سوريا، لقد سعى الأهالي إلى إعادة بناء ما تهدم من المنطقة خلال سنوات سيطرة المرتزقة".

وأضافت "خلال الحرب على داعش، مرت أحداث عديدة أمام عيني تأثرت بها جداً، فعندما كان مقاتلينا يلقون القبض على المرتزقة فيما يسلم أهالي داعش أنفسهم وهم خائفين إلا أن المقاتلين كانوا يقدمون لهم الطعام والماء، ويقومون بحمل الأطفال معهم لمساعدتهم على الخروج، والذهاب بهم إلى مخيم الهول، حتى أن العالم أجمع تأثر بتلك المواقف التي أبداها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، لقد ضحى العديد من المقاتلين/ات بحياتهم من أجل إعادة الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة".